أبو الغيط: التهجير القسري للفلسطينيين مرفوض عربيا وعالميا - بوابة الشروق
الجمعة 20 سبتمبر 2024 10:33 م القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

أبو الغيط: التهجير القسري للفلسطينيين مرفوض عربيا وعالميا

ليلى محمد
نشر في: الأربعاء 6 مارس 2024 - 3:56 م | آخر تحديث: الأربعاء 6 مارس 2024 - 3:56 م

أكد الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، اليوم الأربعاء، أن التهجير القسري للفلسطينيين مرفوض فلسطينياً وعربياً وعالمياً، مشيرا إلى أن ما يحدث في غزة عار على البشرية.

وقال أبو الغيط في كلمته أمام الدورة الـ161 لمجلس الجامعة العربية على مستوى وزراء الخارجية إن "تاريخ ٢٩ فبراير لن يمحى من ذاكرة العالم ، حيث قتل 120 فلسطيني وجرح ما يقرب من 700 أخرين برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي، وهم يبحثون عن طعام يسد جوعهم، مضيفا أن الاحتلال لم يكتف بالقتل و التدمير في شمال غزة إلى حد محو المدن وإلغاء مقومات الحياة لسنوات قادمة، وإنما صوب نيرانه نحو البطون الخاوية، لتبقى هذه المذبحة شاهداً على حالة عجزٍ عالمي غير مسبوقة أمام حالة بلطجة ووحشية غير مسبوقة أيضاً.

*حالة عجز عالمي غير مسبوقة

وتابع أبو الغيط أن "هناك حالة عجز عالمي غير مسبوقة"، مؤكدا أن "ما يحدث عار على البشرية، أن تقف مكتوفة الايدي بينما الفلسطينيين يقتلون جوعا أو قنصا".

ومضى قائلا: "لقد حاول الاحتلال إقناع العالم بأنه يدير حرباً على حماس وفق خطة لاجتثاثها ولكن الحقيقة تكشفت بما لا يحتاج إلى بيان، هذه حرب إبادة كاملة ضد شعب بأسره، أدواتها الرصاص والقنابل والتجويع، فما يجري في غزة منذ أسابيع وشهور هو تجويع متعمد لسكانها وفق خطة لإشاعة الفوضى الكاملة في القطاع وضرب كافة مظاهر النظام المدني فيه، وقتل أكبر عدد من الناس، والسعي إلى تهجير من يُمكن تهجيرهم إلى خارج القطاع.

وتساءل أبو الغيط: "ماذا ينتظر العالم بعد أن وضحت معالم الخطة على هذا النحو الفاضح والمخزي؟ متوجها بهذا السؤال بالتحديد لتلك الدول التي ترى ذاتها من زاوية التفوق الأخلاقي وتتحدث باسم القانون الدولي والنظام العالمي القائم على القواعد، فهل يكفي أن تُلقى المساعدات على غزة من الجو حتى تشعر القوة الكبرى في عالم اليوم براحة الضمير؟ كيف يستقيم هذا بينما هذه القوة ذاتها تُسلح الاحتلال حتى الأسنان، وتعوضه بالذخيرة والعتاد؟ كيف يستقيم هذا بينما هذه القوة ذاتها هي من في يدها إيقاف الحرب بممارسة ضغط حقيقي على الاحتلال وقادته؟".

* الاحتلال يستخدم التجويع ضد الفلسطينيين

كما أوضح أن الحقيقة الساطعة أن الاحتلال يستخدم التجويع، ومنع المساعدات وتعطيلها والمماطلة في إدخالها كاستراتيجية لتركيع المجتمع الفلسطيني في غزة، مستشهدا بما قامت به إسرائيل بالأمس من منع لقافلة برنامج الغذاء العالمي، المكونة من 14 شاحنة، من الدخول إلى شمال غزة، كما يسعى الاحتلال لإحكام الخناق من خلال استهداف الوكالة الأساسية التي تعمل في غزة وأربع مناطق أخرى يتواجد بها اللاجئون الفلسطينيون، وهي وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين "الأونروا" التي نشأت بقرار أممي في 1949 ويسعى الاحتلال الإسرائيلي اليوم لتفكيكها بادعاء أن 12 موظفاً، من أصل 30 ألف موظف يعملون بها، ضالعون في هجمات السابع من أكتوبر، أي منطق هذا؟ إن الأمر يُشبه إغلاق مستشفى كاملة لأن أحد أطبائها تورط في مخالفة للقانون".

كما أشار الأمين العام للجامعة العربية إلى 16 دولة، من بينها دول تعد من المانحين الأساسيين للأونروا، تتماشى مع هذا المنطق المعوج وتقبل بهذه الحجج العرجاء التي لا غاية لها سوى تصفية قضية اللاجئين، مؤكدا أن اليوم العمل الإنساني كله مهددٌ في القطاع بسبب تقويض دور الأونروا التي تُمثل المفصل الأهم في عمليات الاستجابة الإنسانية في غزة.

وطالب أبو الغيط تلك الدول التي علقت مساهماتها المالية للأونروا مراجعة هذا القرار من زاوية إنسانية وأخلاقية فمسئولية غوث اللاجئين الفلسطينيين تبقى مسئولية دولية في الأساس، مؤكدا أنه ليس معقولاً أن يصدر الحكم قبل التحقيق، ولا يُعقل أن يُعاقب أكثر من 2 مليون فلسطيني بشكل جماعي على أساس من اتهامات مرسلة، دوافعها معروفة وغاياتها مكشوفة.

وخاطب أبو الغيط، العالم قائلا:"أوقفوا هذه الحرب المحرمة، وضعوا حداً لآلة القتل الإسرائيلية واحفظوا ما تبقى من هيبة القانون الدولي الإنساني إن كان لهذه المفاهيم معنى أو قيمة بعد هذه المجازر المتواصلة، مؤكدا بعبارةٍ واضحة لكل الراغبين في تخفيض التصعيد في المنطقة ولمن يعون خطورة الانزلاق إلى مواجهة إقليمية كبرى لن تكون في مصلحة أي طرف أن ثمة وسيلة وحيدة لإطفاء النيران المشتعلة هنا وهناك.

وتوجه بحديثه إلى قادة الاحتلال الإسرائيلي :" إن كل يوم تمارسون فيه الإجرام في غزة يبعدكم سنواتٍ عن التعايش والسلام في هذه المنطقة، وستسكت المدافع في يومٍ قريب ولكن الغضب الذي زرعتموه في الصدور لن يزول، وبذور الكراهية التي نشرتموها في الأرض لن تُنبت سوى الرفض والكراهية في المستقبل.

وتابع: "أوهامكم لن تتحقق مهما أمعنتم في القتل فالفلسطينيون باقون على أرضهم، والتهجير القسري مرفوض، فلسطينياً، وعربياً، وعالمياً".



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك