أصحاب شركات يتهمون الحكومة بعدم التنسيق مع السلطات السعودية.. و«الغرفة» تنشئ وحدة للمراقبة على برامج الحج الوهمية

حذر أصحاب شركات السياحة من إفساد موسم العمرة، بسبب ما وصفوه «تقاعس»، الجهات الحكومية متمثلة فى وزارتى الداخلية، والخارجية فى التقاعس عن إجراء محادثات مع السلطات السعودية لحل أزمة إجراء البصمة للمعتمرين، حيث تشهد مكاتب الشركة فى مصر حالة شديدة من التكدس.
وقال باسل السيسى، عضو الجمعية العمومية لغرفة شركات السياحة إن الحكومة لم تلتفت إلى التحذيرات التى أطلقتها الشركات بعدم قدرة مكاتب شركة تساهيل المنتشرة داخل محافظات مصر على تنفيذ هذه المهمة، نظرا لعدم قدرتها الاستيعابية على استقبال حجم الأعداد التى تذهب إلى المكاتب يوميا.
وتشترط السلطات السعودية إجراء بصمة العين للمعتمرين وذلك للحصول على التأشيرة.
وأوضح السيسى أن عدد من استطاع أن يجرى البصمة منذ بدء الموسم للاستعداد للعمرة قرابة الشهر يتراوح من 60 ــ 100 ألف على أقصى تقدير، مشيرا إلى أن المرحلة الأولى من الموسم، والتى تنتهى 5 شعبان سوف تنتهى فى غضون 20 يوما من الآن، مما يعنى أنه على أقصى تقدير لن يتمكن سوى 100 ألف آخرين فقط من إجراء البصمة، مما يعنى أن نصف المعتمرين المقدر لهم إجراء البصمة لم يتمكنوا من الذهاب.
وفى ذات السياق قال إيهاب عبدالعال، عضو الجمعية العمومية لغرفة شركات السياحة إن أزمة تكدس المعتمرين كان من المفترض أن يتم التنسيق بين السلطات السعودية، والمصرية على أن يتم استثناء مصر هذا العام من هذا الإجراء نظرا لقصر موسم العمرة فى مصر، والذى لا يتجاوز 9 أسابيع.
وأشار أنه من المفترض بداية من العام المقبل أن تحدد الدولة ما إذا كان موسم العمرة سيتم اختصاره فى ثلاثة أشهر أم سيمتد لثمانية أشهر كما كان قبل عامين، وعليه يبدأ الراغبون فى الذهاب إلى العمرة فى إجراء البصمة مبكرا، حيث تستمر صلاحية البصمة لمدة ثلاثة أشهر.
وكانت وزارة السياحة قد أعلنت ضوابط موسم العمرة للعام الحالى فى 23 فبراير، وحددت أعداد المعتمرين بـ500 ألف معتمر، وتضمنت الضوابط مد موسم العمرة إلى أربعة أشهر هى جمادى الثانى ورجب وشعبان ورمضان، وتحديد الحد الأقصى لإجمالى عدد التأشيرات المستهدف تنفيذها فى الموسم الواحد بـ500 ألف تأشيرة، يتم تنفيذ 20٪ منها خلال شهر رمضان.
وسبق وأن ناشدت الوزارة السلطات السعودية بإرجاء تنفيذ شرط البصمة لحين توفير عدد أكبر من المكاتب التابعة لشركة «تساهيل» السعودية لتخفيف الأعباء عن راغبى العمرة.
فى ذات السياق قال رئيس لجنة تسيير الأعمال بغرفة شركات السياحة ناصر تركى، إن الغرفة قررت إنشاء وحدة لمراقبة السوق ورصد إعلانات برامج الحج بأسعار وهمية.
وأضاف تركى فى تصريحات صحفية، أمس، أنه تم رصد إعلان عدد من الشركات عبر مواقع «السوشيال ميديا» عن أسعار متدنية وغير حقيقية تقل عن السعر الذى أقرته اللجنة العليا للحج والعمرة، موضحا أن هذه الفئة تخطر عملاءها بعد تجميد الحجوزات وظهور نتيجة القرعة الإلكترونية للحج بالادعاء بأن وزارة السياحة قررت تسعير برامج الحج لتحصيل فروق الأسعار من المواطنين.
وأوضح تركى، «وفقا لخطاب تم إرساله إلى أعضاء الجمعية العمومية لغرفة شركات السياحة»، أنه سيتم التنسيق مع شرطة السياحة لاتخاذ الإجراءات القانونية ضد أى مسئول غير مسجل بوزارة السياحة ينشر إعلانات عن برامج الحج فى «السوشيال ميديا»، وذلك حفاظا على القطاع السياحى وحماية حقوق المواطنين.
وأضاف تركى، أن الغرفة ستخطر اللجنة العليا للحج والعمرة لتشديد الرقابة وإدراج الأسعار المعلنة بوسائل الإعلام والسوشيال ميديا أو المطبوعات، لافتا إلى أنه حال ثبوت أى مخالفات سيتم توقيع الجزاءات الرادعة على الشركات المخالفة.
وبشأن تفاصيل الاتفاق بين ممثلى غرفة شركات السياحة ومؤسسة الطوافة السعودية لموسم الحج، قال تركى، إن المحادثات بين الجانبين، استمرت لنحو 6 ساعات طالب خلالها الجانب السعودى بزيادة أسعار خدمات الطوافة بمنى وعرفات بنسبة 15 % عن العام الماضى إلا أن الجانب المصرى أصر على تخفيض هذه الزيادة إلى 7% فقط متضمنة قيمة الـ5% التى فرضتها السلطات السعودية كضريبة قيمة مضافة وبذلك سيتحمل الحاج فى برنامج الحج الاقتصادى والبرى 1960 ريالا هذا العام بزيادة 130 ريالا فقط عن العام الماضى.
وأوضح أنه فى مستوى الـ4 نجوم سيتحمل الحاج 3450 ريالا، أما الـ5 نجوم فيتحمل الحاج 4050 ريالا سعوديا، مشيرا إلى أن التسهيلات تضمنت أيضا، زيادة المساحة المخصصة لكل حاج من حجاج السياحة لتصبح 2.5 متر فى مخيمات منى وعرفات.
من جانبه قال رئيس لجنة السياحة الدينية بغرفة شركات السياحة هشام أمين، إنه تم تحويل 12 شركة سياحية للتحقيق لإعلانها عن أسعار وهمية لبرامج الحج «أقل من المعتمدة من وزارة السياحة»، مؤكدا العمل على وقف أى تلاعب بالمواطنين حفاظا على سمعة القطاع السياحى.
وأشار أمين، إلى زيادة أسعار تذاكر طيران الحج ليصل سعر التذكرة إلى 35 ألف جنيه بزيادة تصل إلى 15% عن العام الماضى، خلال فترة السفر من 4 إلى 13 ذى الحجة والتى تتزامن مع عودة أول أفواج ضيوف الرحمن.