حذرت غرفة شركات السياحة من تأخر بدء رحلات موسم العمرة الحالى، وأكدت أن اقتصار الرحلات على موسم الذروة بشهور رجب وشعبان ورمضان، مثلما حدث فى العام الماضى سيؤدى إلى زيادة أسعار الخدمات المقدمة للمعتمرين بالمملكة العربية السعودية على نحو كبير، مما أضر بالشركة والمعتمرين على حد سواء.
وأكدت الغرفة فى تقريرها الدورى الذى أعدته لجنة تسيير الأعمال برئاسة الدكتور نادر الببلاوى أن تأخر موسم العمرة تسبب أيضا فى ارتفاع أسعار تذاكر الطيران مما نتج عنه بالتبعية زيادة أسعار البرامج وأثر بالسلب على جودة الخدمات المقدمة لزوار بيت الله الحرام، وعلى أعداد الشركات التى تنفذ السياحة الدينية «العمرة والحج » مما تسبب فى خسائر مالية كبيرة.
وأشار التقرير إلى أن معظم شركات السياحة اضطرت للاستغناء عن عدد كبير من العاملين لديها، ما تسبب فى زيادة نسبة البطالة بالمجتمع.
وطالبت غرفة شركات السياحة ببدء موسم العمرة بصورة مبكرة أسوة بما كان يتم كل عام تفاديا لكل هذه السلبيات.
وأشار التقرير إلى أن تأخر موسم العمرة خلال العام الماضى نتج عنه عدم وجود تأمين طبى على معتمرى شركات السياحة يشمل العلاج وحالات الاخلاء الطبى للطوارئ، مما أثر سلبا على سلامة وأمن المعتمرين المصريين وفرض تكاليف مالية كبيرة على الشركات نتيجة تكفلها باستعدادات خاصة لإعادة معتمريها بعد انتهاء فترات العلاج.
وشدد التقرير على ضرورة التعاقد مع شركة تأمين لعلاج وإخلاء المعتمرين المصابين على غرار ما شهده موسم الحج الماضى، وهو الأمر الذى يتم دراسته حاليا على ضوء التكلفة المالية المتوقعة لهذه الخدمة الاضافية.
وقال باسل السيسى رئيس لجنة السياحة الدينية بغرفة شركات السياحة السابق إن الشركات عقدت عدة اجتماعات لمناقشة أزمة تأخر موسم العمرة حتى الآن.
وأضاف باسل السيسى أن شركات السياحة لديها عدة خيارات ستطرحها خلال الاجتماع، منها تقديم شكاوى إلى رئيسى الحكومة ومجلس النواب ضد المسئولين بوزارة السياحة لعدم قيام الوزارة حتى الآن بتشكيل اللجنة العليا للحج والعمرة أو مناقشة ضوابط موسم العمرة وآليات التشغيل دون سبب معلن.
ونوه على أن الشركات تدرس أيضا منح جميع العاملين لديها إجازات مفتوحة إلى أجل غير مسمى لحين تحديد مصير موسم العمرة، بعد أن تحملت الشركات دفع رواتب بالملايين للموظفين خلال الشهور الماضية دون وجود أى عمل إضافة إلى خسائرها جراء توقف النشاط نهائيا.
وأكد «السيسى» أنه لا يوجد أى مبرر لدى وزارة السياحة لكى تتجاهل مصالح شركات السياحة ورغبات مئات الآلاف من المصريين فى أداء العمرة، خصوصا أن فتح باب العمرة لن يؤثر على الاقتصاد المصرى بأى شكل، فأكثر من 60% من استثمارات العمرة تدور داخل السوق المحلية.
وكشفت مصادر بوزارة السياحة أن موسم العمرة هذا العام سيقتصر على 3 أشهر فقط هى «رجب وشعبان ورمضان» وذلك بسبب الظروف الاقتصادية التى تمر بها الدولة حاليا وحاجتها لتوفير العملات الأجنبية لشراء المستلزمات الرئيسية للأسر المصرية. لافتة إلى أنه من المتوقع أن يبدأ التجهيز لموسم العمرة بداية من يناير المقبل على أن تبدأ الرحلات رسميا خلال فبراير 2018.
وأضافت المصادر أن هناك اجتماعات ستعقد مع مسئولى البنك المركزى لتوفير احتياجات المعتمرين وشركات السياحة من الريال السعودى فور الإعلان الرسمى عن بدء العمرة.
وأوضحت المصادر أن تأجيل بدء العمرة ليس له علاقة باستعدادات الشركات لبدء الموسم بل يتعلق بالأولويات الاقتصادية التى تحتاجها الدولة حاليا، موضحا أن وزارة السياحة هى جزء من مؤسسات الدولة ولا تعمل بشكل منفرد وتتخذ القرارات التى تتوافق مع المصلحة العليا للوطن.
وحذرت شركات السياحة التى تطبع إعلانات عن بدء رحلات العمرة خلال ديسمبر الجارى، وتجمع مبالغ من المواطنين دون وجود قرار رسمى بذلك، واصفا ما تقوم به بالخداع والنصب على المواطنين. مشيرة إلى أن الوزارة ستحاسب تلك الشركات حال تلقيها أى شكاوى رسمية.