حذرت منظمات الإغاثة الدولية والإقليمية العاملة في الكونغو الديمقراطية من خطر المجاعة نتيجة استمرار العنف وعدم الاستقرار السياسي والصراعات المسلحة التي دمرت أنظمة إنتاج وتوزيع الغذاء في الدولة، فضلاً عن تصاعد أعداد النزوح وتدمير البنية الأساسية وتعطيل الأنشطة الزراعية في الوقت الذي تنفذ فيه مصادر التمويل.
وقدر برنامج الغذاء العالمي في تقرير الحديث أعداد المهددون بخطر المجاعة إلى 25.8 مليون شخص يعيشون في مستوى مرتفع من انعدام الأمن الغذائي، ونقص واسع النطاق في الغذاء، بما يضع الكونغو ضمن تصنيف الدول التي تعيش أكبر أزمة غذائية في العالم،بخاصة السكان في مقاطعات إيتوري وشمال كيفو وجنوب كيفو.
وفقاً للتقرير تشكل منطقة الشرق المضطربة مصدر قلق خاص، حيث يتدهور الوضع بعد عقود من القتال الذي شاركت فيه نحو مائة جماعة مسلحة ــ بما في ذلك ميليشيا إم23 ــ والتي تتنافس على السيطرة على ثروات طبيعية هائلة، مما يهدد الأمن الإقليمي.
وتستمر المعارك في شرق الكونغو على الرغم من توقيع الحكومة على اتفاق لوقف إطلاق النار مع متمردي حركة إم 23، بينما يظل المدنيون عالقين في دوامة العنف التي يشارك فيها متمردو حركة إم 23 وقوات مجموعة دول جنوب أفريقيا للتنمية وجماعات ميليشيات أخرى، حيث تقترب الاشتباكات من المناطق ذات الكثافة السكانية العالية بين بحيرة إدوارد وشمال بحيرة كيفو، وهي قريبة نسبيًا من حدود رواندا.
ويعيش نحو 3.1 مليون شخص آخرين، معظمهم من النازحين والعائدين في شمال شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية، في وضع أسوأ ، ضمن تصنيف المستوى الرابع المتكامل للأمن الغذائي، والذي يتميز بنقص شديد في الغذاء، ومستويات مفرطة من سوء التغذية الحاد والمرض، إلى جانب خطر متزايد بسرعة للوفاة المرتبطة بالجوع.
كانت رئيسة بعثة منظمة الأمم المتحدة لتحقيق الاستقرار في جمهورية الكونغو الديمقراطية ( مونوسكو )، بينتو كيتا، أبلغت مجلس الأمن الشهر الماضي : " قلقها البالغ إزاء التوسع السريع لمقاتلي حركة إم 23 في شرق البلاد، بما في ذلك شمال كيفو، وتقدمها إلى جنوب كيفو".
وقالت كيتا إن "الأزمة المتصاعدة بسرعة مع حركة إم23 تنطوي على خطر حقيقي يتمثل في إثارة صراع إقليمي أوسع نطاقا"، مشيرة إلى أن مجموعة الخبراء التي ترفع تقاريرها إلى لجنة العقوبات التابعة لمجلس الأمن وجدت أن رواندا عززت دعمها لحركة إم23" حسب موقع أخبار الأمم المتحدة.