لم تهدأ زوبعة انتخابات الرئاسة الأمريكية حتى بدأت لعبة تحميل الحزب الديمقراطي مسؤولية أدائه المخيب للآمال الذي قاده لخسارة الانتخابات.
جاء ذلك وفقا لما ذكره موقع أكسيوس، في مقال لأندريو سوليندير، أشار فيه إلى أن الديمقراطيين يستغلون هذه اللحظة الحاسمة بسرعة لمحاولة إعادة تعريف الحزب كيفما يتصورونه.
قال النائب الديمقراطي من ولاية نيويورك توم سووزي: "بدلا من القول، كيف يمكن للناس أن يصوّتوا لدونالد ترامب، يجب صياغة السؤال على النحو التالي: لماذا يصوّت الناس لدونالد ترامب.. ما الصحيح الذي فعله، وما الخطأ الذي ارتكبناه".
كما أصدر السيناتور المستقل بيرني ساندرز من ولاية فيرمونت بيانا لاذعا قال فيه إن الحزب الديمقراطي "تخلى عن الطبقة العاملة فتخلت عنه". وتساءل ساندرز ما إذا كانت المصالح المالية الكبيرة والمستشارون ذوو الأجور المرتفعة ممن يسيطرون على الحزب الديمقراطي سيتعلمون أي درس حقيقي من هذه الحملة الكارثية؟ ... ربما لا"، وفقا لوكالة روسيا اليوم.
كذلك انتقد عدد من الأعضاء التقدميين الآخرين في الكونجرس، مثل النائبين جمال بومان الديمقراطي من ولاية نيويورك، ورو خانا من ولاية كاليفورنيا الحزب على أدائه، حيث قال بومان: "كان هناك الكثير من الأخطاء".
بدوره تابع سووزي الذي ينتمي للتيار المعتدل في الحزب: "يتعين علينا أن نتوقف عن استرضاء القاعدة وأن نبدأ في الاستماع إلى الناس.. لقد سئم الناس من التطرف"، وتوقع سووزي أن يتعرض "للضرب" بسبب آرائه بعد الانتخابات.
وقال ديمقراطي آخر من مجلس النواب: "سوف يقول أقصى اليسار إن السبب في ذلك هو أن كامالا هاريس كانت من صقور الحرب.. سيحاولون ذلك، لكنني أعتقد أن أحدا لن يصدقهم".
ويشعر الديمقراطيون في الوضع الراهن بالإحباط والصدمة بسبب خسارتهم الحاسمة للبيت الأبيض ومجلس الشيوخ، فيما قال النائب الديمقراطي من إلينوي بارد شنايدر: "لم يحدث ما توقعه أي منا، ولم يكن بالتأكيد ما أتمناه".
ويتمسك بعض الديمقراطيين في مجلس النواب بالأمل الضئيل في قدرتهم على الاحتفاظ بمجلس النواب وحرمان الرئيس المنتخب ترامب من السيطرة الكاملة على الكونجرس، لكن آخرين يعترفون بأن هذا أمر صعب للغاية.
وتابع سووزي: "إن طريقهم أوسع، وطريقنا أضيق". توقع نائب ديمقراطي آخر في مجلس النواب أن "أفضل حالة" للديمقراطيين هي حاجتهم إلى مقعد واحد فقط للحصول على الأغلبية.
وقد زعم عدد من الديمقراطيين في مجلس النواب، ممن تحدثوا بشرط عدم الكشف عن هويتهم، أن النتيجة ليست بمثابة وصمة على فرع أيديولوجي معين من الحزب الديمقراطي بقدر ما هي وصمة لقيادته.
واستهدف أحد الديمقراطيين في مجلس النواب رئيس اللجنة الوطنية الديمقراطية جيمي هاريسون وزعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ تشاك شومر (الديمقراطي من نيويورك)، متسائلا: "هل هذا هو مستقبل الحزب الديمقراطي؟"، وقال آخر إنهم يلقون باللوم في الغاب على نائبة الرئيس هاريس، لكنهم "غير متأكدين من أن بايدن كان ليكون أفضل حالا".
وقال ديمقراطي ثالث في مجلس النواب إن هاريس "لم تنخرط حقا مع المعتدلين في الكونجرس"، وانتقد بايدن "لفشله في المغادرة مبكرا بما فيه الكفاية".
ويبدو أن قيادة الديمقراطيين في مجلس النواب تحصل على تصريح من أعضائها، مع ظهور قلة لإلقاء اللوم على زعيم الأقلية في مجلس النواب حكيم جيفريز الديمقراطي من نيويورك أو نوابه.
وقال شنايدر إن جيفريز، وزعيمة الأقلية كاثرين كلارك الديمقراطية من ماساتشوستس، ورئيسة الكتلة الديمقراطية بيت أغيلار الديمقراطية من كاليفورنيا "قاموا بعمل رائع"، مضيفا: "لا أعتقد أن أحدا يلاحظهم".
لقد بدأ الديمقراطيون كذلك في الجدل حول كيفية إعادة الحزب لمعايرة نهجه تجاه ترامب خلال جولته الثانية، فيما قال أحد الديمقراطيين في مجلس النواب إن الحزب يحتاج إلى "اختيار معاركه" وتجاوز "فكرة متلازمة اضطراب ترامب".
وتابع: "لقد هاجم الديمقراطيون حرفيا كل ما فعله. لم نكت نتفق على أي شيء، ولم نكن نعطيه الفضل في أي شيء، ولم نقل أبدا أن تأمين الحدود فكرة جيدة، لكنني لا أتفق مع الطريقة التي يفعل بها ذلك".
وحذر أحد كبار الديمقراطيين في مجلس النواب من أنه سيتعين على الديمقراطيين "التشريح الحتمي بعد الوفاة"، وقال إن الأمر "سيكون صعبا".