أكد سفير كوريا الجنوبية بالقاهرة، كيم يونغ هيون، أن مصر شريك مهم لكوريا في منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا ووجهةاستثمارية واعدة لرؤوس أموال رواد الأعمال الكوريين، مشيرا إلى تطلعاته لتعزيز التعاون الاقتصادي والثقافي والتنموي بين البلدين.
جاء ذلك خلال زيارة رسمية يجريها سفير كوريا الجنوبية لمدينة الإسكندرية شملت لقاءات مع محافظ الإسكندرية في ديوان عام المحافظة وجولات بالموانئ والمؤسسات التعليمية ومؤسسات الأعمال.
وعبر السفير عن امتنانه لدعم الحكومة المصرية الفعال للشركات الكورية والجهود السياسية المبذولة لتحسين بيئة الاستثمار، مؤكدًا ثقته في أن التعاون الاقتصادي بين البلدين سوف يتسارع من الناحيتين الكمية والنوعية، نظرًا لإمكانيات التعاون في مختلف المجالات مثل صناعة التكنولوجيا الفائقة والصناعة الصديقة للبيئة والطاقة والبنية التحتية.
كما تحدث السفير عن الفرص الاستثمارية في مصر، مشيرًا إلى البنية التحتية الجيدة والسياسات التحفيزية للشركات الأجنبية. وأكد على اهتمام الشركات الكورية بإنشاء مصانع في مصر لتصدير المنتجات إلى الأسواق الأوروبية والأفريقية والشرق الأوسط.
وتطرق السفير إلى أهمية التبادلات الحكومية على مستوى عالٍ لتعزيز العلاقات الثنائية، مشيرًا إلى أن مصر تعد شريكًا تجاريًا هامًا لكوريا الجنوبية في أفريقيا.
وأوضح أن حجم التبادل التجاري السنوي بين البلدين بلغ العام الماضي 3.9 مليار دولار، كما سجلت قيمة الصادرات المصرية لكوريا الجنوبية نحو 2 مليار دولار أمريكي خلال عام 2022، وبلغت قيمة الواردات المصرية من كوريا الجنوبية نحو 1.9 مليار دولار أمريكي خلال العام نفسه، ووصلت الاستثمارات كورية في مصر إلى نحو 900 مليون دولار.
وأكد السفير على أهمية التعاون في مجالات متعددة تشمل التعليم، العلوم والتكنولوجيا، الصحة، الزراعة، البيئة، الطاقة، البنية التحتية، النقل، تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، الدفاع، الأمن، الفضاء، الشؤون البحرية، الطيران، التنمية الحضرية والريفية، التنمية الاجتماعية، حقوق الإنسان، والديمقراطية.
وأشار السفير إلى أن كوريا الجنوبية تعمل على مشروع لتوفير المساعدة في رقمنة الخدمات العامة في مصر، مثل نظام المشتريات الحكومية، لتعزيز الشفافية والكفاءة، كما أعرب عن أمله في افتتاح مركز لتعليم اللغة الكورية في جامعة الإسكندرية العام المقبل.
أكد السفير الكوري الجنوبي في مصر، على أهمية تعزيز التعاون بين كوريا الجنوبية ومصر في مجالات متعددة ومنها قطاع النقل والمواصلات حيث تشارك شركات كورية في تحديث نظام إشارات السكك الحديدية، وتطوير نظام الترام في الإسكندرية، وتعزيز العلاقات الثقافية والتعليمية.
وأشار السفير إلى أن شركة كورية تشارك في تحديث نظام الإشارات بالسكك الحديدية في خط الأقصر ، مع خطط لتوسيع المشروع، كما فازت شركة كورية بمناقصة دولية لتحديث ترام الإسكندرية، وتسعى للمشاركة في إنشاء خط مترو جديد في المدينة.
وفي مجال الثقافة، أعرب السفير عن امتنانه للشعب المصري لدعمه الكبير للثقافة الكورية، مشيرًا إلى الشعبية الكبيرة للدراما والطعام الكوري بين الشباب المصري. وأكد على أهمية التبادل الثقافي والتعليمي لتعزيز الفهم المتبادل بين البلدين، مع خطط لافتتاح مركز لتعليم اللغة الكورية في جامعة الإسكندرية.
وفي زيارته إلى الإسكندرية التقى السفير الكوري الجنوبي بمحافظ الإسكندرية، الفريق أحمد خالد حسن ، لمناقشة سبل تعزيز التعاون الاقتصادي والثقافي والتنموي، بالإضافة إلى الشراكات بين الحكومات المحلية في كوريا ومصر.
وأكد السفير كيم على أهمية مصر كموقع استراتيجي للشركات الكورية، مشيرًا إلى أن مصر تعد وجهة استثمارية واعدة لرؤوس أموال رواد الأعمال الكوريين، بفضل موقعها الاستراتيجي وشبكة منطقة التجارة الحرة الواسعة والقوى العاملة الشابة والماهرة بها.
وأشاد السفير بوجود الشركات الكورية في الإسكندرية، مشيرًا إلى أن شركة هيونداي موبيس تدير مركز توزيع قطع غيار في المنطقة الحرة بالإسكندرية منذ عام 2009، والذي يزود مكونات السيارات في جميع أنحاء مصر وشمال أفريقيا، كما رحب بفوز شركة هيونداي روتيم بعقد لتوريد 60 مركبة ترام لمشروع ترام الإسكندرية.
وفي المجال الثقافي، أشار السفير إلى فعالية "القافلة الثقافية الكورية" التي تُقام حاليًا في جامعة الإسكندرية، والتي تتضمن عروضًا للموسيقى التقليدية الكورية وK-Pop والملابس التقليدية الكورية (هانبوك).
وأضاف أن هناك خططًا لإنشاء مركز لتعليم اللغة الكورية في جامعة الإسكندرية العام المقبل استجابة للطلب المتزايد من المصريين في الإسكندرية لتعلم اللغة الكورية، كما اقترح تنظيم فعاليات ثقافية مشتركة بمناسبة الذكرى الثلاثين للعلاقات الدبلوماسية بين البلدين في عام 2025.
كما قدم السفير مشاريع التعاون التنموي الجارية في الإسكندرية، بما في ذلك مشروع لإنشاء نظام رقمي للتفتيش السريع وتتبع المواد الخطرة في الموانئ والمرافئ في جميع أنحاء مصر، بما في ذلك ميناء الدخيلة، لدعم كفاءة معالجة الجمارك وهو مشروع بقيمة 11 مليون دولار.
وتناولت المناقشات برنامج تدريب مهني سيتم تنفيذه بالتعاون مع برنامج الغذاء العالمي في مركز التدريب المهني والتوظيف التابع لجمعية رجال الأعمال بالإسكندرية، وهو مشروع بقيمة 6 ملايين دولار.
وأعرب المحافظ عن تقديره لجهود السفير كيم وأشاد بالنمو المستمر للتبادلات الثقافية والشعبية بين البلدين. وأكد على قيمة المشاريع الكورية في الإسكندرية، داعيًا إلى توسيع العلاقات التعاونية بين الجانبين.
وفي ختام زيارته للإسكندرية، قام السفير كيم بجولة في ميناء الدخيلة ومركز التدريب المهني، مواقع مشاريع التعاون التنموي، حيث ناقش خطط التعاون مع الأطراف المعنية، كما التقى بممثلي جمعية رجال الأعمال بالإسكندرية لمناقشة بيئة الأعمال في المدينة.