رموز الدراما (7).. دلالات السجن في دراما محفوظ عبدالرحمن - بوابة الشروق
السبت 20 أبريل 2024 12:51 ص القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

رموز الدراما (7).. دلالات السجن في دراما محفوظ عبدالرحمن

الشيماء أحمد فاروق:
نشر في: الجمعة 8 أبريل 2022 - 10:40 ص | آخر تحديث: الجمعة 8 أبريل 2022 - 10:40 ص

يعد موسم دراما رمضان، أحد الفترات الزمنية التي تنتعش فيها الأعمال الفنية التلفزيونية بقوة، ويكثر الحديث عن المسلسلات وصناعها والدراما المصرية عموماً، ويضم تاريخ الدراما المصري عامة أسماء مهمة كانت تُثري الشاشة بأعمال حققت ناجاحات كبيرة، ونتناول في هذه السلسة حكايات وتفاصيل الدراما لدى رموز التأليف، ونبدأ مع محفوظ عبدالرحمن، الذي قررنا أن نغوض في عالمه السحري خلال سلسلة من اللقطات السريعة، من خلال قراءة في كتاب "الخطاب السردي في الدراما التلفزيونية" للناقدة سميرة أبوطالب.

السجن هو مكان دائماً يذكر في إطار معنى تقييد حرية الفرد، ولكن نصوص محفوظ عبدالرحمن كما تقول أبوطالب توسع من إطار المعنى الدلالي لهذا المكان فتجعل منه ليس ذلك المكان المحاط بأسوار وقضبان وإنما هو المكان الذي لا يستطيع الإنسان فيه ينفذ إرادته.

وعبدالرحمن بهذا التحديد يخرج بمعنى السجن من الإطار الضيق للأسوار والقضبان، ليمتد به إلى كل ما يعوق الإنسان عن تحقيق ذاته ويبدأ من الفرد ليصب في المجموع، ويوسع الإطار ليشمل حرية الوطن بأكمله ويقف في طريقها من حددهم "هم يحددون إن كان هذا خطأ أم صواباً"، في نص حوار مسلسل ليلة سقوط غرناطة.

تقول أبوطالب: "إذا كان السجن مقيداً للحركة فهو بالمفهوم الواسع الذي منحه له محفوظ عبدالرحمن نقطة التغيير في حياة الشخصيات الدرامية، بل والقدرة التي تحدها حدود هذا التغيير، ونرى هذا المعنى في كثير من الحوارات على لسان أبطاله".

يضع عبدالرحمن معنى آخر للسجن من خلال توظيفه للسخرية تجاه المفهوم الضيق للسجن مقارنة بالأثر السلبي القاسي الذي ينشأ عن استلاب الحرية باختزاله في مجموعة أسوار وقضبان حديدية لا تستطيع أن تنفذ إلى داخل الإنسان وتقيد طموحه وآماله، ويعبر عن ذلك في مواضع مختلفة من حوارات شخصياته التي تعاني من معاناة الظلم والدكتاتورية، واعتياد المواطنين على القيود وكأنها شيء عادي "في مدينتنا هذا يحدث كل يوم وعندما يحدث الشيء كل يوم يصبح عادياً".

وتقول أبوطالب: "إن نصوص محفوظ عبدالرحمن الدرامية تجاوزت باماكنها جميع الأبعاد الهندسية وتمردت على وصف المكان جغرافياً لتنطلق به إلى مدنى زمني غير محدود وتجاوزت فكرة سجن الجسد إلى سجن الروح والفكر، لأن الحصار الذي يعانيه الانسان والوطن هو أحد أنواع السجون غير المرئية، بل أشد تأثيراً من القضبان"، ونلاحظ ذلك في مونولوج شخصية بدر في مسلسل الخطر :"لا تقل يا سيدي فنحن هنا متساوون جميعاً لا لأن الحبس عدل ولكن لأن القهر يساوي بين كل المقهورين، وإن العدل درجات ولكن الظلم درجة واحدة".


قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك