في مفاجأة من العيار الثقيل، فجرت صحيفة آس الإسبانية مفاجأة مدوية، حين كشفت أن نادي ريال مدريد رفض التعاقد مع قائد ليفربول، الهولندي فيرجيل فان دايك، رغم رغبة الأخير القوية في ارتداء قميص النادي الملكي خلال الموسم الماضي، بعدما اقترب عقده مع “الريدز” من نهايته.
ووفقًا للتقرير، دخل اللاعب في محادثات أولية مع إدارة الميرنجي، في محاولة لإتمام صفقة انتقال حر إلى “سانتياجو برنابيو”، لكن النادي الإسباني رأى أن عامل السن والإصابة يجعلان الصفقة غير مناسبة لمشروع الفريق الحالي.
السن والصليبي يبعدانه عن الريال
فان دايك، الذي تجاوز الرابعة والثلاثين من عمره، سبق أن تعرّض لإصابة خطيرة في الرباط الصليبي عام 2020، وهو ما اعتبرته إدارة ريال مدريد مؤشراً لمخاطر بدنية عالية لا تتناسب مع سياسة الاعتماد على المواهب الشابة وبناء فريق للمستقبل.
ورغم أن المدافع الهولندي كان يفضّل الانتقال إلى ريال مدريد على أي عرض آخر، رافضًا إغراءات مالية ضخمة من أندية سعودية وأوروبية، فإن إدارة فلورنتينو بيريز أغلقت الملف مبكرًا، مفضلة التعاقد مع الموهبة الإسبانية الصاعدة دين هويسن القادم من بورنموث، إلى جانب الثنائي ميليتاو وألابا في خط الدفاع، كجزء من خطة إحلال وتجديد طويلة الأمد.
التحليل الفني والقرار المثير للجدل
من الناحية الفنية، لا يختلف اثنان على أن فان دايك يعد من أفضل المدافعين في جيله، فهو يمتلك حضورًا بدنيًا طاغيًا، وتمركزًا مميزًا، وقدرة عالية على قيادة الخط الخلفي. غير أن مستواه في الموسم الماضي مع ليفربول شهد تراجعًا ملحوظًا، سواء في السرعة أو رد الفعل أو القوة في الالتحامات، وهي مؤشرات ربما جعلت ريال مدريد يتريّث قبل المجازفة بالتعاقد معه.
القرار من وجهة نظر الإدارة يبدو منطقيًا واستراتيجيًا، فالميرنجي يسعى للحفاظ على فلسفة الاعتماد على اللاعبين دون الثلاثين، لضمان استمرارية التنافس على أعلى المستويات لسنوات طويلة، خاصة في ظل التجديد الشامل الذي يشهده الفريق في مختلف الخطوط.
لكن في المقابل، يرى بعض المحللين أن ريال مدريد أضاع فرصة ذهبية لضم قائد يمتلك شخصية وخبرة نادرة، كان يمكن أن تُحدث الفارق في المواعيد الكبرى، خصوصًا في دوري الأبطال.
ويبقى السؤال الأبرز مطروحا:
هل كان ريال مدريد على حق حين اختار المستقبل على حساب الخبرة؟ أم أنه أضاع فرصة لتكرار تجربة راموس بنسخة هولندية راقية؟.