تظل البطاطس فى اعتقادنا «العيش الأبيض» بين بقية الخضراوات. بينما تزهو الخضراوات والفاكهة بألوانها وأشكالها البديعة المختلفة تبقى البطاطس درنات باهتة اللون تحمل آثار الطين دائما إذ تنمو تحت سطح الأرض بطبيعتها خضار ملىء بالنشا عديم القيمة الغذائية يتحايل الطاهى لإكسابه الطعم بقليه فى زيت غزير يضيف إليه مذاقا محببا محملا بخطر مداهمة شرايين القلب التاجية بنوبة قلبية.
الواقع أن البطاطس قيمة غذائية أعلى بكثير مما يعتقد الكثيرون يمكن الحصول عليها إذا تم طهيها بسلقها فى قليل من الماء أو فى الفرن دون إضافات.
حبة بطاطس متوسطة الحجم إذا ما تم طهوها فى الفرن دون تقشير تحوى ١٦٨ سعرا حراريا، لا تحتوى على أى دهون، بها ٣٧ جراما من الكربوهيدرات وأربعة جرامات من الألياف.
إذا كنت تخشى احتواءها على كمية أكبر من الكربوهيدرات مقارنة بأى طعام آخر مثيل أنت واهم. ٣٧ جراما من الكربوهيدرات تجدها فى ٤/٣ أكواب مطهية من الأرز وكوب مطهو من المكرونة. مقارنة بالعيش الأبيض البطاطس أفضل إذ إنها لا تتعرض لما يمر به الدقيق من مراحل تصنيع تحذف منه الفائدة.
البطاطس تحتوى على النياسين، فيتامين ب ٦، حامض الفوليك من مجموعة فيتامين ب المركب أيضا فيتامين «ج» والماغنسيوم. من العناصر المهمة التى تحتويها البطاطس أيضا البوتاسيوم المعروف بأثره على ضغط الدم. ثمرة بطاطس متوسطة الحجم بقشرتها تحتوى على ضعف ما تحتويه ثمرة الموز المعروفة باحتوائها على قدر كبير من البوتاسيوم.
أنواع البطاطس التى تعرف بالسكرية «Sweet Potato» ـ هى البطاطا فى بلادنا تحتوى على البتاكاروتين «فيتامين أ» نصف كوب من البطاطا مهروسة يحتوى على ١٥ مجم من البيتاكاروتين الذى يعد مضادا قويا للأكسدة.
البطاطس البنفسجية: نوع جديد من أنواع البطاطس يميل لون قشرتها إلى اللون البنفسجى. ذلك النوع يحمل قدرا عظيما من مضادات الأكسدة المعروفة بفوائدها الصحية والتى توجد فى التوت البرى وتعد أفضل تلك المركبات «amthcy amins»
يختلف الأمر إذا ما وضعنا فى الاعتبار المؤشر الجليسيمى «glycemic index» والذى يقياس به كيفية تأثر مستوى الجلوكوز فى الدم. فالخبز والسكر على سبيل المثال طعام مرتفع المؤشر الجليسيمى إذ إن تناول أيهما يرفع مستوى السكر فى الدم بسرعة أما الأرز البنى والبسماتى والشوفان معها يرتفع مستوى السكر ببطء لذا تصنف على أنها أطعمة ذات مؤشر جليسيمى منخفض. وجبات غذائية متكررة تحتوى على أصناف من الطعام مرتفعة المؤشر الجليسيمى أمر قد ينذر بأخطار مرض السكر من النوع الثانى وأمراض شرايين القلب والسكتة الدماغية.
أما البطاطا فعلى العكس لها مؤشر جليسيمى منخفض.
إذا أردت تناول البطاطس مع تفادى ارتفاع مستوى السكر السريع فى الدم تناولها إما مسلوقة مهروسة أو مطهوة فى الفرن باردة مضافا إليها قليل من الخل. الأمر الذى يجعل من طبق سلاطة البطاطس المهروسة مضافا إليها الخل والثوم والفلفل الأخضر طبقا صحيا شهيا.
لا تنزع عن البطاطس قشرتها أثناء سلقها أو طهوها فى الفرن ففى تلك القشرة فوائد جمة ومحتوى من الفيتامينات والمعادن.
أظننا قد أعدنا للبطاطس بعضا من هيبتها التى عادة ما تضيع إذا حاولت الظهور فى سلة واحدة ورفيقاتها الخضراوات البهيجة اللون.