* أنا فى قلوب الناس بأعمالى وتاريخى.. وغيابى عن موسم درامى لا يعنى أننى غير موجود
* لست متضايقًا من عدم تكريم الدولة لى.. ولم أنتظر أى أوسمة أو نياشين.. فالشعب المصرى والعربى منحنى من التقدير والتكريم ما يكفينى
• بسبب احترامى للمشاهدين رأيت ضرورة تأجيل تصوير «فالانتينو» حتى يخرج بالشكل المناسب
* لم يواجه مسلسلى أى أزمة مالية أو تسويقية.. وضيق الوقت هو السبب الرئيسى فى عدم التحاقه بالموسم الرمضانى
وأنت تتحدث عن الفنان والنجم الكبير عادل إمام لا يمكن لك سوى أن تستخدم اسم التفضيل، فمثلا هناك عدد كبير من النجوم، لكنه يظل الأكثر نجومية، وهناك من يتقاضى أجرا باهظا، إلا أنه الأكثر أجرا، وهناك من يتمتع بشهرة كبيرة، ولكن يبقى الزعيم أشهرهم، وهناك من الفنانين من يتمتع بحب الناس، لكنه الأكثر تربعا فى قلوب الجمهور فى مصر والوطن العربى، وهكذا تظل تستخدم اسم التفضيل بشكل طبيعى، وبدون أى مبالغة، فهذا واقع لا يمكن أن ينكره حتى هؤلاء الذين ينتقدون بعض أعماله.
وإذا كان الصحفى يضطر أحيانا للجوء لبعض المواقع مثل «ويكيبيديا» وغيرها، ليستعين ببعض المعلومات عن الشخصية العامة التى يحاورها أو يعد ملفا صحفيا عنها، لكن مع عادل إمام لا تحتاج لأى وسيلة تساعدك على جمع معلومات عنه، فهو راسخ بأعماله وتاريخه فى أذهان الناس، الصغار منهم والكبار.
كما أنه مع عادل إمام لن تجد صعوبة فى كتابة مقدمة عنه، فيكفى أن تستعين بكلمات محبيه من اهل الفن الذين طالما تحدثوا عنه بكل حب وتقدير، وأذكر منهم الفنان الكبير الأستاذ الراحل فؤاد المهندس وهو يصف «إمام» بـ «تلميذه البكرى»، الذى اختاره بنفسه ليشاركة بطولة مسرحيته «انا وهو وهى»، فى أول عمل فنى له، بعد ما لمس فيه الموهبة والذكاء وحُسن اختيار الموضوعات التى يقدمها، ويجيد العمل على نفسه، حتى أصبح نجما كبيرا.
كان هذا هو حالى، وأنا أستعد لكتابة تفاصيل الحديث الذى دار بينى وبين النجم الكبير عادل إمام، فكثيرا ما كنت أشعر أن القلم يدرك ما يكتبه دون أن أملى عليه كلماتى، أو حتى أجتهد فيها.
ورغم أننى لم أكن بحاجه لمناسبة لأجرى حوارا مع الزعيم الذى يحتفل يوم 17 مايو الجارى بيومه الأول نحو عامه الثمانين، لكن شاءت المصادفة أن يتزامن مع حديثى معه، العديد من المناسبات، منها خروج مسلسله التليفزيونى «فالانيتنو» من الموسم الرمضانى بعد 7 أعوام متتالية حرص فيها على تقديم عمل درامى كبير لعشاقه وجمهوره، وانتشار دعوات من محبيه تطالب الدولة بضرورة منحه وسام الاستحقاق، وهو الذى أفنى أكثر من ثلثى عمره فى الفن، وتم تكريمه من معظم الدول العربية.
* فى بداية حديثى معه سألته إذا كان حزينا بسبب غيابه عن الموسم الدرامى هذا العام، بعد أن اعتاد فى السنوات الأخيرة على تقديم عمل درامى، رغم الجهد الشاق الذى كان يتحمله، واضطراره فى كثير من الوقت لمواصلة التصوير أثناء العرض ليخرج المسلسل بشكل جيد، رغبة منه فى التواجد بين الناس، لكنه قال منزعجا:
عادل إمام لا يغيب، فأنا موجود عند الناس بأعمالى وباسمى وتاريخى، ولا يعنى خروج مسلسل لى من الموسم الدرامى لشهر رمضان، أننى غبت أو غير موجود، فهذا الكلام غير صحيح بالمرة، وسأظل موجودا فى قلوب الناس.
