محمد طرزي الفائز بجائزة نجيب محفوظ للأدب: لجنة التحكيم منحتني أغلى ما يتطلع إليه الكاتب - بوابة الشروق
الخميس 12 ديسمبر 2024 3:55 ص القاهرة

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

محمد طرزي الفائز بجائزة نجيب محفوظ للأدب: لجنة التحكيم منحتني أغلى ما يتطلع إليه الكاتب

محمود عماد
نشر في: الأربعاء 11 ديسمبر 2024 - 11:08 م | آخر تحديث: الأربعاء 11 ديسمبر 2024 - 11:08 م

قال الكاتب اللبناني محمد طرزي، الفائز بجائزة نجيب محفوظ للأدب لعام 2024، في كلمته عقب إعلان فوزه بالجائزة، إن فوز روايته "ميكروفون كاتم صوت" بجائزة نجيب محفوظ هو "مصادفة روائية"، حيث إن فكرة الرواية في الأساس جاءت إثر اقتباس من نجيب محفوظ نفسه، قرأه بالصدفة في إحدى الصحف: "وطن المرء ليس مكان ولادته، لكنه المكان الذي تنتهي فيه كل محاولاته للهروب".

وأضاف طرزي أن هذا الاقتباس كان بمثابة إيجاز بليغ لحياة بطل الرواية "سلطان"، ذلك الشاب الذي حاول جاهدًا الخروج حيًا من "المقبرة" التي وُلد فيها. وتابع قائلاً إن من المصادفات أيضًا أن يفوز "ميكروفون" أدبي بهذه الجائزة في وقت يشهد فيه انتصار صرخة الشعب السوري ضد كواتم الصوت.

وأكد طرزي أن الرواية، كما يشير عنوانها، تدور حول "الميكروفون" الذي يلاحقنا منذ سنوات طويلة، ويصرخ بما يناقض تطلعاتنا لحياة كريمة، يروج للوهم، ويُكمّ الأصوات، ويستولي على أموال الناس وأحلامهم. لكننا اليوم، في مواجهة صمتٍ مدوٍ حيال المجازر التي تُرتكب في فلسطين، نتمنى لو كان هناك ميكروفونات تُظهر الحقائق.

وأشار طرزي إلى أن الأدب والفنون هي الوسيلة التي نكتب من خلالها للتصدي للميكروفونات التي تسلب الصحافي رأيه، والطفل دميته، والمرأة حقها في جسدها وصوتها. نكتب للتصدي للميكروفون الأكبر، الذي يخلق صراعات وهمية بين الشرق والغرب، ويخوف الشعوب من بعضها البعض حتى أصبح كل مجتمع يعيش في صندوق أسود مغلق، يظن أن هذا هو العالم، وأن من هو خارجه هو العدو.

وأضاف أنه الأهم من ذلك، أننا نكتب للتصدي للميكروفونات العنصرية والطائفية والطبقية التي تزرع في داخلنا، والتي تقتنعنا بأننا مختلفون عن الآخرين.

وختم حديثه قائلاً: "نكتب لأننا نؤمن بقدرة الأدب على سحق الميكروفونات، وإيقاظ الجمال الإنساني في داخل كل منا، فالجمال وحده قادر على إنقاذ العالم."

وعن أحداث الرواية، قال طرزي إنها تدور في مدينة صور، التي أصبحت فجأة محور الأخبار بسبب العدوان الذي تعرضت له. وتابع أنه علق في سماء المدينة ميكروفون خرافي الحجم، صوته مرعب ويلاحق الأطفال في الأزقة، والرضع في الأسرة، ويسفك دماءهم من دون حاجة إلى كواتم للصوت. رأيناه يصوّر أفعاله الشنيعة ويبثها عبر الشاشات، ليعكس انتهاك القيم الإنسانية.

وأشار طرزي إلى أنه كتب الرواية وهو محاصر بالميكروفونات التي تكتم صوته وتغلق لسانه، وكان شعبه مفلسًا وموزعًا بين المقابر ومراكب الموت، وأبواب المستشفيات موصدة أمام المرضى.

وأضاف أنه كتب الرواية صامتًا، يبلل الدمع عينيه، كأنه واحد من الشخصيات البكم التي جسدها في الرواية.

وختم قائلاً إن بكمه هو ما لامس وجدان لجنة التحكيم، مما دفعهم لمنحه أغلى ما يتطلع إليه الكاتب "الصوت"، والذي تجسد في ميدالية تحمل اسم نجيب محفوظ. كما أضاف أن الجائزة تضعه ضمن قائمة المبدعين الذين نالوا هذه الجائزة تقديرًا لجودة أعمالهم ونضالهم ضد الكراهية والطغيان، واختتم شكره للجميع.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك