المكتبة الإسلامية (5).. سنن النسائي أدق كتب السنن وأقواها سندا - بوابة الشروق
الخميس 6 مارس 2025 2:14 م القاهرة

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تتوقع نجاح اتفاق الهدنة في غزة؟

المكتبة الإسلامية (5).. سنن النسائي أدق كتب السنن وأقواها سندا

محمد حسين
نشر في: الأربعاء 5 مارس 2025 - 10:35 ص | آخر تحديث: الأربعاء 5 مارس 2025 - 10:35 ص

اكتمل الوحي الإلهي، بقول الله تعالى في سورة المائدة: "الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا"، في يوم عرفة من حجة الوداع؛ ليكون الإسلام دينًا مكتمل الأركان مستندًا إلى كتاب الله وسنة نبيه -صلى الله عليه وسلم.

وبعد انتقال الرسول الكريم إلى الرفيق الأعلى، حمل العلماء على عاتقهم مسئولية فهم الدين واستنباط الأحكام، فكان الاجتهاد بابًا واسعًا أثرى الأمة بعلوم شتى، وعلى مدار أكثر من 1000 عام ظهر تراث إسلامي زاخرا بالكتب في التفسير والحديث والسيرة والفقه وغيرها من العلوم الشرعية.

وفي هذه السلسلة، نطوف معًا بين رفوف "المكتبة الإسلامية"، نستكشف في كل حلقة كتابًا أثرى الفكر الإسلامي، ونتأمل في معانيه وأثره في مسيرة العلم والدين.

الحلقة الخامسة..

بعد أن استعرضنا في الحلقات السابقة صحيح مسلم، سنن أبي داود، وجامع الترمذي، نقف اليوم مع كتاب آخر من كتب السنن الستة، وهو "سنن النسائي"، الذي عُرف عند أهل الحديث بأنه أدق كتب السنن وأقواها سندًا، وفقا لما ورد بكتاب "تدريب الراوي" للسيوطي.

-من هو الإمام النسائي؟

هو الإمام أحمد بن شعيب النسائي، وُلد عام 215 هـ في مدينة نَسا "إحدى مدن خراسان قديمًا"، ونشأ في بيئة علمية أنشأته على حب الحديث والبحث في رواته، وفقا لما ورد بكتاب "طبقات الحفاظ" للذهبي.


رحل بن شعيب في طلب العلم إلى الحجاز، العراق، والشام، وتتلمذ على أيدي كبار المحدثين في عصره، حتى صار من أعظم أئمة الحديث نقدًا وتدقيقًا، وكان يتميز بشدة التحري في رواة الحديث، حتى عُرف بين أهل العلم بأنه أشدّهم في الجرح والتعديل، وفقا لما ورد بكتاب "ميزان الاعتدال" للذهبي.

توفي الإمام النسائي عام 303 هـ بعد حياة حافلة في خدمة الحديث الشريف، وفقا لما ورد بكتاب "وفيات الأعيان" لـ ابن خلكان.

-ما الذي يميز سنن النسائي؟

يُعد سنن النسائي من أصح كتب السنن وأدقها منهجًا، حتى أن بعض العلماء فضلوه على سنن أبي داود والترمذي من حيث دقة الأسانيد، وفقا لما ورد بكتاب "فتح المغيث بشرح ألفية الحديث" للسخاوي.

-من أبرز ميزاته:

 


1- قوة الأسانيد: كان الإمام النسائي شديدًا في شروط قبول الحديث، فلا يروي إلا عن الثقات، ما جعل كتابه أقوى من حيث الصحة مقارنة بغيره من كتب السنن، وفقا لما ورد بكتاب "الكفاية في علم الرواية" للخطيب البغدادي.

2- تنظيم الأحاديث حسب الأبواب الفقهية: مما جعله مرجعًا هامًا لعلماء الفقه، إذ يسهل على الباحث إيجاد الأحاديث المرتبطة بموضوع معين، وفقا لما ورد بكتاب "الإحكام في أصول الأحكام" لابن حزم.

3- تجنب الأحاديث الواهية: إذا كان هناك ضعف في حديث ما، بيّنه بوضوح، أو تركه تمامًا، فلم يكن يروي عن الضعفاء إلا للبيان والنقد، وفقا لما ورد بكتاب "مقدمة ابن الصلاح" لـ ابن الصلاح.

-ما الفرق بين المجتبي والسنن الكبرى؟

السنن الكبرى: هو كتابه الأصلي، الذي جمع فيه عددًا كبيرًا من الأحاديث، لكنه لم يشتهر كـ"المجتبي"، بحسب كتاب "الباعث الحثيث" لـ ابن كثير.

المجتبي "سنن النسائي الصغرى": هو مختصر من السنن الكبرى، انتقاه الإمام النسائي بنفسه، ولم يترك فيه إلا الأحاديث الصحيحة أو القوية، وفقا لما ورد بكتاب "المصطلح الحديثي وأثره في استنباط الأحكام" لـ أحمد شاكر.

ولهذا السبب، يعتبر "المجتبي" من سنن النسائي، أقوى كتاب في السنن وأصحها سندًا، وفقا لما ورد بكتاب "الرسالة المستطرفة" للكتاني.


-أمثلة من الأحاديث في سنن النسائي

من الأحاديث التي رواها النسائي في باب فضل الأذان:

عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "المؤذن يغفر له مدى صوته، ويشهد له كل رطب ويابس" (حديث صحيح)، وفقا لما ورد بكتاب "صحيح سنن النسائي" للألباني.

وفي باب الطهارة، روى عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قوله: "إذا توضأ العبد المسلم أو المؤمن، فغسل وجهه خرج من وجهه كل خطيئة نظر إليها بعينه مع الماء، أو مع آخر قطر الماء" (حديث صحيح)، وفقا لما ورد بكتاب "عون المعبود شرح سنن أبي داود" للعظيم آبادي.

وغدا نلتقي مع كتاب جديد من المكتبة الإسلامية.

 

اقرأ أيضا
المكتبة الإسلامية (4).. جامع الترمذي ميزان بين الحديث والفقه



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك