العادات اليومية تشكل جزءًا كبيرًا من نمط حياتنا، لكنها قد تتحول أحيانًا إلى عائق أمام تحقيق التوازن والصحة النفسية والجسدية، سواء كان الأمر متعلقًا بقضاء وقت طويل على الهاتف، وتناول الوجبات الخفيفة غير الصحية أو التسويف، فإن التخلص من هذه العادات السلبية يتطلب تغييرات بسيطة لكنها مؤثرة في السلوك اليومي، وفق صحيفة "الجارديان".
- ما هي أبرز هذه العادات؟
من أكثر العادات شيوعًا قضاء ساعات طويلة على الهاتف الذكي ومشاهدة المواقع الإباحية، حيث يشعر 41% من الناس بأنهم يستخدمون هواتفهم بشكل مفرط؛ ولمواجهة هذه المشكلة، ينصح الخبراء باستخدام شاشة قفل ملهمة تحمل صورة أو اقتباس يشجع على الابتعاد عن الهاتف، مع إيقاف الإشعارات غير الضرورية وتقليل الاشتراك في مجموعات الدردشة.
ويمكن أيضًا استخدام تطبيقات مثل "One Sec"، التي تطلب منك التوقف للحظة والتفكير قبل فتح التطبيقات التي تستهلك وقتك بلا داعٍ.
فيما يتعلق بالوجبات الخفيفة غير الصحية، يعتبر ترتيب المطبخ أحد الحلول العملية، اجعل الأطعمة الصحية مثل الفواكه والمكسرات في متناول يدك، واستبدل الأطعمة المفضلة غير الصحية بخيارات أقل ضررًا، مثل اختيار كعك الأرز بالشوكولاتة بدلاً من الكوكيز، والتركيز على تناول الأطعمة الغنية بالألياف مثل الخضروات والحبوب الكاملة يساعد أيضًا على الشعور بالشبع لفترات أطول.
ويعتبر التدخين الإلكتروني، تحديا آخرا يواجه العديد من الأشخاص، ومع اقتراب حظر السجائر الإلكترونية ذات الاستخدام الواحد، ينصح الخبراء بتقليل نسبة النيكوتين تدريجيًا، وزيادة الوقت بين الاستخدامات، مع تحديد أماكن وأوقات لا يُسمح فيها بالتدخين الإلكتروني لتغيير الأنماط المرتبطة به.
أما التسوق عبر الإنترنت، فيمكن الحد من الإدمان عليه من خلال إعادة النظر في خزانة ملابسك الحالية واكتشاف طرق جديدة لتنسيق الملابس الموجودة بدلاً من الشراء، ويمكن أيضًا ترك العناصر في سلة التسوق لبضعة أيام لتقييم مدى حاجتك لها فعلاً، وإزالة تطبيقات التسوق وإلغاء الاشتراك في رسائل البريد الإلكتروني للمتاجر يسهم أيضًا في تقليل الإغراء.
ويمثل الإفراط في تناول الكحول، مشكلة لدى البعض، والتقليل منه يتطلب وضع قواعد شخصية، مثل تحديد عدد الأيام التي يُسمح فيها بالشرب أسبوعيًا، وتجهيز بدائل غير كحولية مسبقًا يسهل عملية الالتزام بهذه القواعد، مع تذكير نفسك بالفوائد الصحية والنفسية لتقليل الشرب.
قضم الأظافر عادة شائعة بين الأطفال والبالغين، يمكن التغلب عليها عبر التعرف على المحفزات مثل القلق أو الملل، واستبدالها بسلوكيات إيجابية مثل تدليك اليدين أو القيام بتمارين التنفس.
كما يعاني من مشكلة النوم غير الكافي الكثيرون. فتحسين جودة النوم يبدأ بتحديد روتين ثابت، مثل الاستيقاظ في وقت محدد يوميًا، وأخذ فترات راحة قصيرة خلال النهار، وتجهيز نفسك للنوم قبل 90 دقيقة من خلال تهدئة الأنشطة وخفض درجة حرارة الغرفة يساهم في تحسين جودة النوم.
أما التسويف، فهو نتيجة شائعة للقلق أو البحث عن الكمال، الحل يكمن في البدء فورًا دون انتظار الظروف المثالية، مع تخصيص وقت محدد في الجدول لإنجاز المهام، في حال أخفقت، لا تلُم نفسك بل حاول مرة أخرى.
الرياضة هي جزء أساسي من نمط الحياة الصحي، لكن الالتزام بها قد يكون صعبًا، وينصح الخبراء بعدم الضغط على النفس لتحقيق أهداف كبيرة، بل الاكتفاء بجلسات قصيرة حتى لو اقتصرت على 20 دقيقة يوميًا، واختيار أنشطة ممتعة وتحقيق أهداف صغيرة يساعد على الاستمرار.
وأخيرًا، الالتزام بالمواعيد الاجتماعية قد يكون تحديًا لبعض الأشخاص الذين يشعرون بالإرهاق أو القلق الاجتماعي، والحل يكمن في تحديد الأولويات الاجتماعية، وتجنب استنزاف الطاقة في تفاعلات غير ضرورية عبر الإنترنت.