في إطار رد الفعل الدولي على المعركة التي تحدث في فلسطين المحتلة، أعلن زعيم كوريا الشمالية كيم جونج أون، عن دعمه للفلسطينيين في ظل عملية "طوفان الأقصى" المستمرة، وردّ الاحتلال عليها بقصف صاروخي طال منازل المدنيين العزل في غزة، وأسفر عن استشهاد المئات حتى الآن.
وقال كيم، إن "فلسطين هي قضية ليست للعرب والمسلمين فحسب، بل إنها مسألة حرية".
ولقد دعمت كوريا الشمالية منذ فترة طويلة حركة التحرير الفلسطينية والمنظمات السياسية المختلفة التي مثلت القضية، منذ عام 1988، واعترفت رسميًا بفلسطين باعتبارها السلطة الشرعية على جميع الأراضي التي تسيطر عليها إسرائيل، باستثناء مرتفعات الجولان.
وتعتبر الحكومة الإسرائيلية بمثابة تابعاً لواشنطن، والفلسطينيين كشعوب مضطهدة تناضل من أجل حريتها.
وزار الراحل ياسر عرفات، زعيم منظمة التحرير الفلسطينية، بيونغ يانغ "عاصمة كوريا الشمالية" عدة مرات، وبعد مرور عام على إعلان عرفات استقلال دولة فلسطين في عام 1988، زار زعيم منظمة التحرير الفلسطينية جمهورية كوريا الشعبية الديمقراطية من أجل "تعميق التعاون التقليدي" بين البلدين.
وكان عرفات يعني التعاون السياسي والعسكري، ولا سيما تدريب عدة مئات من القوات الفلسطينية المحمولة جواً على يد القوات الخاصة الكورية الشمالية وإمدادات الأسلحة الكورية الشمالية.
ومن المرجح أن كوريا الشمالية أمدت الجماعات الفلسطينية بالأسلحة خلال العقد الأول من القرن الـ21، حيث عثرت السلطات التايلاندية على أسلحة كورية شمالية الصنع، بما في ذلك صواريخ أرض جو وقاذفات صواريخ، في طائرة مسجلة في جورجيا بمطار بانكوك في عام 2009، ومن المرجح أن الطائرة كانت متجهة إلى إيران، وأن الأسلحة كانت لحماس وحزب الله، بحسب NK news.
وفي عام 2014، أشارت الباحثة في مجال الحد من الأسلحة، أندريا بيرجر، إلى أن كوريا الشمالية ماهرة في إنتاج أنواع الأسلحة التي تحتاجها حماس، وتشير أبحاثها إلى قدرة كوريا الشمالية على تصنيع قاذفات صواريخ متعددة عيار 240 ملم و120 ملم، والصواريخ والصمامات المرتبطة بها، وبنادق AK-47 والذخيرة، وقذائف RPG-7 ومجموعة متنوعة من الرؤوس الحربية، بالإضافة إلى صواريخ أرض جو.
كما أن يتجه محللون إلى تحليل صور ومعلومات الأسلحة التي توجها حماس تجاه إسرائيل، وفي عام 2021، ذكر أن كوريا الشمالية باعت صواريخ موجهة مضادة للدبابات لكتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، ولاحظ المحللان ستيجن ميتزر، وجوست أوليمانز، أن المجموعة تلقت على الأرجح الصواريخ من كوريا الشمالية عبر إيران.
وفي عام 2017، أدانت كوريا الشمالية إسرائيل بسبب سياستها النووية، واتهمت الدولة المحتلة بانتهاك حقوق العرب في جميع أنحاء الشرق الأوسط.
وفي بيان رسمي لوزارة الخارجية هددت بمعاقبة إسرائيل واتهمت ليبرمان "وزير الدفاع الإسرائيلي" بالإدلاء بتصريحات “متهورة وخبيثة” أهانت قيادتها، بعد أن انتقد الدولة الآسيوية ووصف قيادتها بـ"المتطرفة والمجنونة".
وجاء في البيان، أن "إسرائيل هي المالك الوحيد غير القانوني للأسلحة النووية الذي يتمتع بدعم الولايات المتحدة، لكن إسرائيل تهاجم كوريا الشمالية لامتلاكها أسلحة نووية، هذه خطوة ساخرة تهدف إلى صرف الانتباه عن جرائم إسرائيل ضد الإنسانية".
وبحسب وكالة رويترز، ألقت وسائل الإعلام الرسمية في كوريا الشمالية، باللوم على إسرائيل في التسبب في إراقة الدماء في قطاع غزة، مما أثر للمرة الأولى في الاشتباكات العسكرية بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية حماس.
ونشرت رودونغ سينمون، الناطقة باسم حزب العمال الحاكم، مقالاً موجزاً عن الصراع والخسائر البشرية، بعد عملية طوفان الأقصى، وقالت الصحيفة: "هذا الاشتباك كان نتيجة للأعمال الإجرامية الإسرائيلية المستمرة ضد الشعب الفلسطيني، وأن المخرج الأساسي هو بناء دولة فلسطينية مستقلة".