الوجه الآخر للتغيرات المناخية.. شتاء شديد البرودة وتحذيرات من انقلاب مناخي - بوابة الشروق
الأربعاء 3 يوليه 2024 1:13 م القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

الوجه الآخر للتغيرات المناخية.. شتاء شديد البرودة وتحذيرات من انقلاب مناخي

ياسمين سعد
نشر في: الجمعة 7 يناير 2022 - 4:48 م | آخر تحديث: الجمعة 7 يناير 2022 - 4:48 م

تشهد مصر هذا الشتاء، أجواء غير مسبوقة من حيث برودة الطقس وموجات الصقيع الشديدة، بسبب تصاعد حدة التغيرات المناخية، بحسب تصريحات الدكتور محمد علي فهيم، رئيس مركز معلومات تغير المناخ بوزارة الزراعة.

موجات الصقيع والأمطار الغزيرة التي أدت إلى تعطل المدراس في العديد من محافظات الجمهورية، أثبتت تصريحات رئيس مركز تغير المناخ، فقد اتضح أن الصقيع هو الوجه الآخر للتغيرات المناخية، وحدته لا تختلف عن حدة الصيف شديد الحرارة الذي شهدناه قبل أشهر.

تفسير ذلك، كشفه بحث أجرته مجموعة من العلماء بمعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، حول تأثير تغيرات المناخ في انخفاض درجات الحرارة، لتوضح أنه بالرغم من ارتباط تغير المناخ بارتفاع درجة حرارة الأرض، فإن ارتفاع الغازات الدفيئة يؤدي إلى فصول شتاء أكثر برودة، لأنه ينتج عن الاحترار غير الطبيعي في القطبين طاقة زائدة تؤدي إلى إضعاف ظاهرة الدوامة القطبية وانقسامها إلى دوامات أصغر تنتقل خارج نطاق القطب الشمالي المعتاد.

ووفقا لما ذكرته صحيفة ديلي ميل البريطانية، يمكن أن يؤدي الانقسام في الدوامة القطبية إلى ظهور تأثيرات مفاجئة ومتأخرة، يتضمن الكثير منها انخفاض درجات الحرارة والطقس الشتوي القاسي في الولايات المتحدة وشمال وغرب أوروبا والعالم بأسره.

ويعتقد العلماء أن الدوامة المنقسمة تسببت في موجة البرد في فبراير الماضي التي أودت بحياة ما يصل إلى 700 شخص في تكساس، وخلفت أكثر من 3.5 مليون شخص بدون كهرباء.

الكرة الأرضية على أبواب الانقلاب المناخي

أوضح دكتور مجدي علام، الأمين العام لاتحاد خبراء البيئة العرب، ونائب وزير البيئة الأسبق في تصريحات خاصة لـ"الشروق"، أن انخفاض درجات الحرارة في موسم الشتاء شيء طبيعي، ولكنه هذا العام غير طبيعي، لأن متوسط درجات الحرارة في الشتاء بمصر خلال الـ10 سنوات الماضية كانت تقدر بـ15 درجة مئوية، ولكنها هذا العام تصل إلى 10 درجات مئوية، ما يعني وجود مشكلة كبرى، بحسب قوله.

وأكد علام، أن التغيرات المناخية هي السبب المباشر في انخفاض درجات الحرارة بهذا الشكل، لأن الاحتباس الحراري أثر على 7 طبقات للغلاف الجوي، وأصبحنا نرى السحب في السماء لا تتحرك، كما أن الجو أصبح ملبدا بالرياح والأتربة التي قد تصل إلى أعاصير عنيفة في بعض دول العالم، مضيفا أن طبقة أخرى من طبقات الغلاف الجوي تضررت كثيرا، وذلك أدى إلى سقوط الأمطار بكثافة غير عادية سبب سيولا في بعض الأوقات.

"ما نشهده حاليا من تغيرات مناخية كبيرة، تجعل الكرة الأرضية تقترب من حدوث انقلاب مناخي، وهذه مرحلة تتجاوز التغير المناخي، وهذا الانقلاب حال وقوعه سيكون أشد عنفا في حجم الأعاصير والسيول التي يشهدها العالم حاليا، فالزلازل ستكون مثل تسونامي وستؤثر على قشرة الأرض وستؤدي إلى هبوطها، كما سيزحف موج البحر على المدن، وهذه ظواهر مناخية عنيفة وجامحة وغير متوقعة"، يضيف علام لـ"الشروق".

وتابع: "جميع نظم الإنذار في العالم لا تستطيع التنبؤ بهذه الظواهر المناخية العنيفة، فنحن نستطيع التنبؤ بأحوال الطقس لمدة 3 أيام على الأكثر، ولكن هذه التغيرات المناخية الحادة ستكون غير متوقعة، والتغير المناخي له حدود، ولكن ما نراه حاليا لم نره من قبل، فالأعاصير تعصف بكاليفورنيا وإسبانيا وأوروبا، وبالنسبة لمصر أصبحت الأمطار على الطرق الصحراوية غير مسبوقة، والثلوج غطت الإسكندرية وبعض المحافظات المصرية، فهذه كلها ظواهر جامحة شديدة العنف، توضح أننا على أبواب انقلاب مناخي".

