تنطلق النسخة الأولى من معرض الصين الدولي للواردات بعد غد الاثنين وحتى 10 نوفمبر الجاري في مدينة شنجهاي شرقي الصين، بمشاركة مصر بوفد يترأسه الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية، حيث تعد مصر ضيف الشرف الوحيد عن منطقة الشرق الأوسط في هذا المعرض.

ومن المقرر أن يلقي رئيس مجلس الوزراء كلمة خلال افتتاح المعرض، الذي تشارك فيه مصر بجناح مصمم على الطراز الفرعوني، ويضم 38 شركة على مساحة 256 مترا مربعا، وسيتم افتتاح هذا الجناح من جانب رئيس مجلس الوزراء، والرئيس الصيني شي جين بينج، والمهندس عمرو نصار وزير التجارة والصناعة.

وأكد المهندس عمرو نصار أن اختيار مصر ضيف شرف المعرض يعكس عمق العلاقات بين مصر والصين، حيث يمثل المعرض فرصة مهمة لزيادة الصادرات المصرية للسوق الصينية في مختلف القطاعات الزراعية والصناعية، إلى جانب المساهمة في تعزيز العلاقات التجارية وتخفيض عجز الميزان التجاري بين البلدين والذي يميل لصالح الجانب الصيني.

وأشار «نصار» إلى أن المعرض يعكس التوجه الحالي للحكومة الصينية للانفتاح التجاري مع العالم خاصة فيما يتعلق بالاستيراد، لافتا إلى أن المعرض يمثل فرصة تاريخية للشركات المصرية والعالمية للنفاذ للسوق الصيني الهائل البالغ قوامه 1.3 مليار مستهلك، فضلا عن مشاركة أكثر من 160 ألف مشتر في المعرض، ما يسهم في فتح السوق الصيني الضخم أمام المنتجات القادمة من مختلف دول العالم وتوفير فرص ضخمة لمنتجات الأغذية والمنتجات الزراعية ومنتجات الأدوية والمنسوجات والملابس المصرية للنفاذ للسوق الصيني وتوفير فرص لقطاعات الخدمات المصرية مثل السياحة والثقافة لدخول السوق الصيني الواعد.

ومن المقرر مشاركة 24 شركة مصرية في مجالي الحاصلات الزراعية والصناعات الغذائية، و6 شركات في مجال الصناعات الطبية والكيماوية، و4 شركات في مجال الملابس الجاهزة، وشركة في مجال الصناعات الهندسية، وشركة في مجال الحرف اليدوية، وشركة في مجال الطباعة والتغليف، وبنك مصر عن القطاع المصرفي.

وأكدت الصين ترحيبها بمشاركة مصر في المعرض الذي يعد فرصة لعرض المنتجات المصرية والخدمات؛ ما يساعد على زيادة الصادرات المصرية للصين.

وحول جدول أعمال المعرض، ذكرت وزارة التجارة الصينية أن الرئيس الصيني سيحضر مراسم افتتاح المعرض، وسيلقي خطابا مهما، وسيزور أجنحة الدول المشاركة بالمعرض بصحبة القادة الأجانب، وسيقيم وعقيلته مأدبة ترحيب عشية افتتاح المعرض، فيما سيلتقي بينج مع قادة الدول والحكومات أثناء فعاليات المعرض.

وينعقد خلال المعرض منتدى «هونغتشياو» الاقتصادي والتجاري الدولي، الذي يقام تحت شعار «ضخ حيوية جديدة بالتجارة العالمية وخلق سيناريو منفتح ومتبادل النفع»، وسيحضره ما يزيد على 2000 من المسؤولين الحكوميين وقادة المنظمات الدولية ورواد الأعمال والأكاديميين البارزين من أكثر من 130 دولة ومنطقة.

وتشير السلطات الصينية إلى أن الهدف من إقامة المعرض هو المساهمة في حرية التجارة ودعم النظام التجاري العالمي، والسعي إلى إحداث توازن أكثر بين الصين وشركائها من جميع دول العالم في مجال التجارة وتعزيز انفتاح الصين على العالم سياسيا واقتصاديا وثقافيا.

