لوح مسئول إيراني بارز بتغيير العقيدة النووية لبلاده؛ ما أثار جدلا واسعا في خضم الحرب الدائرة بالشرق الأوسط، والتي دفعت طهران لمواجهة مباشرة مع تل أبيب.
وقال مستشار المرشد الإيراني كمال خرازي، إن طهران ستضطر إلى تغيير عقيدتها النووية إذا واجهت تهديدا وجوديا، الأمر الذي يثير المخاوف بشأن إمكانية استخدام السلاح النووي.
وأوضح خرازي رئيس المجلس الاستراتيجي للسياسات الخارجية في إيران، وفق ما نقلت "سكاي نيوز": "لدينا الآن القدرات الفنية اللازمة لإنتاج أسلحة نووية، والفتوى الحالية للمرشد الإيراني هي ما يحظرها".
- ولكن، ما هي العقيدة النووية الإيرانية وما علاقاتها بإسرائيل؟
منذ البداية، تصر إيران، على أن برنامجها النووي ذو طبيعة سلمية بحتة، إلا أن سياستها النووية تعد واحدة من أكثر القضايا إثارة للجدل في منطقة الشرق الأوسط والعالم.
ووفق ما نقلت فضائية "الجزيرة" في تقرير سابق لها، يعد برنامج إيران النووي جزءا لا يتجزأ من العقيدة الدفاعية، إذ تسعى إيران من خلاله إلى تحقيق أهداف متعددة تتعلق بالأمن القومي والسيادة والردع، ضمن معادلة القوة والتوازن الإقليمي.
- تسعى لامتلاكها أم تحرمها؟
ويدرك قادة إيران، أن برنامجها النووي يوفر لها ورقة ضغط استراتيجية، سواء على الصعيد الداخلي أو الخارجي، ومع أنها تبدي عدم نيتها تصنيع أسلحة نووية، إلا أن القدرات التقنية والعلمية التي تطورها في هذا المجال تمنحها نفوذا يمكن استخدامه ضمن الردع الشامل، في وجه التهديدات المحتملة من قِبل الخصوم الإقليميين والدوليين.
وبدأ البرنامج النووي الإيراني خمسينيات القرن الماضي بتعاون استراتيجي بين طهران والدول الغربية، لكن هذا التعاون انتهى بعد انتصار الثورة الإيرانية عام 1979، فانسحبت الشركات الغربية من المشاريع النووية وتجمّد البرنامج لفترة قصيرة.
ومع تصاعد الحرب العراقية وامتناع دول عن تزويد إيران بالأسلحة، تغيرت مواقف قيادة الثورة وسمحت باستئناف البحوث النووية، وخلال التسعينيات، بحثت إيران عن حلفاء جدد فتعاونت معها روسيا، إلا أن الوكالة الدولية للطاقة الذرية كشفت عام 2003 عن منشآت نووية غير معلنة، وهو ما صعد الخلافات بين إيران والغرب.
- لا تسعى إلى صنع أسلحة نووية
ومع ذلك، فعادة ما يشير المحللون، إلى فتوى المرشد الأعلى علي خامنئي بشأن تحريم إنتاج والاحتفاظ واستخدام الأسلحة النووية، مؤكدين أن إيران لا تسعى إلى صنع أسلحة نووية، بل إنها تعتزم السيطرة على سلوك إسرائيل العدواني.
وتسعى إيران بذلك أيضا للحصول على مزيد من التنازلات من الغرب في المفاوضات المستقبلية المحتملة مع الولايات المتحدة الأمريكية، باستخدام استراتيجية الردع النووي الكامن.
- فتوى العقيدة النووية الإيرانية
أصدرت إيران، فتوى بتحريم صناعة وتطوير واستخدام الأسلحة النووية من قبل المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي، في أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، وتحديدا في عام 2003.
وبعد عامين فقط، أعلنت الحكومة الإيرانية عقيدتها النووية في بيان رسمي في اجتماع الوكالة الدولية للطاقة الذرية في العاصمة النمساوية فيينا.
وأكد المرشد الأعلى الإيراني، موقفه في عام 2019، حينما قال إن بناء وتخزين القنابل النووية أمر خاطئ واستخدامها حرام، مضيفا: "رغم امتلاكنا للتكنولوجيا النووية، فإن إيران تجنبتها بشدة".
- مطالب بتغيير العقيدة النووية
لكن، كثيرا ما أثير الجدل مؤخرا حول ضرورة تغيير العقيدة النووية لإيران مع التهديدات التي تواجهها خاصة من قبل إسرائيل، ففي أكتوبر الماضي، حذر قائد كبير في الحرس الثوري الإيراني، من أن طهران قد تغير سياستها النووية من الأغراض السلمية إلى العسكرية، إذا تعرضت لضغوط من التهديدات الإسرائيلية.
وفي أعقاب تصاعد التوترات مع إسرائيل، قال قائد وحدات الحرس الثوري المسئول عن الأمن النووي أحمد حقطلب، إن التهديدات الإسرائيلية قد تدفع طهران إلى مراجعة عقيدتها النووية والانحراف عن اعتباراتها السابقة.
وتزايدت الدعوات في إيران إلى مراجعة العقيدة النووية للبلاد، ففي الثامن من أكتوبر الماضي، أعلن البرلمان الإيراني تلقيه مشروع قانون لتوسيع الصناعة النووية الإيرانية من أجل مناقشته.
ووجه 40 نائبا في البرلمان رسالة إلى المجلس الأعلى للأمن القومي؛ للمطالبة بإعادة النظر في السياسة النووية الحالية، حيث أشارو إلى أن فتوى خامنئي التي تحرم إنتاج القنبلة النووية قد تكون عرضة للتغيير؛ بسبب التطورات الحالية.