تضم السينمات خلال شهر نوفمبر عددا متنوعا من الأفلام المصرية، حيث بدأ عرض "الهوى سلطان"، و"وداعاً حمدي"، و"رفعت عيني للسماء"، و"آل شنب" وهو الفيلم الذي تُركز عليه السطور القادمة.
فيلم "آل شنب" من بطولة مجموعة من الفنانين، هم: ليلى علوي، وسوسن بدر، ولبلبة، وهيدي كرم، وأسماء جلال، وخالد سرحان، وعلي الطيب، وهبة يسري، ومحمد علاء، ومحمود البزاوي، وضيف الشرف بيومي فؤاد، والذي ظهر بصوته فقط ضمن أحداث الفيلم.
يتنافس فيلم آل شنب مع فيلم الهوى سلطان، وهما من تأليف أيتن أمين وهبة يسري، الشريكتان والصديقتان اللتان كانتا وراء مسلسل "سابع جار"، الذي حقق نجاحاً كبيراً ولا يزال من الأعمال التي لها شعبية على منصات التواصل الاجتماعي، لذلك أفق التوقعات عن العملين كانت مرتفعة.
ولكن لم يستطع فيلم آل شنب تجاوز 3 ملايين جنيه في دور العرض المصرية خلال 9 أيام عرض، كما أنه لم يحقق رواجاً عبر منصات التواصل الاجتماعي، والفيلم تدور أحداثه في إطار كوميدي اجتماعي عن أفراد عائلة يجتمعون في عزاء شقيقهم.
يعاني فيلم آل شنب من ضعف شديد على أكثر من مستوى، وربما ذلك يفسر عدم وجود نقاش جماهيري أو ضجة حوله، حيث تدور الأحداث بشكل عشوائي لا يتبع التسلسل الدرامي المنطقي، كما أن تطور الأحداث به قصور شديد.
يتتبع الفيلم في بدايته علاقة ليلى "أسماء جلال" بوالدتها نيللي "ليلى علوي" كجزء من عائلة "آل شنب"، ويظهر الخلاف بين الأم والابنة في مقدمة الأحداث، كصراع درامي رئيسي، من المفترض أن يتتبعه المٌشاهد، بالإضافة إلى علاقة ليلى بزميلها في العمل، والذي يبدو أنه شخص متلاعب وغير صريح ومع ذلك لا تستطيع ليلى الابتعاد عنه لأنها متعلقة به، وبذلك تكون ليلى محور الأحداث كما يوحي لنا العمل كمشاهدين، ثم يقع حدثاً يغير دفة هذا التمحور، بعد وفاة حسين "بيومي فؤاد" وتبدأ رحلة تجمع الشقيقات وأبنائهم لتقبل واجب العزاء.
منذ ظهور أكثر من ممثل في الكادر وتجمع أفراد العائلة يضيع المشاهد تقريباً بينهم، ونصبح لا نعلم من ينتمي لمن، ومن ابن من، بحيث أن بناء الشخصيات وظهورها غير كاشف لارتباطهم العائلي، ثم تقع مجموعة من الأحداث غير المترتبة على بعضها البعض أو المترابطة، كل حدث في الفيلم هو حدث منفصل مبتور لم يُكتمل.
كما أن زراعة التفاصيل الدرامية في العمل لا تؤدي إلى شيء مفهوم، كل معلومة أو موقف يحدث، يكون أيضاً مبتور غير مكتمل، ولا يترتب عليه نتيجة درامية جديدة، وكأن الأحداث متناثرة في إطار سينمائي مفكك، ومن بين هذه التفاصيل "اللزمات" و "الإيفيهات" الكلامية والتي يتم زرعها وسط المَشاهد دون فهم لدواعيها الدرامية وتأثيرها.
وتحولات الشخصيات دائماً تكون مفاجأة دون منطق درامي أو مبرر، مثل شخصية خالد سرحان، والذي من المفترض أنه يُقدم كرجل خائن ومزواج وغير مرحب به، ولكن فجأة يتحول لرجل طيب يحتوي زوجته ويلعب الكرة مع الجميع في أجواء من المودة والحب، أو شخصية أسماء جلال والتي تكون متمسكة بزميلها في العمل حتى آخر مشهد لها في الإسكندرية ثم فجأة عند عودتها إلى القاهرة تظهر وهي تتركه في المكتب قبل سفرها، وعلاقتها بوالدتها التي تتحول من النقيض للنقيض فجأة على الرغم من زرع إيحاء أنهما لن يتفقا أبداً، وبناء على هذه المفاجآت هناك أيضاً مشاهد تشعر وكأنها تسبق مشاهد أخرى تراتبياً، مثل مشهد مغادرة المنزل، بعد ظهور الأبطال يضعون الحقائب في السيارات ويتحركون، يحدث قطع ويبدأ مشهد لعبهم الكرة، ثم قطع آخر ومشهد السيارات تتحرك.
وتلعب الكاميرا في هذا السياق دوراً غير مفهوماً، حيث يتعمد الصُناع استخدام الزوم المفاجئ على وجوه الشخصيات بشكل مبالغ فيه دون سبب لهذا الاستخدام، بل كان يتكرر في جُمل حوارية عادية لا توحي بأي شيء، ولأن كل توظيف لتفصيلة درامية يجب أن يخدم الدراما ككل، فهذا الأسلوب لم يٌضف أو يٌفسر أموراً درامية حقيقية.
لذلك افتقد الفيلم إلى تماسكه الدرامي، وأصبح مجموعة من الأحداث غير واضحة الملامح، والنتائج غير المفهومة بالنسبة للمٌتلقي، الذي يجد شخصيات غير مرسومة درامياً بشكل دقيق، بل وشخصيات أخرى إضافية يمكن حذف وجودها لأنها غير فاعلة في الأحداث ولا تساهم في تطورها ووسط هذه الحالة ككل افتقد الفيلم لعنصر مهم من العناصر التي يستهدف إبرازها وهو أنه فيلم كوميدي في الأساس.