شهدت فعاليات اليوم الثاني من المؤتمر والمعرض الطبي الإفريقي الأول "صحة إفريقيا Africa Health ExCon"، اليوم الإثنين، عقد عدد من الجلسات المهمة حول البرنامج الإفريقي لمكافحة السرطان وسبل القضاء على عيوب الإبصار، ومناقشة سبل الاستعداد لحالات الطوارئ الصحية الأعوام المقبلة، إجراءات تحسين الرعاية الصحية من أجل الاستدامة، والاستراتيجيات المطلوبة في إفريقيا للقضاء على الالتهاب الكبدي الوبائي.

وتم خلال المؤتمر المنعقد تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي، بمركز مصر للمعارض الدولية (مركز المنارة للمؤتمرات الدولية)، وبمشاركة عالمية لأكثر من 350 شركة من 102 دولة بفعاليات المؤتمر والمعرض، تسليط الضوء على سبل الاستعداد لحالات الطوارئ الصحية الأعوام المقبلة، حيث أكد وزير الصحة الأسبق الدكتور عادل عدوي، أن القارة الإفريقية واجهت تحديات مختلفة أثناء جائحة كورونا (كوفيد-19) مقارنة بباقي مناطق العالم.

ولفت إلى أن عملية التعافي من الجائحة يتبعها مشاكل وتحديات كثيرة، أهمها التحديات الاقتصادية، والقوى العاملة الماهرة، وقدرات المستشفيات ونقص البيانات، مؤكدا الحاجة إلى تشكيل فريق عمل لمعالجة تلك التحديات للاستعداد لمواجهة الطوارئ الصحية ووضع استراتيجية حقيقية للوقاية من الأمراض.

من جانبها، قالت رئيس الأمانة العامة للجنة الاتحاد الإفريقي المختصة بالاستجابة لجائحة كوفيد-19 لاوزي مانسي، إن تداعيات جائحة كورونا أثرت بدورها على اتخاذ خطوات جريئة مشتركة لجميع دول قارة إفريقيا بهدف دعم وتضافر الجهود نحو مواجهة هذا الوباء.

وأضافت أن تجارب الدول تجاه تلك الأزمة، ساهمت في إعادة ترتيب الألويات لمواجهة مثل هذه الأوبئة، لذلك تسعى اللجنة الإفريقية للاستجابة لجائحة كورونا للتواصل مع قادة الدول لوضع ترتيبات مشتركة للبلدان الإفريقية لمواجهة مثل تلك الأزمات.

بدوره، أكد نائب رئيس المركز الإفريقي لمكافحة الأمراض والوقاية منها الدكتور أحمد أوجويل، أن دول القارة تحتاج إلى اتفاقية للعمل الصحي المشترك، خاصة وأن جائحة كورونا أظهرت أن الترتيبات العالمية الحالية قد فشلت في حماية الأفارقة من هذا الوباء.. وأشار إلى ضرورة البدء في مناقشة عقد اتفاقية إقليمية ملزمة بين قادة الدول، لرفع درجات الاستعداد لمواجهة مثل هذه الأوبئة.

كما شهدت الجلسات مناقشة البرنامج الإفريقي لمكافحة السرطان، حيث استعرض الأمين العام للمجلس الأعلى للجامعات محمد لطيف، التجربة المصرية لبرنامج مكافحة السرطان، مؤكدًا أهمية تطوير خطة قومية لمكافحة السرطان في مصر نظرا للعبء المتزايد الذي يسببه الإصابة بالسرطان، بالإضافة إلى الحاجة إلى خطة العمل الوطنية متعددة القطاعات في مصر.

وأضاف أن السرطان يسبب عبئا مباشرا وغير مباشر نتيجة لارتفاع نفقات العلاج في المستشفيات والخدمات الصحية الأخرى، بالإضافة إلى نقص الإنتاجية نتيجة للمرض والعجز وغيره.

وعلى المستوى الإقليمي، أشار إلى أنه من المتوقع أن يزيد العبء الذي تسببه الإصابة بالسرطان في العقدين القادمين، فيما يتوقع لمصر، زيادة معدلات الإصابة بالسرطان نتيجة للتغير في تركيبة السكان.

