اعتقلت السلطات الفرنسية نشطاء من أصول جزائرية بتهمة "الترويج للإرهاب والتهديدات بالقتل"، وسط تصاعد التوتر بين الجزائر وفرنسا.
وقالت صحيفة "الشروق" الجزائرية، إن الشرطة الفرنسية ألقت القبض على النشطاء يوم الجمعة الماضي في مدينتي بريست وغرونوبل، وذلك على خلفية مقاطع فيديو نشروها على منصة "تيك توك".
وجاء هذا الإجراء الفرنسي بعد أيام قليلة من خطاب للرئيس الجزائري عبد المجيد تبون الذي هاجم فيه الاستعمار الفرنسي بشدة، وطالب فرنسا بالاعتذار عن جرائمها في الجزائر.
وشن تبون، هجوما شديد اللهجة على فرنسا وتاريخها الاستعماري في بلاده، وذلك خلال كلمته أمام غرفتي البرلمان بمناسبة خطابه السنوي حول الأوضاع في البلاد، الأسبوع الماضي، حيث خاطب تبون قادة فرنسا، قائلاً: "اعترفوا بجرائمكم، إذا كنتم صادقين".
وهاجم تبون أيضا الكاتب الفرنسي - الجزائري المسجون بوعلام صنصال، الذي تطالب باريس بالإفراج عنه، مؤكدا أنه "لص مجهول الهوية والنسب"- حسب وكالة سبوتنك.
وأشار عبد المجيد تبون، في معرض حديثه عن الإبادة التي تعرضت لها بلاده إبان فترة الاستعمار الفرنسي، إلى الجرائم تعرّض لها الشعب الجزائري في مناطق عدة مثل الزعاطشة والأغواط، حيث تم قتل الجزائريين بالغاز، ومجزرة 8 مايو 1945، التي راح ضحيتها 45 ألف شهيد.
وفي قضية أخرى تعتبرها الجزائر حاسمة، أكد الرئيس الجزائري أن موقف بلاده تجاه قضية الصحراء الغربية، "لن يتغير اليوم ولا مستقبلًا حتى يتمكن الشعب الصحراوي من تقرير مصيره بنفسه"، واصفًا هذا الموقف بأنه "يعبّر عن احترام الجزائر للشرعية الدولية، وليس موجهًا ضد أي طرف".
وذكر تبون أن "قضية الصحراء مدرجة في الأمم المتحدة كقضية تصفية استعمار، وهي مطروحة أمام لجنة تصفية الاستعمار الأممية"، مضيفًا أن فكرة "الحكم الذاتي، هي فكرة فرنسية بالأساس وليست مغربية، لم تولد في الرباط أو مراكش".