وأشار إلى تقييم العلماء هذه الظواهر المناخية، وفقا لـ3 عناصر، البعد الأفقي وهو المساحة التي تؤثر عليها الظاهرة المناخية، والبعد الرأسي وهو معرفة مدى تأثيرها على الغلاف الجوي، ثم البعد الثالث والأخطر وهو عمق الظاهرة، فدرجات الحرارة انخفضت من 16 درجة مئوية إلى 10 درجات فقط، وهذه الأبعاد كلها هي ما جعلتنا نشهد هذه الظواهر الجوية العنيفة.

وأكد علام، أن العالم يواجه حاليا تحديات التغيرات المناخية في فصل الشتاء، وهي تغيير المواصفات الفنية للعناصر الثلاثة المسئولة عن التنمية في العالم، أهمها الزراعة، التي ستكون في المستقبل القريب "زراعة محبوسة"، أي تعتمد على الصوب الزجاجية، ليتم التحكم في المناخ الزراعي لتعويض النقص الغذائي الناتج من تغيير المواسم الزراعية.

والتحدي الثاني الذي سيواجهه العالم نتيجة التغيرات المناخية الشتوية هو مكافحة التصحر، وأكد علام أن الرئيس عبد الفتاح السيسي، كان قراراه ممتازا بإقامة مشروع توشكى الخير، لأنه في صلب حل الأزمة المناخية، من خلال زيادة الأحزمة الخضراء كما يحدث هناك.

وذكر أن الأراضي الصحراوية بها رمال كثيرة ومن السهل أن تحركها الرياح خاصة في ظل الطقس الذي نعيشه حاليا، ما يترتب عليه تكوين كثبان رملية تزحف على الأراضي الزراعية وتزيد من ظاهرة التصحر، حيث تتحول الأرض المنتجة إلى غير منتجة، وبالتالي زيادة مشكلة الأمن الغذائي.

أما التحدي الثالث الذي نواجهه حاليا، فهو زيادة الإنتاج الحيواني، فبرغم كونه شيئا جيدا بحد ذاته، فيوجد في مصر ما يقرب من مليون بقرة، إلا أن العلماء أكدوا أن روث الأبقار ينتج عنه ثاني أكسيد الميثين، وهو له تأثير سلبي على تلوث الهواء، وأوضح علام، أن الحل الأمثل له هو مثلما فعلت محافظة الغربية، باستخدامه كغاز حيوي لمحطات الطاقة.

وعن الحل الذي يقترحه علام للحد من التغيرات المناخية في العالم، قال إن العلماء يواجهون حاليا تحدي تكنولوجي فريد من نوعه، وهو جعل الطاقة النظيفة مثل طاقة الرياح أو الطاقة الشمسية تعمل بدرجة أكبر من 700 درجة مئوية، لاستخدامها في الصناعات الثقيلة كبديل للوقود الأحفوري.

وأوضح أن الأزمة تكمن في الصناعة، لأن صناعات مثل البتروكيماويات، الأسمدة، الحديد والصلب، الأسمنت، الألمونيوم وغيرها من الصناعات الثقيلة تستخدم الوقود الأحفوري الذي يسبب أكاسيد الكربون والنيتروجين والكبريت، والتي ينتج عنها الاحتباس الحراري، مشيرا إلى أن الطاقة النظيفة لا تستطيع في الوقت الحالي تشغيل أفران عالية الحرارة مثلما يفعل الوقود، فإذا نجح العلماء في حل هذه المعضلة، سنكون وجدنا الحل للحد من التغيرات المناخية.

هل نشهد في مصر موجة صقيع حتى نهاية الشتاء؟

الدكتور محمود شاهين، مدير إدارة التحاليل والتنبؤات بالهيئة العامة للأرصاد الجوية، نفى أن تكون موجة الصقيع الحالية مستمرة طوال فصل الشتاء، مطمئنا الجميع أن ما يحدث من عدم استقرار في الأحوال الجوية، وانخفاض في درجات الحرارة بشكل كبير، يعود إلى طبيعة فصل الشتاء وليس لأي أسباب أخرى.

ويقول شاهين في تصريحات للشروق: "من المتوقع أن تعود درجات الحرارة إلى طبيعتها خلال النصف الثاني من الأسبوع الجاري، وستعتدل درجات الحرارة خلال النهار، ووارد أن يكون هناك تقلبات جوية أخرى على مدار فصل الشتاء، ولكن هذا غير مرتبط ارتباطا مباشرا بالتغيرات المناخية".

ونصح شاهين، المواطنين بارتداء الملابس الثقيلة خاصة خلال فترات الليل، مع توخي الحذر عن النزول للشوارع، والابتعاد عن أعمدة الإنارة وقت سقوط الأمطار، هذا بجانب القيادة بحذر خاصة على طرق السفر، لأنه سيكون هناك عودة للشبورة المائية خلال الفترة القادمة.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك