وجدت نور، التي عملت كصحفية وناشطة لحقوق المرأة باليمن، ابنتها المراهقة، تحت تهديد الأسرة لتزويجها في سن 14 عاما، بينما يواجه أولادها الـ3 الأصغر مصيرا مظلما خلال الحرب الأهلية؛ فباعت جميع ممتلكاتها، وبدأت رحلتها لإيجاد الأمان لأبنائها.
وتقول نور، ذات الـ29 عاما، لصحيفة "الجارديان" البريطانية، إنها بدأت الرحلة منتصف نوفمبر 2019، لتطول مغامرتها المحفوفة بالخطر 8 أشهر، قضتها مع المهربين الخطرين.
وأضافت نور، أنها لم تستطع حمل الكثير معها، فبعد ترك أبنائها عهدة للأقرباء لحين تأمين الموقف وبعد بيع مصوغاتها لم تجلب معها سوى المال وحمض الكبريتيك الذي استخرجته من بطارية السيارة؛ للدفاع عن نفسها حال تعرضت خلال رحلتها لعملية خطف كتلك التي يقع ضحيتها آلاف المهاجرين دائما.
وسارت نور، بداية بالطائرة ومن ثم عبرت الصحراء بواسطة سيارة جيب، وبعدها أكملت مع المهربين على قدميها.
وقالت نور، إنها في إحدى المرات ضاعت من مرافقيها في ليل الصحراء البارد، وأُصيبت بيديها وقدميها حتى وصل إليها المهربون الذين كانوا معها بأعجوبة.
وعبرت نور 8 دول هم: "مصر ومالي وموريتانيا والجزائر والمغرب وإسبانيا وفرنسا"، حتى وصلت إلى بريطانيا.
وتوضح أن أصعب الحدود التي واجهتها هي الحدود الجزائرية المغربية حيث حاولت 16 محاولة فاشلة للعبور حتى نجحت أخيرا.
وأضافت نور أنها رغم عدم حاجتها لاستخدام الحمض بحوزتها؛ لعدم حدوث أمر خطير، إلا أنها تعرضت لبعض الإهانات خلال محاولتها المرور بين إسبانيا وفرنسا.
وتقول نور، إنها بعد ما أنهت جميع ما لديها من مال وهو 17 ألف يورو، كانت آخر مراحل رحلتها بالعبور من كلايس الفرنسية عبر القناة الإنجليزية لبريطانيا، فقد كانت في قارب مكدس أكثر من العدد المناسب ما جعله يترنح ويغرق ولكن خفر السواحل البريطانيين أنقذوها.
وتقوم نور بإتمام إجراء لجوئها للمملكة المتحدة بينما تجهز لجلب أبنائها معها لبر الأمان.