واستعرض الخطوات التي اتخذتها مصر لمكافحة السرطان ورصد الأسباب المسببة للسرطان مثل التدخين، والسمنة، وعدم ممارسة الرياضة، وعدم تناول الفواكه والخضروات، عبر مراكز الصحة العامة في مصر والتي يبلغ عددها 5000 مركز في أنحاء الجمهورية.

وفي إطار القضاء على عيوب الإبصار، قال أستاذ الرمد والحاصل على الدكتوراة الفخرية من جامعة كوازولو-ناتال بجنوب إفريقيا الدكتور كوفين نايدو، إن إجمالي الخسارة الإنتاجية السنوية بسبب عيوب الإبصار حول العالم تقدر بنحو 272 مليار دولار.

وأشار في هذا الصدد إلى أن التقارير توضح أن عدد الأشخاص الذين يعانون من عيوب الإبصار غير المُعالجة قد بلغ 2.7 مليار شخص في عام 2018 .. وبحلول عام 2050، سيرتفع عدد الأشخاص الذين يعانون من عيوب الإبصار إلى 4.7 مليار شخص مع وجود كثافة كبيرة في آسيا وإفريقيا.

وقال إن: " 13 دولة إفريقية تحتل مركزًا متقدمًا بين الدول الثلاثين التي تمتلك أكبر معدل للإصابة بعيوب الإبصار حول العالم، كما أن نسب الإصابة هذه ستتضاعف بحلول عام 2050 لتصل إلى 22% بعد أن بلغت سابقًا 11% في عام 2018، وستحتل نيجريا المركز الثاني من حيث معدلات الإصابة بعيوب الإبصار حول العالم بحلول عام 2050".

كما شهدت الفعاليات عقد جلسة عن مشاركة الاستراتيجيات المطلوبة في إفريقيا من أجل التقدم نحو القضاء على الالتهاب الكبدي الوبائي، حيث قالت استشاري أمراض الكبد بالكلية الملكية لندن شيفاني ناياجام، أن دول إفريقيا وغرب المحيط الهادي هي الأكثر معاناة من أعباء الالتهاب الكبدي الوبائي بي، حيث بلغت أعداد المصابين حوالي 296 مليون شخص.. وأضافت أن الدول الإفريقية تمثل أكثر من 80% من العبء العالمي الناجم عن الإصابة بالالتهاب الكبدي الوبائي.

وأوضحت أن 13 دولة فقط أدمجت لقاح فيروس بي (HepB-BD) ضمن سياساتها، في حين لا توجد مبادرات للكشف المنتظم على الحوامل للكشف عن إصابتهن بفيروس بي.

وأكدت أن توفير لقاح فيروس بي (HepB-BD) يمكن أن يمنع 710 آلاف حالة وفاة بين الأطفال خلال الفترة 2020-2030، والتأخير في توفير اللقاح في الدول المستهدفة وفقًا لمنظمة الصحة العالمية قد يؤدي إلى 580 ألف حالة وفاة عالميًا بين المواليد، خلال الفترة 2020-2030.

وشددت على أهمية تقوية الأنظمة الصحية ودعم اندماجها سيساعد في التغلب على التحديات التي تحول دون الانتشار الناجح للقاح (HepB-BD).

بدوره قال عالم وبائيات بالاتحاد الدولي لمكافحة الالتهاب الكبدي الوبائي هنري نجوجونا، إن الالتهاب الكبدي الوبائي (سي) يعد مرضًا صامتًا يسبب الموت المبكر لاحقًا خلال فترة الحياة.. وأوضح أنه تم تسجيل 6 ملايين حالة إصابة بالفيروس عالميًا بين الأطفال تحت 5 سنوات، منهم 4.3 مليون حالة في إفريقيا، فيما تسجل إفريقيا حالتين من كل ثلاث حالات إصابة بفيروس بي، وأغلب الإصابات الجديدة تحدث بين الأطفال.

كما أشار أستاذ طب الجهاز الهضمي والمناظير بجامعة عين شمس هاني دبوس، إلى نجاح فريق زراعة الكبد في كلية الطب بجامعة عين شمس في إجراء 1500 عملية زراعة الكبد.