• من يديرون المشهد الحالى داخل البرلمان يحاولون إعادة إنتاج «الوطنى»
• بعض الأحزاب عرضت على نواب الوطنى السابقين ملايين للترشح باسمها فى الانتخابات الأخيرة.. ولو خاض «سرور» «وعزمى» الانتخابات لاكتسحاها
• مبارك أدار البلاد بشكل ناجح فى الـ15 سنة الأولى.. وعز أدخله السجن
• معرفة «الشاذلى» لكل أسرار النواب مكنه من السيطرة عليهم.. ومن يديرون المشهد البرلمانى يحاولون إعادة أساليب الحزب الوطنى
• انتخابات النواب الأخيرة لم يتم تزويرها بشكل ممنهج.. لكن مرحلة ما قبل الصندوق كارثة
• من شكلوا ائتلافا يعملون ضد الرئيس.. وترك العملية السياسية للأمن سيسبب خسائر كبيرة
• أرجو من سيف اليزل ألا يكون مثل «عز».. وتصرفات «دعم مصر» تخلق قوى معارضة للرئيس
• ترشح «عكاشة» لرئاسة البرلمان يقلل من النظر للمنصب.. والبعض يتبع الأسلوب الإسرائيلى فى التفاوض على المناصب
• حذرت من حدوث ثورة جياع بعد أحداث تونس.. وقيل لى وقتها متكبرش الموضوع
ظل زعيما للأغلبية فى مجلس الشورى المصرى لفترة طويلة، قبل أن يصبح آخر أمين عام للحزب الوطنى قبل صدور قرار بحله فى السادس عشر من إبريل 2011، عقب ثورة 25 يناير.
«الشروق» حاورت محمد رجب، بمناسبة الجلسة الافتتاحية لمجلس النواب الجديد اليوم، للتعليق على المشهد السياسى والبرلمانى من واقع خبرته البرلمانية والسياسية خاصة مع اقتراب الذكرى الخامسة لثورة 25 يناير، فى ظل دعوات من جانب جماعة الإخوان وأنصارها للتظاهر.
ــ هناك دعوات للتظاهر فى 25 يناير من جانب الإخوان وبعض انصارهم، فهل تعتقد أن نموذج 25 يناير 2011 قابل لإعادة الانتاج؟
من وجهة نظرى مستحيل إعادة انتاجه، فقبل 25 يناير 2011 كانت هناك حالة احتقان واسعة، وكانت هناك رغبة لدى المواطن العادى فى إحداث تغيير بأى شكل بسبب الأوضاع الاقتصادية القاسية والخدمات المتدهورة، كما أن واحد من الأسباب الرئيسية التى أدت للثورة كان نتائج انتخابات مجلس الشعب 2010 والتى لو كانت تمت بالطريقة الصحيحة لما كنا وصلنا إلى ما وصلنا إليه.
ــ كنت تتولى موقعا قياديا فى الحزب الوطنى فلماذا لم تتحدث وقتها؟
قلت وحذرت من حدوث ثورة جياع خاصة بعد أحداث تونس، وقيل لى وقتها متكبرش الموضوع، وقلت لهم إنه ليس معقولا أن المعارضة كلها تسقط فى الانتخابات فرد على أحمد عز وقالى يعنى ننجحهم بالتزوير؟! فابتسمت وقلت له مصر كلها تقول إنك زورت الانتخابات ونحن لا نملك ما نرد به
ــ البعض يشبه البرلمان الحالى ببرلمان 2010 فإلى أى مدى ترى صحة ذلك؟
الانتخابات الحالية لم يشوبها أى تزوير ممنهج والظاهر أنها تمت بدون تزوير فى الصندوق، لكن ما قبل الصندوق هناك كوارث عديدة حدثت، أولها شراء الأصوات بأرقام باهظة لم تعرفها مصر فى حياتها، لقد خضت انتخابات عديدة، ولم أرَ فى حياتى هذا الكم من المبالغ التى اسُتخدمت، فلأول مرة نرى حزبا خصص مليار جنيه للعملية الانتخابية، وآخر خصص 400 مليون جنيه، وأنا أعرف بنفسى أن نواب الحزب الوطنى السابقين لم يذهبوا لهذه الأحزاب، ولكن هذه الأحزاب هى من ذهبت إليهم، ودفعت لهم مبالغ كبيرة بدأت من 500 ألف ووصلت حتى 3 ملايين جنيه كى يقبلوا الترشح باسمها.
هذه الأحزاب لم ترب كوادر، ولكنها اشترتها مثلها مثل الذى ينزل إلى السوق فيشترى ما يشاء بأمواله، وللأسف هذا الأسلوب لا يبنى نظاما سياسيا سليما أو برلمانا قويا.
وإذا سألتنى رأيى هناك أوجه اختلاف بين هذا البرلمان وبرلمانات الحزب الوطنى، أولها أن أعضاء مجلس النواب الحالى يفتقرون للتنظيم، وهنا أشير إلى أن من شكلوا تحالفا وقالوا إنهم ممثلون للدولة «يعملون ضد الرئيس» لأنهم يستخدمون أسلوب الدبة العمياء فبدلا من أن يساندوا الرئيس بالحقيقة يساندوه بالتزييف، وهذا راجع إلى أن خبرتهم التنظيمية والسياسية قليلة للغاية، فهم لعبوا على بعضهم البعض الاعيب سيئة قبل الانتخابات فى قائمة فى حب مصر، واستبعدوا بعض الأسماء قبل ساعات قليلة من غلق باب الترشيح.
ــ هل ترى أن اللواء سامح سيف اليزل منسق تحالف «دعم مصر» قادر على قيادة الأغلبية فى البرلمان، وهل تشبيهه بأمين تنظيم الوطنى أحمد عز صحيح؟
أرجو منه ألا يكون أحمد عز جديدا وألا يكون مثل زعماء الأغلبية السابقين، وعليه أن يعى ذلك جيدا، فزعيم الأغلبية مهمته أن ينظم مشاركة الأغلبية، لأن المجلس الحالى لا يوجد به أى معارضة للرئيس أو النظام، ممكن يكون فيه معارضه للسياسة الخارجية أو الاقتصادية على سبيل المثال ولكن لا توجد معارضه للرئيس.
بالتالى عندما تقسم المجلس لمجموعة تحب «النظام»، فهذا يعنى أن هناك مجموعة الأخرى لا تحب النظام؟ ما يخلق معارضة للرئيس، ومن قاموا بتسمية أنفسهم «فى حب مصر» يعرفون من اللحظة الأولى أنهم مختلفون، وأقول للرئيس ليس كل من لا يقف معك يكون ضدك، ففى هذا المجلس وطنيون 100% ومع الوطن 200% ومع الرئيس 500% فلماذا يريد البعض تحويلهم إلى أن يكونوا معارضين.
وأنا فى تصورى أن ائتلاف «دعم مصر» الموجود حاليا من الصعب السيطرة على أفراده «ولو كنت فاكر إنك تقدر تربطهم مش هتقدر لأنهم مجتمعين الآن بسبب تقسيم الكعكة المتمثلة فى لجان البرلمان»، فمنهم من يريد أن يكون رئيسا أو وكيلا أو أمين سر، وبعد ذلك سينصرف كل منهم فمن حصل على منصب سيحاول المحافظة عليه و«اللى مخدش حاجة هيخبط فى الآخرين» وللأسف من يديرون المشهد داخل البرلمان يحاولون إعادة انتاج «اساليب» الحزب الوطنى.
فعلى سبيل المثال كنا فى الحزب الوطنى عند اختيار رؤساء اللجان كانت أمانة الحزب تقوم باختيار أسماء رؤساء اللجان والوكلاء، ثم تبلغ النواب فى المجلس ولا أحد منهم يملك أن يخالف هذه الاختيارات، لدرجة أنه كان يتم تعليق ورقة فيها أسماء اختيارات أمانة الحزب على باب كل لجنة بالمجلس فى يوم الانتخابات الداخلية حتى يعرف أعضاء الحزب من سيختارونه.. «فهل من يديرون المشهد يقدرون على فعل هذا الآن؟».
وهنا أيضا يحضرنى موقف مهم متعلق باختيار الدكتور رفعت المحجوب رئيسا لمجلس الشعب، فالمصادفة وحدها لعبت دورا فى توليه المنصب، حيث كان مبارك قد قرر أن يتولى فؤاد محيى الدين رئيس الوزراء وقتها رئاسة البرلمان، على أن يتم اختيار المحجوب رئيسا للوزراء، ولكن جاء موت محيى الدين المفاجئ وكانت انتخابات مجلس الشعب قد أجريت، ولم يبق فقط سوى أن يختار رئيس الجمهورية العشرة المعينين، فحاول مبارك أن يتدارك الموقف بتعيين المحجوب من بين المعينين لحل الأزمة، وخلال اجتماع مبارك مع الهيئة البرلمانية للحزب لإعلان اسم مرشحهم لرئاسة البرلمان قبل الجلسة الافتتاحية، قال أحد النواب يدعى حسن حافظ، لمبارك إن المحجوب معين وليس من المناسب أن نختار رئيس مجلس من المعينين فرد عليه مبارك ساخرا «ما انتو كلكم معينين» ــ فى إشارة للطريقة التى فازوا بها بمقاعد البرلمان ــ وفى الانتخابات التالية رشح المحجوب نفسه فى دائرته وفاز بعد ذلك.
ــ هل ترى فى المشهد السياسى الحالى شخصيات سياسية قادرة على أن تكون رمانة الميزان لأداء المجلس؟
هناك الكثير فى الحياة السياسية ولكنهم احجموا عن خوض الانتخابات الأخيرة فأنا رأيى الشخصى لو أن شخصية مثل أحمد فتحى سرور أو زكريا عزمى خاضت الانتخابات الأخيرة لنجحت باكتساح، نظرا لما قدماه لدائرتى السيدة زينب والزيتون.
ــ طالما الأمر كذلك لماذا لم تفكروا فى إعادة الحزب للحياة من جديد؟
البعض يقول إن الحزب الوطنى ظل مسيطرا على البرلمان لمدة 30 عاما فمن الناحية النظرية هذا الكلام صحيح ولكن من الناحية العملية ليس الحزب الوطنى هو من كان يسيطر، ولكن العائلات هى التى تسيطر والحزب دوره أن يقوم بالاختيار من هذه العائلات، الأمر ملخصه أن «هذا مقعد العيلة الفلانية، وهكذا» لذلك الصراع فى الانتخابات كان بين العائلات.
ــ وكيف ترى الترشيحات الحالية لمنصب رئيس البرلمان مثل توفيق عكاشة؟
عكاشة كان معنا فى الحزب الوطنى، وكان معى فى آخر جلسات قبل حل الحزب عقب 25 يناير، لكن رأيى الشخصى إعلان ترشحه لرئاسة المجلس يقلل من النظرة لمنصب رئيس البرلمان، إضافة إلى أن البعض يتعامل فى هذا بمنطق «على السقف عشان أنزل على حاجة كويسة بمعنى يقولهم يترشح على منصب الرئيس فيقولوا خليك على الوكيل»، وهكذا فهم ساعات يطلبون ما يستحيل تنفيذه لتصل إلى الممكن، والبعض يتبع الأسلوب الإسرائيلى فى التفاوض بمعنى طرح المستحيل للوصول للممكن.
ــ فى تقديرك، من الأنسب لرئاسة البرلمان من واقع خبرتك البرلمانية؟
أعتقد أن المنافسة الحقيقية والأنسب تكون بين كل من الدكتور على عبدالعال وأنا أعرفه جيدا والمستشار سرى صيام.
ــ كثر الحديث عن تدخل أجهزة أمنية فى المشهد السياسى، فما هو الفرق بين مرحلتكم السياسية والمرحلة الحالية فيما يتعلق بهذه الجزئية؟
أيامنا كنا نذهب إلى الأمن فى أوقات ونطرح نحن عليه الأسماء التى اخترناها وكان دوره إعطاء المعلومات المتاحة لديه عن الشخصيات، والأطراف السياسية هى من تتخذ القرار النهائى على مسئوليتها، وكان هناك تبادل للأراء ولا يتم ترك العملية السياسية للأمن، لأن تركها بشكل كامل للأمن ستكون الخسائر كبيرة فالأمن يخضع للسياسة لكن السياسة لا تخضع للأمن.
وأعطيك مثالا على ذلك، ففى إحدى المرات كنت زعيم الأغلبية فى مجلس الشورى، ومقعد الفئات بمجلس الشعب فى دائرة الجمالية كان قد خلا وبه مشكلة حيث لا يجد الحزب اسما يقوم بترشيحه للمقعد، فاتصل بى كمال الشاذلى واستدعانى لمكتبه وعندما دخلت وجدته هو وصفوت الشريف، ويوسف والى أمين عام الحزب الوطنى الأسبق، وحسن الألفى وزير الداخلية الأسبق، إضافة إلى رئيس مباحث أمن الدولة وقتها، وأحد قيادات المخابرات، فقالوا لى دائرة الجمالية بها مشكلة ونريد أن نرشحك لأن مبارك رفض ترشيح أحد الوزراء بها وقال كفاية وزراء، ورفضت حينها لأنى كنت ارتضى دورى فى مجلس الشورى، ووقتها طرح الشاذلى، عضوا وقياديا بالحزب الناصرى اسمه محمود زينهم وتم ترشيحه بالفعل.
ــ ولكن وفقا لما رويته فالأجهزة الأمنية كانت حاضرة هذا الاجتماع؟
كان هناك تحديد لدور ومسئولية أجهزة الأمن وقتها، فلم نكن نطلب منه ترشيح أفراد ولكن كنا نحن من نطرح الأسماء، وهو يرد بما لديه من معلومات عنها، فلابد أن يكون الترشيح مسنودا بمباركة أمنية، وبالمناسبة الأمن عامل علاقة مع جميع الأحزاب السياسية ولكن يجب أن يكون دور الأمن استشاريا فقط بخصوص معلوماتهم عن الأسماء والشخصيات».
