متحف اللوفر أبو ظبي.. رحلة عبر الزمن والحضارة في رحاب تحفة معمارية مبهرة - بوابة الشروق
الإثنين 20 مايو 2024 9:48 ص القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

متحف اللوفر أبو ظبي.. رحلة عبر الزمن والحضارة في رحاب تحفة معمارية مبهرة

أبوظبي - أسماء سعد
نشر في: الأحد 5 مايو 2024 - 3:01 م | آخر تحديث: الأحد 5 مايو 2024 - 3:01 م

«قطع أثرية نادرة، مخطوطات تعود لمئات السنين، مقتنيات ثمينة تعود لحضارات رائدة»، هي مكونات أحد أهم المتاحف العربية والعالمية، متحف "اللوفر أبو ظبي"، والذي يعد في تصميمه تحفة معمارية من طراز رفيع، حيث صممه المهندس المعماري "جان نوفيل" الحائز على جائزة بريتزكر.

في قلب جزيرة السعديات بأبو ظبي، يتربع متحف اللوفر أبو ظبي كجوهرة ثقافية فريدة، ليس فقط كونه أول متحف عالمي في العالم العربي، بل كونه تجسيداً ملهماً لطموحات دولة الإمارات العربية المتحدة وإنجازاتها الحضارية، حيث يتخطى المتحف حدود المتاحف التقليدية ليصبح في ذاته منارة ثقافية غنية، يعرض روائع فنية من مختلف الحضارات والعصور التاريخية، بدءًا من عصور ما قبل التاريخ وصولاً إلى الفن المعاصر.

لا تقتصر مهمة المتحف على عرض القطع الفنية فحسب، بل يتجاوز ذلك لخلق حوار حضاري فريد، حيث تُتيح طريقة العرض المبتكرة للزوار فرصة استكشاف الروابط والتأثيرات المتبادلة بين الثقافات المختلفة، مما يُقدم سردًا تاريخيًا غنيًا يُجسد التجربة الإنسانية المشتركة عبر العصور.

يُعد متحف اللوفر أبو ظبي وجهة ثقافية لا مثيل لها، رحلة عبر الزمن والحضارات، رحلة تُثري العقل وتحفز المشاعر، حيث ضم المتحف مجموعة من التماثيل القيمة التي تظهر مزيج من الثقافات والمعاني المعبرة عن مختلف الحضارات، حيث تمثال لرجل يصلي في كنف الحضارة السومرية بسوريا أو العراق، ويعود للعام 2400 قبل الميلاد،

وتضمن المتحف مجموعة من المخطوطات النادرة المدون عليها أجزاء من القرآن الكريم، حيث مخطوطة مبهرة نسخت بالخط المحقق بزخارف مذهبة متشابكة في العهد المملوكي في القاهرة ودمشق، مع مخطوطات أخرى تضم نصوص من كتاب مقدس قوطي في هيئة مجلدين، من ورق الرق (جلد العجل).

ومن أقدم الحضارات إلى الفن المعاصر، تتنوع معروضات المتحف لتشمل روائع فنية من مختلف أنحاء العالم، فمن بين كنوزه الثمينة، نجد تمثال "أميرة باختريا" الذي يعود تاريخه إلى حوالي 2000 عام قبل الميلاد، ليشهد على عظمة حضارة عريقة.

وإلى جانب هذه التحفة التاريخية، يُبهرنا المتحف بسوار ذهبي من الشرق الأوسط عمره 3000 عام على شكل رأس أسد، يُجسد مهارة الصنّاع في تلك الحقبة. كما أنّ لوحة "أمير شاب منكب على الدراسة" للفنان عثمان حمدي بيك تعود للعام 1878، تُسافر بنا إلى عالم الفن الإسلامي بألوانه الزاهية وزخارفه المُتقنة.

ولا تتوقف روائع المتحف عند هذا الحد، بل يُقدم لنا لوحة "فتيان يتصارعان" للفنان بول غوغان، ولوحة "القارئة الخاضعة" لرينيه ماغريت، ولوحة لبيكاسو تعود لعام 1928 بعنوان "صورة شخصية لامرأة"، وتُكمل تسع لوحات زيتية على قماش الكانفاس للفنّان المعاصر سي تومبلي، وأقدم صورة فوتوغرافية معروفة لامرأة محجبة، رحلتنا عبر الفن عبر العصور.

ولايقتصر متحف اللوفر أبو ظبي على عرض القطع الفنية فحسب، بل يُتيح للزوار فرصة الاستمتاع بتجارب ثقافية مُتنوعة. فمن خلال التجديف بقوارب الكاياك، وعروض الأفلام والفعاليات والمحاضرات، ومنطقة المطاعم، يُقدم المتحف وجهة ثقافية مُتكاملة تلبي احتياجات جميع أفراد العائلة.

يُجسد متحف اللوفر أبو ظبي حوارًا حضاريًا فريدًا، يُظهر لنا تجاور الحضارات المختلفة في نفس المكان، ويُوضح أوجه التشابه والتبادلات من التجربة الإنسانية المشتركة، متجاوزًا الجغرافيا والجنسية والتاريخ.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك