* لست راضيا تماما عن «البحث عن سيد مرزوق» ولو عاد بي الزمن لن أعيد تصويره
* الظروف منعتني من التعاون مع عادل إمام أكثر من مرة.. وتجربني مع أحمد زكي كانت صعبة للغاية
*التصوير على الهواء لا يناسبني.. وضيق الوقت أبعدني عن إخراج مسلسلات تليفزيونية
في جلسة استغرقت قرابة ساعتين ونصف، تحدث المخرج الكبير داوود عبد السيد، عن مشواره الفني لضيوف صالون "بدايات الثقافي" الذي تقيمه مؤسسة بدايات للثقافة والفنون بمصر الجديدة كل شهر، ويديره الناقد كريم فرغلي.
فتح «داوود» قلبه للجمهور الذي احتشد لحضور هذا اللقاء، وجاوب على كل الأسئلة بصدر رحب، وحكى للجمهور كيف كان يعاني من أزمة ثقة بالنفس، وهو ما دفعه لاختبار قدراته في بداياته كمخرج من خلال كتابة سيناريوهات طوال 10 سنوات؛ لم ينفذ أي منها خاصة، وأنه قرر ألا يُقدم على الإخراج إلا بعد تأكده من إنه سيضيف لهذه المهنة لأن مجرد الدراسة لم يكن معيارًا كافيًا بالنسبة له.
وتحدث عن علاقته بالمخرج يوسف شاهين وقال: «شاهين» يعد من أهم مخرجي السينما المصرية بالنسبة لي إلى جانب صلاح أبو سيف، وتوفيق صالح، وبركات، واقترابي من شاهين من خلال عملي معه كمساعد مخرج في فيلم "الأرض" ضاعف إعجابي به كمخرج كبير، ومجدد، ومهم، مع العلم أن له أفلام أحبها أكثر من أفلام أخرى لم تلقى إعجابي كثيرًا.
وحكى «داوود»، عن مشواره الفني والأفلام التي قدمها للسينما، كاشفًا في بداية حديثه عن الصعوبات التي يواجهها حاليًا في تصوير أحدث أفلامه "رسائل الحب"، بعد أن انسحب المنتج رغم اختياره لمنة شلبي لتلعب البطولة أمام عمرو يوسف، وقطعه مشوارًا في معاينة أماكن التصوير، وطلب من الفنانين التفرغ لتصوير الفيلم، مؤكدًا أن هذه ليست المرة التي يواجه فيه صعوبة في تمويل أفلامه.
وروى عن بدايته كمخرج قائلاً: «أول فيلم قررت إخراجه كان بعنوان "كفاح رجال الأعمال" والذي كان من المفترض أن يلعب بطولته الفنان عادل إمام، إلا أن المشروع توقف، وهذه ليست المرة الأولي التي أقرر فيها التعاون مع عادل أمام وتحدث ظروف معاكسة لا تجمعنا سويًا»، وتابع: «بعدها قررت إخراج فيلم "الصعاليك" الذي انتهت من كتابته في أسبوعين فقط، مستوحيًا قصته من أحد رجال الأعمال السكندريين الذي كان يعمل شيالاً، ورشحت للبطولة كلاً من (نور الشريف، ومحمود عبد العزيز)، اللذان كانا مطيعان ومتعاونان لأقصى حد.
وعن فيلم "البحث عن سيد مرزوق" قال داوود عبد السيد: «كان من الممكن أن يخرج الفيلم بشكل أكثر بساطة، ومع هذا لو أتيحت الفرصة لي لن أقوم بتصويره مرة أخرى، وإذا حدث فلن أجري سوى تعديلات بسيطة، فالفيلم كان حالة جميلة، وأذكر أن بطل الفيلم الفنان علي حسنين كان يعمل كوافيرًا، ولكنه كان مولعًا بالتمثيل وشاهدته بأحد العروض المسرحية ورشحته فورًا لقناعتي أنه المناسب للدور خاصة من حيث الشكل.
وانتقل بحديثه عن فيلمه" الكيت كات": «بسبب إعجابي الشديد برواية "مالك الحزين" للكاتب الراحل إبراهيم أصلان، قررت على الفور أن أحول الرواية لفيلم سينمائي يحمل اسم "عرايا في الزحام" قبل أن يتغير اسمه لـ"الكيت كات"، بعد أن اعترضت الرقابة على الاسم، وتحمست جدًا لهذا الفيلم فأزمة كل أبطاله كانت العجز بشكل أو بأخر، وشخصية الشيخ حسني التي لاقت صدي واسع وقبول كبير من الجمهور هي شخصية حقيقية استوحيتها من قاريء للقرآن شاهدته في عزاء والد الناقد طارق الشناوي، واستعنت بالقاريء نفسه الذي ظهر في بعض مشاهد الفيلم.
