حكايات الزمن الجميل، حيث تمتد الأجواء الهادئة، فى مدينة الزينية بالأقصر، تعيش أمنية عبد المنعم، 27 عاما، الفتاة من ذوى الإعاقة فى قدميها، ولكن على الرغم من التحديات الجسدية التى واجهتها منذ صغرها، قررت أن تروى قصة مختلفة، قصة مليئة بالإلهام والتحدى والابتكار.
الفتاة العشرينية منذ نعومة أظافرها، تحب الأعمال اليدوية وتتمتع بموهبة فطرية فى تحويل الأشياء البسيطة إلى أعمال فنية جميلة، ومع مرور السنوات، أدركت أن الإعاقة ليست نهاية الطريق، بل يمكن أن تكون بداية جديدة لحياة مليئة بالإبداع والعطاء.
تقول أمنية عبد المنعم لـ«الشروق»، إنها لم تدع إعاقتها تقف أمام طموحاتها، بل حولتها إلى دافع قوى لتحقيق أحلامها، ففى منزلها الصغير، أنشأت ورشة عمل خاصة بها، حيث تعمل على صناعة الشموع العطرية، إضافة إلى المنتجات الزخرفية المنزلية مثل الحقائب ومطفأة السجائر باستخدام مواد خام متنوعة كالزجاج والبلاستيك وغيرها.
وأضافت أمنية: «بدأت فى التفكير فى الأمر فى آخر سنة من دراستى فى كلية اللغة العربية بجامعة الأزهر، حيث بحثت عبر الإنترنت على دورات تعليم تصنيع الشموع المعطرة والتحقت بها، وبدأت أتعلم شيئا فشيئا، حتى أصبحت ماهرة فى الأمر تمام، وها أنا الآن أقوم بتشكيل وتحويل المواد الخام إلى قطع فنية مبهرة من الشموع المعطرة».
تستوحى أمنية عبد المنعم، أفكارها من الطبيعة المحيطة بها، ومن التفاصيل الدقيقة فى الحياة اليومية؛ وتتنوع أعمالها بين الزخارف الملونة والمشكلة التى تعكس الألوان بشكل جميل، بجانب الحقائب اليدوية التى تحمل لمسات من التراث المصرى الأصيل.
تعتبر فتاة «الزينية» بالأقصر، كل قطعة تصنعها هى قصة بحد ذاتها، تعبر عن التحديات التى واجهتها والإبداع الذى تغلبت به على الصعاب، وتؤكد لنفسها أن الإعاقة لم تكن يوما نهاية المطاف، بل هى بداية الطريق نحو اكتشاف قدراتها الحقيقية، فكان الإبداع سلاحها لتحقيق أحلامها والتغلب على كل ما يقف فى طريقها.
وتشارك فى معارض الحرف اليدوية المحلية، وتعرض أعمالها وتحكى قصتها للزوار، وأصبح منزلها محطة للأمل والتفاؤل، حيث يتوافد الناس لشراء منتجاتها ودعمها. تعرض أعمالها عبر صفحتها على وسائل التواصل الاجتماعى.