تواجه قوات قوات سوريا الديمقراطية "قسد" المدعومة من الجيش الأميركي وتحمي مناطق في سوريا من خطر داعش مصير غامض في حال قررت الإدارة الأميركية سحب قواتها من سوريا، فيما تزداد المخاوف من وجود فراغ أمني يسمح بتعزيز نفوذ الجماعات المتطرفة من جديد.
ونشر موقع قناة الحرة تحقيقاً عن مصير قوات قسد التي تواجه أيضاُ تعقيدات في علاقتها بحزب العمال الكردستاني، الذي تعتبره أنقرة تهديدا لأمنها القومي.
حسب إعلان للبنتاجون في ديسمبر 2024، هناك حوالي 2000 جندي أميركي ينتشرون في سوريا، وهو أكثر من ضعف العدد المعلن ، والذي كان حوالي 900 جندي.
ويؤكد البنتاغون أن المهمة العسكرية الأميركية في سوريا تهدف إلى إضعاف تنظيم داعش ودعم الشركاء المحليين هناك، وأبرزهم قوات سوريا الديموقراطية.
وفقا لتصريح هنري إنشر، نائب مساعد وزير الخارجية الأميركي الأسبق، في تصريح لقناة "الحرة"، إن الانسحاب الأميركي من سوريا سيشكل تحديا كبيرا للأكراد.
ويضيف أن هذا الانسحاب سيفتح المجال أمام تركيا للتحرك بحرية أكبر لمواجهة ما تعتبره تهديدات لأمنها القومي، ومن بينها قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، التي تراها أنقرة امتدادًا لحزب العمال الكردستاني المصنف لديها كمنظمة إرهابية.
كان ترامب قد أكد في تصريحات صحفية أن "الولايات المتحدة ليست منخرطة في سوريا فهي لديها مشاكلها الخاصة وما يكفي من الفوضى، وأن لا حاجة إلى تدخل بلاده هناك".
مخاوف الأكراد من انسحاب أمريكا
وقال رئيس المجلس الوطني السوري السابق، عبد الباسط سيدا، إن هناك مخاوف كبيرة لدى الأكراد في سوريا من الدور التركي بعد الانسحاب الأميركي، خاصة في ظل العلاقة بين قوات (قسد) وحزب العمال الكردستاني.
وأضاف في حديث لموقع "الحرة" أن الأكراد في سوريا ليسوا جميعا مؤيدون لحزب العمال الكردستاني.
وتعليقا على تقارير الانسحاب، قالت قوات سوريا الديمقراطية، أمس الأربعاء، إنها لم تتلقى أي خطط لانسحاب القوات الأميركية من شمال وشرق البلاد.
وصرح المتحدث باسم القوات فرهاد شامي لرويترز بأن "داعش والقوى الخبيثة الأخرى ينتظرون فرصة الانسحاب الأميركي لإعادة النشاط والوصول إلى حالة 2014".
وتعمل وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) على وضع خطط لسحب القوات الأميركية من سوريا، وفقا لما أفاد به مسؤولان في وزارة الدفاع لشبكة "إن بي سي" الإخبارية.
وقال المسؤولان إن ترامب ومسؤولين مقربين منه أعربوا مؤخرا عن اهتمامهم بسحب القوات الأميركية من سوريا، مما دفع مسؤولي البنتاغون إلى البدء في إعداد خطط للانسحاب الكامل خلال 30 أو 60 أو 90 يوما.
ويحذر مسؤولون من أن سحب القوات الأميركية سيتسبب في ترك قوات سوريا الديمقراطية ويهدد أمن أكثر من 20 سجناً ومعسكراً للاجئين، يضم أكثر من 50,000 شخص، بما في ذلك حوالي 9,000 من مقاتلي داعش، بحسب شبكة "أن بي سي" الأميركية.
وقال وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، إن رئيس المرحلة الانتقالية في سوريا، أحمد الشرع، "لديه موقف واضح تماما بشأن حزب العمال الكردستاني ووحدات حماية الشعب الكردية ويلبي احتياجات تركيا الأمنية".
وأضاف فيدان أن أنقرة تجري محادثات مع دمشق لمعالجة المخاوف الأمنية التركية بشأن قوات سوريا الديمقراطية، مشيرا إلى أن "الإدارة الجديدة في سوريا بحاجة إلى تحمل المسؤولية، كما يتعين عليها اتخاذ الخطوات اللازمة".
غموض موقف ترامب من سوريا
لا يزال الغموض موقف إدارة الرئيس دونالد ترامب من الوضع الجديد في سوريا، ومصير القوات الأميركية المتمركزة في المنطقة.
وتشهد الساحة السورية تصاعدًا حادًا في التوترات السياسية والعسكرية بين الإدارة السورية الجديدة وقوات سوريا الديمقراطية "قسد"، مما يثير مخاوف من اندلاع مواجهات عسكرية قد تترك تداعيات على الأمن والاستقرار في المنطقة.
وتطالب الإدارة السورية الجديدة قوات سوريا الديمقراطية بتسليم أسلحتها والانضواء تحت سلطتها، الأمر الذي ترفضه "قسد"، التي تسيطر على مساحات واسعة في شمال شرق سوريا، في خلاف يعكس تعقيدات المشهد السياسي والعسكري في البلاد.
في غضون ذلك، مازالت الولايات المتحدة تعتقد أنه هناك مخاطر مرتفعة تهدد القوات الأميركية الموجودة في سوريا، كما هو الحال في العراق والأردن المجاورين، في ظل استمرار التوتر في الأراضي الفلسطينية.