الطبيب قائد معجزة إخراج سيخ من رئة عامل: استغرقنا ساعتين واستفاق بعد ربع ساعة ولم يدفع مليما - بوابة الشروق
الأربعاء 9 أكتوبر 2024 4:16 ص القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

الطبيب قائد معجزة إخراج سيخ من رئة عامل: استغرقنا ساعتين واستفاق بعد ربع ساعة ولم يدفع مليما

بسنت الشرقاوي
نشر في: الخميس 10 نوفمبر 2022 - 9:04 م | آخر تحديث: الجمعة 11 نوفمبر 2022 - 1:15 م

في جراحة نادرة لإصابة خطيرة، تمكن فريق من أطباء مشفى قصر العيني في القاهرة، بقيادة الدكتور جون ملطي فؤاد استشاري جراحه القلب والصدر من إجراء جراحة دقيقة وخطيرة، لاستخراج سيخ حديدي نفذ إلى صدر عامل بناء مخترقا رئته.

استطاع ملطي قيادة الجراحة المعقدة بمهارة ودقة شديدين، بمساعدة طبيب التخدير أحمد مرتضى، ومساعد الطبيب محمد حسن، والطبيب المقيم أحمد كامل، والممرضة أسماء، الذين أنجزوا العملية الدقيقة بنجاح في أقل من ساعتين، ليستقر وضع المريض الذي كان على المحك!

وتحدث الدكتور ملطي لـ"الشروق" عن تفاصيل الجراحة، التي وصفها ب "النادرة والإعجازية" نظرا لشدة الإصابة وخطورة التعامل معها جراحيا، فقال إن أطباء الطواريء فوجئؤوا برجل يدخل المستشفي في الساعة 12 منتصف ليل الاثنين، مصابا بسيخ بناء مسلح سقط على ظهره من الدور ال11، ليخترق صدره.

وأضاف: "فور علمي بالحالة توجهت مسرعا إلى المشفى لإجراء العملية، لأنه في هذه الحالات الصعبة يتم استدعاء الأطباء الاستشاريين لإجراء جراحات هذا النوع، وأسرعنا في تجهيزات الجراحة والتحاليل اللازمة وفي خلال ربع ساعة كانت غرفة العمليات والأطباء جاهزين لإنقاذ المصاب".

وتابع: "المشهد كان جلل لأن السيخ كان بارزا من الجهتين، ظهر وصدر المصاب، لذا لم يتمكن من الإستلقاء لإجراء الأشعة، وبالتالي كان عنصر المفاجأة ينتظرنا في غرفة العمليات فلا نعرف ما الذي أصيب داخل صدره القلب أم الرئة".

أوضح ملطي أن الجراحة كانت معقدة جدا ودقيقة للغاية لأن إصابة السيخ الحديدي كادت تلامس الشريان الأورطي للقلب لولا العناية الإلهية: "استلقى المصاب على جنبه الأيمن لإجراء الجراحة بعد مجهودات طبيب التخدير أحمد مرتضى، وبعدها بدأت في فحص القلب فوجدت السيخ ماكثا فوق الشريان الأورطي المنبثق من القلب ويكاد يقطعه في حال تم تحريكه، وكأن العناية الإلهية وعدم إقبال أي فرد على نزع السيخ ساهما في إنقاذ حياة المصاب".

وتابع: "جاءت اللحظة الدقيقة والفارقة في حياة المصاب، فإما أن أنزع السيخ ويقطع الشريان الاورطي الرئيس للدم، أو أحاول سحب السيخ بحثاثة شديدة، وهذا ما قد كان، استخدمت فوطة طبية صغيرة ووضعت يدي تحت الشريان لحمايته وسحب طبيب أخر السيخ رويدا حتى تمكنا من إخراجه بسلام".

أردف ملطي أنهم وجدوا شرخ في الضلع الأيسر وإصابة بالغة أخرى في النصف الأيسر للرئة، فتم تركيب أنبوب تنفسي في النصف الثاني السليم للرئة حتى يتمكن من علاج وحياكة النصف الأول المصاب: "الحمد لله استطعت معالجة النصف الأيسر من الرئة بترميمها وأجرينا اختبارا خلال العملية بنفخ الهواء في النصف المصاب للتأكد من عمله بشكل طبيعي وقد كان".

واستكمل: "بعد ذلك طهرنا وخيطنا كل الجروح وأنهينا العملية في أقل من ساعتين، وبعدها بربع ساعة فقط استفاق المريض على غير العادة في العمليات المشابهة لتلك العملية، التي من المفترض أن يخرج منها المريض على جهاز تنفس صناعي، لكن لم يحتج لذلك أيضا وكان يتنفس على نحو طبيعي!".

أكد مالطي على أن المريض لم يدفع مليما واحدا منذ دخوله المشفى وحتى يتماثل للشفاء ويخرج منها: "هذه العملية النادرة أنجزها أطباء قصر العيني للمصاب مجانا دون أن يدفع مليما واحدا منذ دخوله وحتى خروجه منها بعد انتهائه من تلقى العلاج".


* خروج المصاب خلال أيام

أما مساعد الطبيب محمد حسن، 29 عام، أحد الأطباء المشاركين في إنجاح العملية، فوصف ل "الشروق" صدمته من هول الإصابة معبرا: "المشهد كان صعبا وصادما للغاية لكنا اعتدنا مشاهدة تلك الحالات الحرجة كون مستشفى قصر العيني وجهة الحالات المستعصية".

وتابع: "أجرينا الإسعافات الأولية فور وصول المصاب والتحاليل المطلوبة للجراحة وعلى الفور تواجد فريق أطباء جراحة القلب والصدر والتمريض على أتم استعداد لإجراء الجراحة".

وأوضح حسن أن حالة المصاب كانت طبيعية ومستقرة بعد الجراحة: "لم يحدث له أية مضاعفات بعد الجراحة، وتمكن من تناول الطعام والجلوس برفقة أهله، وقد يخرج من المشفي بعد أيام".



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك