رغم انتشار مضادات الأكسدة الدوائية التى يمكن الآن شراؤها كما يطلق عليها «من على الرف» فى إشارة لسهولة الحصول عليها ما دون تذكرة طبية إلا أن هناك رأيا علميا قد يخالف ما يعتقده الناس. فى الوقت الذى تكون فيه مضادات الأكسدة الدوائية محددة بنوع معين واحد منها فى العلب فإنها تعدد فى الطبيعة والغذاء إلى عشرات من أنواعها من نوع الغذاء الواحد. كما أن امتصاصها أسهل من تلك الدوائية التى قد يلجأ إليها الإنسان فى مقابل ثمن مرتفع فلا يتم امتصاصها لسبب أو لآخر فى أمعاء الإنسان ومعدته.
يتذوق الإنسان طعامه الملىء بمضادات الأكسدة ويستمتع به بينما تظل الدوائية لحبة أو كبسولة لا طعم لها أو مذاق.
الاهتمام بمضادات الأكسدة كان أحد الكشوف العلمية الهامة التى أوصى بها العلم بعد اكتشاف أهميتها منذ عصر قريب. هى بلا شك معادلة معقدة مذهلة تلك التى يعيش بها الإنسان بين خلايا تموت وأخرى تحيا لتحل محلها وتؤدى وظائفها. ما يجعل تلك الخلايا تشيخ ثم تموت. قانون محكم ومعركة مستمرة بين الخلايا وما يطلق عليه «الشوارد الحرة» أو تلك النواتج من عمليات الهدم والبناء التى تهاجم الخلايا الحية. مضادات الأكسدة هى تلك التى تدافع عن شيخوخة الخلايا ضد هجمات الشوارد الحرة لذا فأهميتها حيوية وفاعلة ووجودها مؤثر. الحصول على مضادات الأكسدة من مصادرها الطبيعية الغذائية يفضل بمراحل الحصول عليها من الأقراص أو الكبسولات. إلا أنه فى حالات خاصة مثل من طعنوا فى السن أو المرضى بما قد يخل بغذائهم أو من يحتاج إلى مضادات للأكسدة يعنيه فإن تناوله بصورة مكثفة قد يفيد. تأتى أهمية مضادات الأكسدة كما كشف العلم حديثا فى أنها تؤخر الشيخوخة وتحصن حمض الإنسان النووى مما يصيبه من ضرر نتيجة لمهاجمة الشوارد الحرة له.