كان 2018 عاما مليئا بالكوارث الطبيعية وخاصة "الفيضانات"، التي رجح العلماء حدوثها نتيجة تغيرات المناخ التي لحقت بالأرض بفعل التلوث الذي أحدثته الصناعات؛ ما سبب احتباسا حراريا أثر على سقوط الأمطار وغزارتها.
أما هذا العام، شهدت إيران والعراق أمطارا غزيرة الجمعة الماضي، بلغت حد السيول التي جرفت المحافظات وحطمت المنازل وشردت المئات وخلفت وراءها عشرات الوفيات في إيران، فيما لم تظهر حالات وفاة في العراق حتى الآن.
وتستعرض "الشروق" الدول التي ضربتها تغيرات المناخ الجمعة الماضي:
• إيران:
لايزال يواجه سكان معظم محافظات دولة إيران خطر هطول أمطار جديدة، بعد الفيضانات التي ضربت شمال البلاد في 19 مارس الماضي، لتجتاح فيما بعد غرب وجنوب البلاد في 25 من نفس الشهر، ثم موجة ثالثة جارفة ومرعبة في 1 أبريل الجاري، لتخلف وراءها 70 قتيلا و791 مصابا، فيما قالت السلطات الإيرانية إن الأسباب لا ترجع لتغيرات المناخ فقط، فهناك أسباب أخرى دفعت للكارثة.
وحتى الآن يعيش نحو 86 ألف شخص في ملاجئ أنشئت بسبب حالة الطوارئ في البلاد، بحسب موقع (BBC) عربي.
وتجمعت السيول لتملأ السدود في إيران؛ ما دفع السلطات العراقية لإجراء عمليات واسعة لإنشاء حواجز ترابية تمنع وصول المياه إلى المنازل القريبة من نهر دجلة، بالإضافة إلى إجلاء عشرات العائلات المحاصرة في القرى والمناطق السكنية القريبة من الأنهار؛ بحسب ما نقتله قناة "روسيا اليوم" عن وكالة "سبوتنيك" الروسية.
تأثر العراق بسيول إيران بحكم الجغرافيا، ليشهد تساقطا كثيفا للأمطار الثلاثاء الماضي؛ ما أدى لتكون السيول التي انحدرت من المناطق المرتفعة في شمال البلاد إلى الجنوب غير المؤهل لاستقبال تلك الظاهرة الطبيعية، حيث غطت المياه بعض الأحياء السكنية ودمرت قرى بأكملها، في كارثة لم تحدث للبلاد منذ 30 عاما، ووقع الضرر الأكبر في محافظات (ديالي، وصلاح الدين، وواسط، ونينوي، والبصرة)، خاصة بعد ارتفاع نسبة المياه في شك العرب.
وأدى ارتفاع منسوب المياه في نهر الخوصر -أحد روافد نهر دجلة- لتهديد حياة السكان في المناطق والقرى الواقعة على ضفاف النهر، في الوقت الذي حذرت فيه وزارة الموارد المائية من وصول نسبة كبيرة من تصريفات المياه إلى رافد الخوصر والوديان الأخرى في محافظة نينوي ما قد يحدث فيضانات.
• إسبانيا:
تسبب تساقط الثلوج الكثيف في إعاقة حركة السير في إسبانيا، وأقامت الحكومة الطوارئ في البلاد، فيما أغلقت الشرطة 18 طريقا على الأقل في البلاد، في حين طلبت من قائدي السيارات تركيب السلاسل المخصصة لإطارات السيارات، بحسب موقع "سكاي نيوز".
وتسببت الثلوج والأمطار في إصابة 35 شخصا بجروح؛ جراء الحادث المروري الضخم الذي وقع الجمعة الماضي على امتداد 2 كيلومتر، بسبب تصادم 50 سيارة على طريق "a1" السريع المتجه نحو مدينة بورخوس، فيما لم تسفر الأنباء عن أي وفيات حتى الآن.
يذكر أن العالم يشهد تغيرات مناخية غير مسبوقة، مثل إعصار "إيداي" الذي ضرب دولة موزمبيق، وكان الأول من نوعه في تاريخها، حيث فاقت قوته ليمتد إلى البلاد المجاورة مثل ملاوي وزمبابوي، في منتصف مارس الماضي؛ ليخلف وراءه ما يزيد عن 5000 قتيل.