أكد علماء مسلمون في تركيا، يوم السبت، أنهم سيكونون في مقدمة المظاهرات التي ستحاصر قنصلية الاحتلال الإسرائيلي غدًا الأحد في مدينة إسطنبول عند صلاة الظهر، ردًا على حرب الإبادة المستمرة بحق الفلسطينيين في قطاع غزة.
وحثّ العلماء، في بيان اطلعت عليه وكالة "صفا"، عامة الناس رجالًا ونساءً وشبابًا وشيوخًا إلى الزحف الحاشد ومحاصرة قنصلية الاحتلال في إسطنبول والاعتصام حولها حتى إيقاف العدوان على غزة، مطالبين العلماء والدعاة في مختلف البلاد الإسلامية إلى انتهاج الخطوة ذاتها.
ودعا العلماء إلى "النفير والزحف إلى السفارات والقنصليات الصهيونيّة والأمريكيّة ومحاصرتها والرباط حولها والاعتصام في الميادين العامة للضغط على المجرمين لإيقاف الإبادة التي تتعرض لها غزة على مرأى ومسمع هذا العالم الكاذب".
وشددوا على أنّ "الصمت اليوم عما يجري في غزة وتوهم العجز هو عار كبير سيسجله التاريخ للصامتين في صحائف سوداء، وقبل ذلك كله سيسجله الله تعالى في صحائفهم التي ستعرض عليهم يوم يقوم الناس لربّ العالمين".
واعتبر البيان أن حرب الإبادة تشهدُ تواطؤاً دولياً فاضحاً وانحيازاً صارخاً للاحتلال، في ظل صمتٍ وتقاعسٍ مخزٍ ومريب من الأمة الإسلاميّة.
وقال إنّ "العدو الصهيوني وحده مع حلفائه الأمريكان والأوروبيّين هم الذين يتحملون المسؤولية الكاملة عن العدوان على قطاع غزة، فالعدوّ الصهيونيّ هو البادئ بالعدوان المستمر منذ أن استباحت قواته أرض فلسطين المباركة".
وأوضح أن كلّ محاولة رسميّة أو إعلاميّة أو سياسيّة لتحميل المقاومة وفصائلها أدنى مسؤولية عن هذا العدوان وعمّا يتعرّض له الشعب الفلسطينيّ من إبادة إنما هو قلبٌ للحقائق وتدليس مفضوح وتنصّل من المسؤوليّات وخدمة للعدو الصهيوني".
وأكد العلماء أنّ "الواجب الشرعيّ على حكّام البلاد الإسلاميّة من رؤساء وملوك وأمراء الدول العربية والإسلامية دون استثناء، إعلان النفير العام وفتح الجبهات وتوجيه الجيوش لرد العدوان الصهيوني وإيقاف الإبادة الصهيونيّة وتحرير المقدسات".
وأردفوا "فإن لم يفعلوا فأقل الواجب فك الحصار عن غزة وإدخال كل أسباب الثبات والعون العسكريّ والإنساني والطبي ونقل الجرحى للعلاج وإيواء الهائمين على وجوههم دون مأوى".
وشدد العلماء على أنّ "جميع اتفاقيات التطبيع مع العدو الصهيوني باطلة شرعًا ولا يترتب عليها أيّ أثر أو التزام على الإطلاق، ولا يجوز الاعتداد بالأمان المبني عليها، فكلّ صهيونيّ مستوطن مغتصب يبقى عدوًا محاربًا أينما حلّ في أيّة بقعة من ديار المسلمين".
ونوه البيان إلى أن نصرة فلسطين وشعبها وأرضها ومقدساتها وإنجاد أهل غزّة وإنقاذهم من الإبادة الإجراميّة ليست مسؤولية الفلسطينيين وحدهم فحسب، بل هي مسؤولية الأمة العربية والإسلامية حكامًا وشعوبًا وقادة ومسؤولين ومنظمات رسمية وهيئات شعبية، وعلى الأمة كلها بشرائحها كافة أن تسارع إلى تحمل مسؤوليتها وواجبها في نصرة غزة وأهلها، عسكريًا وماديًا ومعنويًا".
وأضاف العلماء أنّ "الواجب اليوم أن تعمل أمتنا بكل قواها الحيّة لفكّ الحصار الظالم عن أهلنا في غزة ومدّهم بكل أسباب الحياة والصمود والثبات، وإحياء الأنفس".
ولفت البيان إلى أنّ "دعوات ما يسمى جماعات الهيكل بإدخال القرابين وذبحها في المسجد الأقصى المبارك في عيد الفصح العبري عدوان بالغ الخطورة على ثالث أقدس مقدسات المسلمين، ويجعل مسرى نبيّنا ﷺ أمام تهديد حقيقيّ في وجوده وهويته والسيادة عليه، وهو إهانة لكل مسلم في هذه الأرض وعدوان على دينه وعقيدته، وموجب من موجبات النفير في سبيل الله تعالى، وهو يوجب على شرائح الأمة كافّة أن تتحرّك بشكل عاجل لحماية الأقصى المبارك من براثن الصهاينة الغاصبين".
وتابع البيان "إن العدو الصهيوني يوسّع ساحات عدوانه وإجرامه، فها هو اليوم يرتكب المجازر في سوريا ولبنان، وما كان للصهاينة أن يوسعوا من عربدتهم هذه لولا الصمت العربيّ والإسلامي على المحرقة الصهيونيّة في غزة".
وأكد أنّه "لن يردع هذا العدو المجرم أو يلجمه إلا مواجهة توسيعه الحرب بتوسيعها عليه في ساحات وبلاد الأمة الإسلامية، كما أن إجرامه بحق أهلنا في سوريا ولبنان يوجب نصرتهم بوسائل النصرة المختلفة جهاديًا وماليًا وإعلاميًا وغير ذلك من الوسائل".
واستطرد البيان "نقول لأهلنا في قطاع غزة الصابر الصامد؛ لشيوخهم ونسائهم وأطفالهم: إنّ ثباتكم وصمودكم هو عنوان النصر بإذن الله تعالى، وإن احتضانكم للمقاومة وبذلكم النفس والولد والبيوت والأموال في سبيل الله تعالى لهو عنوان عزة الأمة وكرامتها، وإن الله تعالى لن يخذلكم وهو معكم ولن يتركم أعمالكم، وإن النصر مع الصبر، وإن بعد الليل المظلم فجرًا قريبًا".