* فعدت لأسأله عما إذا شعر بأى ضيق بسبب المشاكل التى واجهت مسلسله الجديد «فالانتينو» سواء إنتاجية أو تسويقية ــ كما تردد ــ وهو صاحب هذا التاريخ الطويل المشرف، والنجومية الكبيرة التى تمتد من المحيط للخليج فقال:
كل ما أثير حول المسلسل من تعرضه لمشاكل مادية او تسويقية، أو أشياء أخرى، غير صحيحة بالمرة، ولا يمكن لعمل لى أن يواجه هذا النوع من المشاكل على الإطلاق، ولكن الذى حدث اننا بدأنا التصوير فى وقت متأخر للغاية، ووجدنا أننا لن نستطيع بهذا الشكل أن نلحق بموسم رمضان، الذى اقترب جدا والتصوير فى هذا الوقت الضيق كان سينعكس بالسلب على جودة العمل، وهو ما لن أقبله على الإطلاق، فلقد اعتدت طوال مشوارى المهنى أن أقدم عملا أحترم فيه الناس، وأقدم لهم عملا فنيا يليق بهم، وعليه وافقت على قرار التأجيل، وبالتالى فضيق الوقت كان المشكلة الوحيدة التى عانى منها «فالانتينو» وليس هناك أى سبب آخر، وسوف يتم استكمال تصويره، بعد شهر رمضان.
* وانتقلت بالحديث معه حول الدعوات التى انتشرت مؤخرا مطالبة الدولة بمنحه وسام الاستحقاق، وعن رأيه فيها، وعما إذا كان هذا الأمر له أى تأثير سلبى عليه، خاصة أنه تم تكريمه من معظم الدول العربية فيما عدا مصر، لكنه قال نافيا بشدة:
لم أنتظر يوما أى أوسمة او نياشين، وعدم تكريم الدولة لى لم يسبب لى أى لحظة حزن أو ضيق، فلقد حصلت على أكبر وسام استحقاق فى مصر والوطن العربى وهو حب الجمهور، ولا أبالغ إذا قلت إن حب الناس هو الذى صنع اسمى ونجوميتى، وهو الذى فتح بيتى وساعدنى على تربية أبنائى، وسعيد أن حب الناس ممتد لأولادى ويتوج عملهم فى مجال الفن، وعليه لا يمكن أن أفكر فى أى شيء آخر، فما حصلت عليه من حب وتقدير وتكريم من الجمهور يكفينى ويفيض وانا سعيد جدا به، خاصة ان الحب هو الحاجة الوحيدة التى لا يمكن شراؤها، كما لا يمكن طلبها، فهى تنبع من القلب للقلب، فأنا أيضا أحب جمهورى، وأسعى دوما لإسعاده.
وتابع: أنا أنظر لأعمالى التى قدمتها على مدار مشوارى الفنى، وما حققته من نجاح بفرحة شديدة، فلقد تعاونت فيها مع مؤلفين كبار ومخرجين ساهموا فى هذا النجاح، وتذوقت طعم الشهرة وصنعت اسما وتاريخا وأشعر دوما بحالة رضا.
* طلبت منه تفسيرا عن سبب تربعه على عرش النجاح بهذا الشكل وعلى مدار سنوات طويلة، لدرجة أن أطفال هذا الزمن يعرفونه وينادونه باسم شخصياته التى يلعبها فى أعماله الدرامية خاصة اسم «بهجت أبوالخير» الذى قدمها فى مسلسل «صاحب السعادة» فقال:
أنا أيضا اندهش حينما أفاجأ أن الأطفال تعرفنى، وأكون سعيدا للغاية بهذا الأمر، فالكبار والصغار يحبوننى، إذن فالحب هو السبب.