لوح مسئول إيراني بارز بتغيير العقيدة النووية لبلاده؛ ما أثار جدلا واسعا في خضم الحرب الدائرة بالشرق الأوسط، والتي دفعت طهران لمواجهة مباشرة مع تل أبيب.
وقال مستشار المرشد الإيراني كمال خرازي، إن طهران ستضطر إلى تغيير عقيدتها النووية إذا واجهت تهديدا وجوديا، الأمر الذي يثير المخاوف بشأن إمكانية استخدام السلاح النووي.
وأوضح خرازي رئيس المجلس الاستراتيجي للسياسات الخارجية في إيران، وفق ما نقلت "سكاي نيوز": "لدينا الآن القدرات الفنية اللازمة لإنتاج أسلحة نووية، والفتوى الحالية للمرشد الإيراني هي ما يحظرها".
- ولكن، هل تتخلى إيران عن فتاوى المرشد الأعلى بتحريم أسلحة النووي؟
رغم أن إيران تُصر على أن برنامجها النووي ذو طبيعة سلمية بحتة، فإن سياستها النووية تعد واحدة من أكثر القضايا إثارة للجدل في منطقة الشرق الأوسط والعالم، وفق ما نقلت شبكة "الجزيرة"، في تقرير سابق لها.
ويُعتبر برنامج إيران النووي، جزءا لا يتجزأ من العقيدة الدفاعية، إذ تسعى إيران من خلاله إلى تحقيق أهداف متعددة تتعلق بالأمن القومي والسيادة والردع، ضمن معادلة القوة والتوازن الإقليمي.
- فتوى العقيدة النووية
ومع ذلك، فقد صدرت فتوى تحريم صناعة وتطوير واستخدام الأسلحة النووية من قبل المرشد الأعلى الإيراني على خامنئي، في أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين وتحديدا في عام 2003.
- إعلان رسمي للعقيدة النووية
وبعد عامين فقط أعلنت الحكومة الإيرانية، عقيدتها النووية في بيان رسمي في اجتماع الوكالة الدولية للطاقة الذرية في العاصمة النمساوية فيينا.
وأكد المرشد الأعلى الإيراني موقفه في عام 2019، حينما قال إن بناء وتخزين القنابل النووية أمر خاطئ واستخدامها حرام، مضيفا: "رغم امتلاكنا للتكنولوجيا النووية، فإن إيران تجنبتها بشدة".
- تغيير العقيدة النووية
لكن، كثير ما أثير الجدل مؤخرا حول ضرورة تغيير العقيدة النووية لإيران خاصة مع التهديدات التي تواجهها من قبل إسرائيل، ففي أكتوبر الماضي، وحذر قائد كبير في الحرس الثوري الإيراني من أن طهران قد تغير سياستها النووية من الأغراض السلمية إلى العسكرية، إذا تعرضت لضغوط من التهديدات الإسرائيلية.
وفي أعقاب تصاعد التوترات مع إسرائيل، قال قائد وحدات الحرس الثوري المسئول عن الأمن النووي أحمد حقطلب، إن التهديدات الإسرائيلية قد تدفع طهران إلى مراجعة عقيدتها النووية والانحراف عن اعتباراتها السابقة.
- دعوات في البرلمان الإيراني
وفي الثامن من أكتوبر الماضي، أعلن البرلمان الإيراني، تلقيه مشروع قانون لتوسيع الصناعة النووية الإيرانية من أجل مناقشته.
وتتزايد الدعوات في إيران إلى مراجعة العقيدة النووية للبلاد، ففي أكتوبر الماضي، وجه 40 نائبا في البرلمان رسالة إلى المجلس الأعلى للأمن القومي؛ للمطالبة بإعادة النظر في السياسة النووية الحالية.
وأشار النواب، إلى أن فتوى خامنئي التي تحرم إنتاج القنبلة النووية قد تكون عرضة للتغيير بسبب التطورات الحالية.
- ضربا للخطوط الحمراء
ونقلت وكالة "أنباء فارس" عن رسول سنائي راد مستشار الشئون السياسية في مكتب المرشد الإيراني علي خامنئي، قوله: "أثار بعض السياسيين الإيرانيين إمكانية تغيير السياسات الاستراتيجية النووية؛ لأن ضرب مراكز الطاقة في البلاد سيكون له تأثير على المعادلات أثناء الحرب وبعده".
واعتبر سنائي، أن استهداف إسرائيل للمنشآت النووية سيكون ضربا للخطوط الحمراء الإقليمية والدولية.