يعتزم الرئيس الأمريكي جو بايدن، تشكيل فريق عمل للطوارئ للتحقيق في هجوم إلكتروني واسع النطاق أثر على مئات الآلاف من عملاء شركة مايكروسوفت حول العالم، وهو ثاني هجوم قرصنة كبير يضرب الولايات المتحدة منذ الانتخابات الرئاسية في نوفمبر الماضي.
ومن المقرر أن تقوم العديد من الوكالات الحكومية الأمريكية بما في ذلك مكتب التحقيقات الفيدرالي "إف.بي.آي" بتشكيل مجموعة تنسيق موحدة للكشف عن مدى اختراق خدمة "مايكروسوفت إكستشينج سيرفر" (منتج يختص في مجال المراسلة والبرامج التعاونية)، حيث توجد مخاوف من أن قراصنة، مزعوم ارتباطهم بالدولة الصينية، تمكنوا من اختراق أنظمة الحواسب سينتظروا لعدة أشهر قبل سرقة المعلومات من تلك الأنظمة، بحسب صحيفة "تليجراف" البريطانية.
وسمح الهجوم، الذي أبلغ عنه الباحث الأمني بريان كريبس لأول مرة في 5 مارس، للمتسللين بالوصول إلى حسابات البريد الإلكتروني لما لا يقل عن 30 ألف منظمة في الولايات المتحدة، وفقا لصحيفة "جارديان" البريطانية.
ومن المرجح أن يؤثر هذا الهجوم على الاتحادات الائتمانية وحكومات المدن والشركات الصغيرة، وفي مسعى من جانب المسؤولين الأمريكيين للوصول إلى المتضررين، حث مكتب التحقيقات الفيدرالي "إف. بي.آي" المتضررين على التقدم ببلاغات.
وقال خبراء في مجال الأمن السيبراني مطلعون على الهجوم إنه "عدواني بشكل غير عادي"، حيث تم التسلل إلى الحسابات باستخدام أدوات تمنح المهاجمين "تحكما كاملا عن بُعد في الأنظمة المتأثرة".
وحثت وكالة الأمن السيبراني وأمن البنية التحتية الأمريكية " سي. آي. إس. إيه" جميع المؤسسات التي تستخدم "مايكروسوفت إكستشينج سيرفر" لفحص الأجهزة بحثا عن نقاط الضعف.
وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض جينيفر بساكي في مؤتمر صحفي، الجمعة الماضية، إن الاختراق يمثل "نقطة ضعف كبيرة يمكن أن يكون لها آثار بعيدة المدى".
وأضافت: "نحن قلقون من وجود عدد كبير من الضحايا ونعمل مع شركائنا لفهم نطاق الهجوم".
ويأتي الاختراق الأخير في أعقاب هجمات "سولارويندز"، وهي سلسلة منفصلة من الهجمات المعقدة المنسوبة إلى روسيا، والتي استهدفت حوالي 100 شركة أمريكية و9 وكالات فيدرالية.
بدورها، قالت شركة مايكروسوفت إنها لم ترصد أي دليل على أن الجهة التى تقف وراء هجمات "سولارويندز" اكتشفت أو استغلت أي ثغرة أمنية في منتجات مايكروسوفت وخدماتها.