تصدر المشهد في دمشق بعد أيام من سقوط نظام عائلة الأسد، الغارات الإسرائيلية التي عملت خلال ٣ أيام على تدمير أي مستقبل عسكري للسلاح السوري، مستغلة الفراغ السياسي خلال المرحلة الانتقالية لتؤدي الغارات المتتالية لتدمير المقر الرئيس لمركز البحوث السوري ذو الـ٤١ عامًا من العمر، والذي عمل على تطوير أسلحة استراتيجية طوال فترة خدمته.
وتسرد جريدة "الشروق"، نبذة عن مركز الدراسات والبحوث السوري الذي تعرض مقره في دمشق لتدمير كامل من قبل طيران الاحتلال الإسرائيلي في عملية ممنهجة لتدمير القدرات العسكرية الاستراتيجية المستقبلية للدولة السورية.
• نشأة بظل حرب الاستنزاف
وظهرت فكرة تأسيس مركز بحثي حكومي سوري عام ١٩٦٩، بقرار من الرئيس السوري الأسبق نور الدين الأتاسي، وكانت سوريا في ذروة حرب الاستنزاف مع دولة الاحتلال الإسرائيلي ليتسلم عبد الله شهيد المتخصص بالطاقة النووية منصب أول مدير للمركز، بحسب كتاب العلوم والتقنية في الشرق الأوسط لضياء الدين سردار.
وتبعت نشأة الهيئة التنظيمية للمركز البحثي تأسيس مقر رئيس له في دمشق عام ١٩٨٣ بدعم من الاتحاد السوفييتي، بينما تمتع موقع المركز بأهمية لقربه من جبل قاسيون ومن الحدود اللبنانية أيضا ما سهل مهمات تعاونية لاحقة مع حزب الله اللبناني وفقا لقناة بي بي سي.
• المركز وأسلحة الردع
وذكرت مواقع عسكرية متعددة كموقع بحوث التسلح وموقع ميليتري بالنس، أن المركز عمل على تطوير الصواريخ الاستراتيجية والباليستية مثل طرازات خيبر، وفاتح وبركان وفلق وزلزال بجانب إنتاج بعض أنواع البنادق منها بندقية جولان المضادة للمدرعات.
وتعرض المركز لعدة اتهامات من المخابرات الأمريكية بتصنيعه السلاح الكيماوي من غازات الخردل والسارين وغاز الأعصاب في إكس.
وتعرض المركز بسبب اتهامات السلاح الكيميائي لسلسلة عقوبات منها حظر التعامل معه في الولايات المتحدة عام ٢٠٠٥، وفرض عقوبات وزارة الخزانة الأمريكية عليه في ٢٠٠٧، وفقا لموقعي البيت الأبيض ووزارة الخزانة الأمريكية الإلكترونيين.
وتسببت الاتهامات للمركز بتصنيع الصواريخ الاستراتيجية. بموجة ضربات من طيران الاحتلال الإسرائيلي عام ٢٠١٣، وفقا لرويترز بينما قام الطيران الأمريكي بضرب مقر المركز في برزا عام ٢٠١٨ بزعم احتوائه على أسلحة كيماوية مستخدمة في مجزرة خان شيخون.
وتوالت الضربات الإسرائيلية لأفرع المركز البحثي البعيدة عن دمشق بين أعوام ٢٠١٩ و٢٠٢٤، وفقا لهآرتس العبرية بينما تخلل تلك الغارات عملية اغتيال مباشرة قامت بها المخابرات الإسرائيلية لقتل مدير فرع المركز في مصياف بتفجير سيارته في عام ٢٠١٧ وفقا للتايمز الإسرائيلية.
وتجدر الإشارة لكون بعثة التفتيش الأممية التي زارت المركز نهاية عام ٢٠١٧، أكدت عدم اكتشافها لعينات تفيد بتصنيع المقر في دمشق للسلاح الكيماوي، ولكن ذلك لم يمنع من استهداف المركز بالغارات الأمريكية في ٢٠١٨ بسبب اتهامات تصنيع أسلحة الدمار الشامل.