فى آخر انتخابات لمجلس الشورى لم ينجح من مرشحى أحزاب المعارضة سوى اثنين فقط أحدهم عن الحزب الناصرى بدائرة الأزبكية، ووقتها قام أحد قيادات أمن الدولة حينها بالاتصال بالأمين العام للحزب الناصرى وقاله عايزين نديلكم هدية تقبلوها؟، فرد عليه الأمين العام للحزب، قائلا: «طبعا النبى قبل الهدية»، فقال له نريد أن نعطيكم مقعدا فى مجلس الشورى، وطلب منه ترشيح اسم من مرشحى الحزب فكان من نصيب مرشح دائرة الأزبكية، ونجح دون أن يعلق لافتة واحدة.
ــ هناك جدل حول رغبة البعض فى إجراء تعديل دستورى وهناك حديث بشأن صلاحيات مجلس النواب، فهل ترى أن صلاحياته تتغول على صلاحيات الرئيس؟
صلاحيات البرلمان ليس بها أى تغول على صلاحيات رئيس الجمهورية، ولكن هناك بعض النقاط فى الدستور تحتاج لتعديل أهمها مسألة «ازدواج الجنسية التى تسمح لأن يكون الوزراء والمحافظون مزدوجى الجنسية، وتقصر المنع فقط على رئيس الجمهورية، فلا يصح مثلا أن يكون وزير الدفاع أو أى وزير آخر بالحكومة يحمل جنسية دولة أخرى، والسبب فى ذلك النص، هو أن اللجنة التى وضعت الدستور عدد كبير منها مزدوجى الجنسية لذلك يجب تعديل هذا النص.
وأقول لمن يطالبون بزيادة مدة الفترة الرئاسية لتكون خمس سنوات بدلا من 4 حتى تتماشى مع مدة البرلمان، فلماذا لا تعدلوا مدة البرلمان لتصبح 4 سنوات بدلا من 5؟
ــ فى تعليق قصير ماذا تقول لهذه الشخصيات بعد مرور 5 سنوات على ثورة 25 يناير.
الرئيس الأسبق حسنى مبارك؟
الرئيس مبارك رجل وطنى وقائد سياسى محترم أدار البلاد إدارة ناجحة فى الـ10 أو الـ15 سنة الأولى من حكمه ثم بعد ذلك تحكمت مجموعة أخرى فى قراراته.
صفوت الشريف؟
بعد فصله من جهاز المخابرات فتح سوبر ماركت فى العباسية، حتى أشار عليه أحد معارفه بتقديم تظلم ليعود لعمله بعد وفاة الزعيم الراحل جمال عبدالناصر، ولكن قانون المخابرات يمنع عودة الأفراد إليه بعد خروجهم منه لأى سبب، وعندما علم السادات بالأمر قال شوفوله حتة يرجع فيها، فطلب العمل فى الإعلام وكان وقتها الدكتور أحمد كمال أبوالمجد هو وزير الإعلام فرفض فى البداية قبل أن يرسل أوراقه لهيئة الاستعلامات.
وبعد ذلك عند تأسيس الحزب الوطنى أنا من رشحته ليكون أمينا للحزب فى قصر النيل حيث كان وقتها مقر هيئة الاستعلامات هناك.
وعندما أسس الحزب معهدا ليكون بمثابة مركز دراسات طلب منا منصور حسن ترشيح 5 أسماء فى عدد من التخصصات السياسية والاقتصادية والعلاقات الدولية، فاعترض وقتها صفوت الشريف على اثنين من الأسماء التى طرحتها وكان أحدهما على الدين هلال، وعندما طلب منصور من الشريف توضيح سبب الاعتراض، قال إن هلال كان يعمل مع المخابرات كباحث، وعندما قال له منصور وعرفت منين فقاله الشريف إن طلب الاعتذار المكتوب من على الدين هلال مكتوب على ورقة من أوراق الجهاز، والجهاز كان له ورق خاص به عليه ما يشبه العلامة المائية، وكان هلال يعمل معهم كباحث فى مجاله كاستاذ علوم سياسية وهذا أمر يحدث فى جميع الدول.
كمال الشاذلى؟
معرفته بكل أسرار النواب كان يمكنه من السيطرة عليهم، والنواب كانت تخاف من نظرته.
أحمد عز؟
هو اللى هدم الحزب وهدم الوطن وأدخل مبارك السجن بسبب ممارساته.