يعرض المتحف المصري بالتحرير، ضمن سيناريو العرض المتحفي الجديد، تمثال نادر وفريد لصانعة جعة من الحجر الجيري المطلي يعود إلى عصر الأسرة الخامسة (حوالي 2494–2345 قبل الميلاد) في الجيزة، حيث اكتُشف خلال أعمال تنقيب أجراها عالم الآثار حسن لصالح الجامعة المصرية عام 1929.
وبحسب بيان المتحف، يعرض التمثال حاليًا في المعرض رقم 47 بالطابق الأرضي، ويُعد تحفة فنية تكشف تفاصيل الحياة اليومية في مصر القديمة، حيث يصور التمثال إمرأة تنحني فوق حوض بيضاوي كبير، وهي تضع يدَيها داخله، في مشهد يُجسد عملية صناعة الجعة التي كانت من الحرف الشائعة في ذلك العصر.
ويتميز التمثال أنه يظهر المرأة بشعر مستعار أسود يصل إلى كتفيها، مع ظهور جزء من شعرها الطبيعي على الجبهة، كما ترتدي ياقة عريضة زرقاء وبيضاء وتنورة قصيرة ذات طراز اسكتلندي أبيض، بينما يظهر جذعها مكشوفًا.
ويتكون التمثال من مواد وألوان حيث نحت من الحجر الجيري المطلي، مع استخدام ألوان زاهية مثل الأسود للشعر المستعار، والأزرق والأبيض للياقة، والبني المحمر للبشرة والحوض.
وأشار المتجف إلى أن حالة التمثال جيدة بشكل عام، رغم وجود بعض التنقير وفقدان جزئي للصبغة، بالإضافة إلى شقوق في القاعدة، ويبلغ ارتفاع التمثال 26.7 سم، بينما يصل عرضه إلى 10 سم.
ويُسلط هذا التمثال الضوء على دور المرأة في النشاط الاقتصادي بمصر القديمة، حيث كانت صناعة الجعة من المهن المهمة في ذلك الوقت. كما يُعد نموذجًا فريدًا لفن النحت المصري القديم، الذي يجمع بين الدقة التشريحية والزخرفة الملونة.
يُذكر أن هذا الاكتشاف يأتي ضمن سلسلة من اللقى الأثرية التي تكشف تفاصيل الحياة اليومية في عصر الدولة القديمة، مما يثري فهمنا للحضارة المصرية القديمة وتطورها الفني والاجتماعي.