وعن تجربته مع فاتن حمامة وأحمد زكي قال داوود عبد السيد: «التعاون مع فاتن حمامة كان حلمًا كبيرًا، ويعني دخولي تاريخ السينما من أوسع أبوابها، وقبل تعاوني معها في "أرض الأحلام"، عرضت عليها أكثر من فكرة لم تعجبها، وبعد نجاح فيلم "الكيت كات"، قررت فاتن حمامة التعاون معي بعد إعجابها بالفيلم، وعليه طرحت فكرة "أرض الأحلام" التي كتبها السيناريست هاني فوزي أكثر من 5 مرات إلى أن تم الاستقرار على السيناريو النهائي.
وواصل: «بالمناسبة الفيلم لم يكن ضد الهجرة كما هو شائع، ولكنه ضد أن ينصاع الإنسان لقرار هو غير مقتنع به، وهي الفكرة التي أعجبت فاتن حمامة، وقررت عملها على الفور، أما عن تجربتي مع أحمد زكي في "أرض الخوف"، فلم تكن سهلة على الإطلاق، فأحمد كان يمر بحالة نفسية سيئة نظرًا لتعرضه لمشكلة أزعجته في فيلمه السابق "البطل"، مما أثر عليه سلبًا طوال تصوير الفيلم إلى الدرجة التي نقل بسببها إلى العناية المركزة أكثر من مرة، كما كان أحمد زكي يثير أكثر من خناقة يوميًا مع العمال والإنتاج، ومع هذا فأنا وغيري يري أن أحمد زكي يعتبر استثناءًا من كافة النواحي، حيث كانت شخصيته تزخر بالتناقضات التي لا تمنعك من أن تحبه في النهاية.
وأضاف: كان ممكنًا أن أقدم معه فيلم "سارق الفرح"؛ لكن اختلف أحمد مع المنتج سلطان الكاشف، ووصل الأمر إلى أن عرض أحمد إنتاج الفيلم بدلاً من الكاشف؛ لكن طلبه قوبل بالرفض، ونفس الفيلم كان من المفترض أن يلعب بطولته ويقوم بتمويله الفنان الراحل نور الشريف؛ لكنه انسحب لوجود بعض المشكلات مع الرقابة.
وعن سبب إضافته للأغاني في "سارق الفرح" قال: «بعد أن شاهدت الفيلم شعرت أنه يفتقد لروح ما، فقررت إضافة الأغاني، وكنت أتمني أن تزيد عدد الأغاني، وأن تقدم كل شخصية تعبر عن أحلامها بأغنية.
وعن الهجوم الذي تعرض له بسبب استعانته بالمطرب الشعبي شعبان عبد الرحيم في "مواطن ومخبر وحرامي" قال داوود عبد السيد: «في كثير من الأحيان يحب البعض أن يطلق بالونات تافهة دون معنى، مثل الهجوم الذي تعرضت له بسبب تعاوني مع شعبان عبد الرحيم في هذا الفيلم، وقيل أنني حاولت الاستفادة من شهرة شعبان عبد الرحيم وجمهوره، وبالمناسبة أنا تعرفت على شعبان عن طريق صلاح عبدالله، واستمعت إلى أغنيته "هبطل السجاير" وأعجبت بها للغاية، وأحبت شعبان جدًا على المستوى الشخصي، وأري أنه أدى المطلوب منه في الفيلم، كما أنه لم يكن حقق شهرته الكبيرة التي نالها بعد أغنية "أنا بكره إسرائيل" عند تعاوني معه، ومع ذلك لا أرى أنه يعيب أي مخرج تعاونه مع أي شخص بدافع أنه مشهور وله جمهور.
وبسؤاله عن سبب عزوفه عن الإخراج التليفزيوني قال: «فكرة التصوير على الهواء التي تحدث الآن لا تناسبني، فحينما أقرر إخراج مسلسل تليفزيوني فأنا بحاجة لوقت كاف حتى أقدم ما أرضى عنه، لكن هذا لا يحدث، فغالبًا معظم إن لم يكن كل مسلسلات رمضان، يتم تنفيذها قبل وقت قصير من بداية الشهر، ويتم استكمال التصوير أثناء العرض وهو ما لا أقبله على الإطلاق.