شدد ولي العهد السعودي، رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان، اليوم الثلاثاء، على ضرورة العمل ووضع الخطط المشتركة لاستدامة مصادر المياه، مشيرا الى إن المملكة قدمت أكثر من 6 مليارات دولار لدعم المياه في أكثر من 60 دولة، ولفت إلى أن قمة المياه الواحدة تعكس اهتمامنا بقضايا المناخ.
وبرئاسة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان وحضور الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون انطلقت فعاليات قمة المياه الواحدة اليوم الثلاثاء في العاصمة السعودية الرياض .
وأضاف الأمير محمد بن سلمان في كلمته الافتتاحية في انطلاق فعاليات قمة المياه الواحدة "إن قمة المياه الواحدة تنطلق بالتزامن مع استضافة السعودية أعمال مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر "كوب 16" الذي يحد من تدهور الأراضي والجفاف، إذ تعد الأراضي الوعاء الرئيسي للمياه العذبة فيما يواجه العالم تحديات متزايدة في قطاع المياه على غرار ارتفاع معدلات الجفاف الذي يؤدي إلى أزمات متعددة تتمثل في نقص المياه الصالحة للاستخدام، وتفاقم مشكلات التصحر وما يتبع ذلك من تهديد لحياة الإنسان والمجتمعات مما يستوجب العمل المشترك لوضع خطط لضمان مصادر المياه.
وأوضح الأمير محمد بن سلمان "من هذا المنطلق عملت السعودية على إدراج موضوعات المياه للمرة الأولى ضمن خارطة العمل في مجموعة العشرين بعام 2020 بالإضافة لتقديمها 60 مليار دولار لدعم قطاع المياه في أكثر من 60 دولة".
وانطلقت في الرياض قمة "المياه الواحدة"، التي أعلنت السعودية عنها مسبقاً، بتأسيس منظمة عالمية للمياه، لتطوير وتكامل جهود الدول والمنظمات لمعالجة تحديات المياه بشكل شمولي، وتبادل الخبرات والتجارب والتقنيات، وتعزيز البحث والتطوير والابتكار، وذلك بمشاركة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان.
ودعا ولي العهد الدول الأعضاء في الأمم المتحدة والمنظمات الدولية للقطاع الخاص إلى الانضمام إلى المنظمة العالمية للمياه التي ستؤسسها المملكة لإيجاد حلول شاملة للتحديات المائية، والعمل على وضع خطط مشتركة لاستدامة مصادر المياه وتعزيز التعاون الدولي في مواجهة التحديات المائية، مشيرا إلى أن المملكة تستعد لاستضافة المنتدى العالمي للمياه 2027 بالتعاون مع المجلس العالمي للمياه.
من جانبه، أكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، أنه يجب إبقاء المياه ملكا مشتركا للجميع والعمل على تقليل هدرها من خلال الوسائل التكنولوجية، التي تعمل بدورها على إيجاد حلول مبتكرة لمعالجة تحديات الهدر المائي على المستوى العالمي.
وشدّد ماكرون على أنه "يجب الاستثمار في مجال المياه"، معتبراً أن "قمّة المياه في السعودية شكّلت تحالف بيانات عالمياً مهماً لمواجهة الأزمات".
ولفت إلى أن "ملف المياه مرتبط بقضايا التصحر ولا يمكن معالجتها بجهود فردية".
ورأى أن "ندرة المياه أزمة عالمية تتفاقم وتحتاج حلا جذريا حيث أن شخصا من أصل اثنين عالمياً ليس بمقدوره الوصول إلى المياه بشكل يومي".
وأشار إلى تأثيرات تحديات المياه بشكل عام، بما في ذلك تناقص مساحة الغابات، وتفاقم أزمة المناخ والتنوع البيئي، موضحًا أن 60% من المياه العذبة عابرة للحدود، وهو الأمر الذي يعني أنه لا يمكن مواجهة تحدياتها على الصعيد الوطني، خاصة وأن العديد من النزاعات ترتبط بالمياه بشكل أساسي.