قال وزير الخارجية السوداني، علي يوسف أحمد الشريف، إن الأطماع في الدولة السودانية زادت مع اكتشاف النفط والذهب بكميات كبيرة جدًا، مشيرًا إلى أن السودان من بين أغنى دول العالم في مجال الموارد الطبيعية.
وأضاف الشريف، خلال حواره مع الإعلامي نشأت الديهي، في برنامج "بالورقة والقلم"، المذاع على قناة "ten" مساء الأحد، أن الخرطوم تحتوي على مساحات واسعة من الأراضي، مما يضع السودان في المرتبة الرابعة عالميًا من حيث المساحات القابلة والصالحة للزراعة، مشيرًا إلى أن المؤامرة على السودان بدأت قبل الاستقلال، حيث قامت الإدارة الأمريكية بالعمل على تحويل جنوب السودان إلى دولة مستقلة عن السودان.
ونوه إلى أن الاستعمار العسكري في السودان تم استبداله بالاستعمار الاقتصادي، مشددًا على ضرورة الوعي بخطورة هذا النوع من الاستعمار الجديد.
* الدعم السريع شوكة في ظهر الدولة السودانية
كما أشار وزير الخارجية السوداني إلى أن الجيش السوداني انشغل بالحرب في الجنوب بصورة غير عادية، وبعد النجاح في فصل جنوب السودان، تم العمل على فصل إقليم دارفور عن السودان. فقامت الدولة بتشكيل قوات الدعم السريع لمحاربة الحركات المسلحة في دارفور ومنع انفصال هذا الإقليم، مشيرًا إلى أن قوات الدعم السريع حققت بعض النجاحات في البداية في الحفاظ على إقليم دارفور.
وتابع الشريف أن الاتحاد الأوروبي قدم دعمًا كبيرًا لقوات الدعم السريع، من أجل العمل على وقف الهجرة غير الشرعية من السودان إلى ليبيا، ومن ثم إلى أوروبا.
وأضاف أن قوات الدعم السريع أصبحت مؤثرة بشكل كبير بعد الثورة التي انتهت بخلع عمر البشير، مشيرًا إلى أن قوات الدعم السريع ارتبطت ببعض الدول التي لها أطماع في السودان، مما حولها إلى شوكة في ظهر الدولة.
وقال الشريف إن فشل الوفاق السياسي في السودان أدى إلى حدوث مواجهة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، وانقسمت القوى السياسية بين الفريقين بعد ذلك، مشيرًا إلى أن الشعب السوداني للأسف هو من دفع ثمن الحرب والدمار الذي حدث في السودان خلال الفترة الأخيرة.
وأوضح أن أي حرب تنتهي بالجلوس على مائدة المفاوضات، مشيرًا إلى أن الحكومة السودانية تدعم الحل التفاوضي الذي يؤدي إلى إزالة تأثير ميليشيا الدعم السريع من السياسة والعسكرية السودانية.
وأشار إلى أن أي شخص ارتكب جرائم، سواء كان سياسيًا أو عسكريًا، سيُقدّم للمحاكمة العادلة، وأي شخص لم يتورط في العنف يمكن دمجه داخل الدولة السودانية، خاصة أن هناك عددًا كبيرًا من الأفراد في "الدعم السريع"، ومن الممكن دمج بعضهم داخل الجيش السوداني.
* التنسيق بين القاهرة والخرطوم في ملف الأمن المائي
وقال وزير الخارجية السوداني إن السودان قادر على العيش بدون المياه القادمة من سد النهضة، ولكن مصر غير قادرة على ذلك، مما يعني أن مصر هي المستهدفة من هذا السد، معقّبًا: "القاهرة والخرطوم في خندق واحد في كافة القضايا".
وأكد الشريف أن ملف الأمن المائي لمصر والسودان خطير جدًا، خاصة وأن هناك بعض الأفكار لدى قادة دول حوض نهر النيل تتحدث عن ضرورة بيع المياه لمصر والسودان، وهو طرح يتناسى القانون الدولي الذي يحكم الأنهار العابرة للحدود.
وأضاف أن التنسيق بين القاهرة والخرطوم أمر أساسي لوقف العبث الموجود في ملف الأمن المائي، خاصة أن هناك دولة تدعي أن مياه نهر النيل ملك خاص، مشددًا على ضرورة تطبيق القانون الدولي والاتفاقيات الدولية حتى إذا كانت قد وُقعت في فترة الاستعمار.
وأشار إلى أن سد النهضة مبني في الأساس على أراض سودانية، ولكن إثيوبيا سيطرت عليها، مشيرًا إلى ضرورة الالتزام بشكل كامل بالاتفاقيات الدولية، لأن أي محاولة للتأثير سلبًا على مياه نهر النيل تؤدي إلى عطش وموت الشعب المصري.
* مؤامرة تقسيم السودان
واعتبر الشريف أن الأزمة في السودان تستهدف القاهرة والخرطوم بنفس المستوى، مشيرًا إلى أن مصر قد تكون المستهدف الرئيسي مما يحدث في السودان، خاصة وأن مصر هي أم العرب، وإضعاف مصر هو إضعاف للعرب بشكل كامل.
وتابع الشريف أن الموقف المصري مما يحدث في السودان قوي، ولولا هذا الموقف لنجحت مؤامرة تقسيم السودان، مشيرًا إلى أن هناك تطابقًا في وجهات النظر بين القاهرة والخرطوم حول التطورات الأخيرة في السودان.
وأشار إلى أن هناك تنسيقًا يوميًا بين القاهرة والخرطوم، في ظل وجود مخطط دولي للتدخل العسكري في السودان بحجة حماية المدنيين السودانيين، مشيرًا إلى أنه هناك مشروع قرار دولي لفرض هذا القرار في مجلس الأمن الدولي.