ومن المقرر بناء على دعوة من الرئيس الصيني مشاركة قادة 18 دولة في فعاليات المعرض، وهم إضافة لرئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي، رؤساء كل من التشيك وكوبا والدومينيكان وكينيا وليتوانيا وبنما والسلفادور وسويسرا، ورؤساء وزراء جزر كوك وكرواتيا والمجر وجورجيا ولاوس ومالطا وباكستان وروسيا وفيتنام.

ويشارك في الدورة الأولى للمعرض أكثر 2800 شركة من أكثر من 130 دولة ومنطقة، ويوفر المعرض فرصا هائلة للمشاركين، حيث ظلت الصين في المرتبة الثانية كأكبر دولة مستوردة للسلع والبضائع لـ9 أعوام متتالية، وشكلت 10.2% من إجمالي قيمة الواردات العالمية في عام 2017، كما تعد الصين إحدى أكبر الأسواق العالمية للمنتجات الراقية مثل الروبوتات الصناعية والشرائح وأدوات الماكينات.

وأعلنت الصين خفض التعريفات الجمركية على 1585 منتجا صناعيا بما فيها الماكينات والقطع المنفصلة ومواد الخام اعتبارا من أول نوفمبر، وجاء ذلك بعد إعفائها التعريفات الجمركية لمعظم الأدوية المستوردة في مايو الماضي وتقليل التعريفات على المركبات والمنتجات الاستهلاكية في يوليو الماضي.

ومنحت الصين لقب «ضيف الشرف» إلى 12 دولة، هي: (البرازيل، وكندا، ومصر، وألمانيا، واليونان، وإندونيسيا، والمكسيك، وباكستان، وروسيا، وجنوب إفريقيا، وفيتنام، والمملكة المتحدة)، فيما يشارك في المعرض أكثر من 30 بلدا من أقل البلدان نموا البالغ عددها 44 بلدا في العالم، إلى جانب شركات من دول أعضاء مجموعة العشرين، بالإضافة إلى 50 دولة من الدول الواقعة على الحزام والطريق.

ومن بين الشركات المشاركة، هناك أكثر من 200 شركة مدرجة في قائمة «فورتشن جلوبال 500»، بالإضافة إلى عدد كبير من الشركات المتوسطة والصغيرة.

كما يستقبل المعرض مشاركة عمالقة الشرائح الإلكترونية في الولايات المتحدة، فيما سيعرض المصنع الألماني «والدريش كوبورغ» آلة طحن تبلغ 200 طن، وهو أكبر منتج سيتم عرضه في المعرض.

وسيشارك 8 منتجين رواد في تصنيع أدوات الماكينات في المعرض، بأكثر من 10 معروضات ستظهر لأول مرة أمام العالم، وستحتل معروضات الأجهزة الذكية أكبر جناح في المعرض، لتغطي 60 ألف متر مربع.

وتم استخدام أكثر من 5000 متطوع للمشاركة في تنظيم المعرض، لتقديم خدمات باللغات: (الإنجليزية، واليابانية، والروسية، والعربية، والإسبانية، والبرتغالية، والفرنسية)، وتم تدريب هؤلاء المتطوعين في مجال استخدام اللغات والتواصل بين الأشخاص ومعالجة الضغوط وبروتوكول الخدمات.

وستستخدم بلدية شنجهاي 350 سيارة أجرة، و440 حافلة تعمل بالطاقة الجديدة ومرتبطة بشبكات ذكية؛ لخدمة زوار المعرض، كما أطلقت تطبيقا لتسهيل سفر الزوار خلال المعرض، حيث يمكن للتطبيق توجيه المسافرين إلى أقرب محطات مترو وحافلات ومواقف سيارات الأجرة وتحديث المعلومات حول تدفق الزوار حول منطقة المعرض والحواجز المرورية.

وافتتحت جمارك شنجهاي 38 ممرا لكبار الشخصيات من المشاركين الأجانب في الحدث، و92 قناة لفحص السلع الواردة من أجل التخليص الجمركي السريع للعارضين، مع إنشاء مركز لخدمات الاستقبال خاص بالمعرض في مطار هونغتشياو الدولي، وتوفير أدلة إقامة للزائرين الأجانب.

وتأمل الصين أن يساعد المعرض الدول المشاركة على عرض صورها الوطنية، وأن يكون منصة منفتحة للتعاون في التجارة الدولية، والمساهمة في دفع العولمة الاقتصادية.