عيد الميلاد المجيد.. تأملات عباس العقاد في رسالة ودعوة السيد المسيح - بوابة الشروق
الأربعاء 8 يناير 2025 1:37 م القاهرة

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

عيد الميلاد المجيد.. تأملات عباس العقاد في رسالة ودعوة السيد المسيح

محمد حسين
نشر في: الثلاثاء 7 يناير 2025 - 12:45 م | آخر تحديث: الثلاثاء 7 يناير 2025 - 12:45 م

تحتفل مصر، اليوم 7 يناير، بعيد الميلاد المجيد، والذي يوافق ميلاد السيد المسيح عيسى عليه السلام حسب التقويم المعتمد لدى الطوائف الشرقية والكنائس الأرثوذكسية.

وهنأ الرئيس عبدالفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، أقباط مصر بمناسبة عيد الميلاد المجيد، قائلا في تدوينة له على صفحته الرسمية بموقع فيسبوك: "شعب مصر العظيم، الإخوة والأخوات الأقباط، يسرني أن أتوجه إليكم بأسمى آيات التهاني بمناسبة عيد الميلاد المجيد".

وأضاف الرئيس، "أن احتفالنا معًا بميلاد السيد المسيح عليه السلام هو تجسيد لقيم التسامح والتآخي ووحدة النسيج الوطني التي طالما كانت جزءًا لا يتجزأ من تاريخ وطننا وشكلت ملمحا أصيلاً من ملامح الشخصية المصرية، وستظل مصر دومًا منارةً للتعايش والوحدة والمحبة بين أبنائها من مختلف الديانات، تحت مظلة شرف الانتماء إلى هذا الوطن المفدى، كل عام وأنتم بخير، وأسأل الله سبحانه وتعالى أن يعيد هذه المناسبة عليكم وعلى مصرنا الحبيبة بمزيد من الخير والبركة والازدهار".

ويقول المفكر عباس محمود العقاد في كتابه "عبقرية المسيح": "لم يشهد التاريخ قبل السيد المسيح رسولا رفع الضمير الإنساني كما رفعه، ورد إليه العقيدة كلها كما ردها إليه، فقد جعله كفوا للعالم بأسره، بل يزيد عليه، لأن من ربح العالم وفقد ضميره فهو مغبون في هذه الصفقة الخاسرة، وماذا ينفع الإنسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه.. فجانب الضمير هو الجانب الذي توجهت إليه رسالة السيد المسيح".

وقدم العقاد في كتابه الذي صدرت له طبعات بعد ذلك تحت عنوان: "حياة المسيح: في التاريخ وكشوف العصر الحديث"، تأملات في صفاته والطريقة التي اتبعها في تأدية رسالته الإلهية.

-زهد في المعيشة وعزلة في العبادة

ويقول العقاد: "نشأ الطفل منذورًا للبتولة، وذلك معنى وصفه في القرآن الكريم بالحصور، وكان عليمًا بالكتب الدينية، يسمعها من أبويه ويتلوها في خلواته، وكان كثير العزلة شديدًا على نفسه في تهجده ونسكه، فلمَّا ظهر بالدعوة رآه الناس في ثوب خشن من الوبر يلف حقويه بمنطقة من الجلد، يصوم أكثر الأيام، ويقتات من الجراد والعسل البري، ويهيب بالنَّاس في صوت قوي صارم: توبوا واستعدوا، قد وضعت الفأس في رأس الشجرة، وكل شجرة لا تأتي بثمر جيد تقطع وتُلقى في النار، صوت صارخ في البرية كما قال الأنبياء الأقدمون".

-قول الحق

ويتابع وصفه: "لم يكن يتقي حرجًا في كلامه عن ذي خطيئة أو دنس، فراح ينحى بهذا الصوت القوي الصراح على الملك هيرود؛ لأنَّه تزوج من هيرودية أخته وزوجها لا يزال بقيد الحياة، فلما اعتقله الملك وجيء به إلى حضرته، لم يسكت ولم يكفف عن التنديد به وبأخته، وأمره بتطليقها فرارًا من غضب الله".

وكانت هذه أول صيحة من ذلك الرسول الثائر سمع فيها الناس أنَّ الخلاص نعمة يُسبغها الله على من يشاء، ولا يخص بها أبناء سلالة دون سائر السلالات البشرية، وكانت علامته على قبول المسيحيين لدعوته أن يذكر اسم الله، ويرشهم بالماء، ويمسح على رءوسهم، فهم بعد ذلك أهل للدخول في زمرة التائبين، وطلاب الخلاص، ولو لم يكن لهم نسب في آل يعقوب وإبراهيم.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك