إعلاميون وخبراء يناقشون أزمة المهنية من طوفان الأقصى إلى سقوط الأسد - بوابة الشروق
الإثنين 13 يناير 2025 2:45 ص القاهرة

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

إعلاميون وخبراء يناقشون أزمة المهنية من طوفان الأقصى إلى سقوط الأسد

آلاء يوسف
نشر في: الأحد 12 يناير 2025 - 10:47 م | آخر تحديث: الأحد 12 يناير 2025 - 10:47 م

أكد إعلاميون وسياسيون، أن الحرب على غزة وأحداث سوريا أظهرت قدرًا من التحيز الإعلامي فرضته الرأسمالية، معتبرين أن وجود تيار إعلامي صحفي مستقل أمر أشبه بالخيال العلمي، مشيرين في الوقت ذاته إلى عدم وجود إعلام محايد تجاه القضايا، غير أن الموضوعية تحتم عدم وجود تضليل أو كذب أو خداع.

جاء ذلك خلال ندوة نظمها الحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي، والمنتدى الاستراتيجي للفكر والحوار، اليوم، بعنوان: "أزمة المهنية تحاصر الإعلام العربي والدولي.. من طوفان الأقصى إلى سقوط الأسد"، والتي أدارها أمين عام الحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي باسم كامل.

وقال الكاتب الصحفي، الإعلامي حسين عبد الغني، إن الاستقلال شبه الكامل لوسائل الإعلام أصبح أمرًا شبه مفقود تمامًا، معتبرًا أن وسائل التواصل الاجتماعي نجحت في سرد الرواية فيما يتعلق بأحداث طوفان الأقصى بأقل قدرٍ من التحيز.

وأضاف "عبد الغني"، أن وسائل التواصل الاجتماعي نجحت في إيصال رسالتها، لافتًا إلى أن 10 أضعاف من أيدوا السردية الفلسطينية كانوا من مؤيدي السردية الإسرائيلية سابقًا.

واعتبر أن الانحيازات من قبل بعض وسائل الإعلام أدت إلى سحب الاهتمام من بعض القنوات التي كانت أكثر تأييدًا للمشهد الفلسطيني، نظرًا لأن مصالح تلك القنوات توجهت للاهتمام بالأحداث والتغيرات السورية.

وبدوره لفت الكاتب الصحفي ياسر ثابت، إلى أن القنوات التلفزيونية ووسائل التواصل والصحف أصبحوا شركاء في صنع الأخبار وليس مجرد نشرها.

وأضاف أن صياغة الأمور والتحيز كثير ومتعدد، فهناك التحيز بالحذف أو إغفال القصة الخبرية، قائلًا: "هذا ما نراه اليوم في طوفان الأقصى أو ما يجري في سوريا أو لبنان، وكذلك التحيز بالتركيز؛ مثل القصص التي تظهر في العناوين وعلى رأس الساعة وتحديد ما الذي سيبرز وما الذي سيتم إخفاؤه ودفنه".

ولفت إلى أن التحيز قد يكون باستخدام اللغة والتلاعب بالألفاظ مثل: "ثوري"، "ومتطرف"، "وإرهابي"، فضلًا عن التحيز في الصور التي تعتبر من أهم وأخطر أشكال التحيز، معتبرًا أنها في طوفان الأقصى تتناسى الضحايا في غزة، وتبرز ما حدث في يوم السابع من أكتوبر واختطاف الدبابات وما إلى ذلك.

وأكمل: "هناك نوع آخر من التحيز وهو الاعتماد على مصادر معينة تخدم التوجه المطلوب، والتحيز بالتكرار، والتلاعب بالأرقام والإحصائيات وتعزيز بعض الأرقام وإخفاء الأخرى، فضلًا عن استخدام ألفاظ لوصف الأحداث ذاتها مثل تعبير حرب حماس وإسرائيل لعدم طرح الصورة في شكل الحرب على أهل غزة والشعب الفلسطيني"، بحسب وصفه.

وفي السياق ذاته؛ قال الدكتور محمد أحمد مخلافي وزير الشئون القانونيّة اليمنيّ السابق ونائب رئيس الحزب الاشتراكيّ اليمنيّ؛ إن الحديث عن الإعلام يرتبط بالحديث عن الأيديولوجيا، مشددًا على عدم وجود إعلام محايد تجاه القضايا، إلا أن الموضوعية تحتم عدم وجود تضليل أو كذب أو خداع.

وتابع: "أزمة الإعلام العالمي وبما في ذلك العربي؛ في الجانب المهني لا يتوقف عند أحداث 8 أكتوبر، وما حدث في سوريا ولكن هو تعبير عن تبعية الإعلام لشركات أو جهات أخرى لها مصالح معينة، وهذا واضح في الإعلام الغربي والعربي ليس بعيدًا عنها".

واستطرد متحدثا عن قضية غزة قائلا: "سنجد أن أكثر الإعلام العربي انحيازًا لغزة يسيئ إليها، فالحديث أصبح عن غزة وكأن باقي فلسطين لا وجود لها، وكذلك نجد التحيز للإسلام السياسي، وتضخيم دوره بشكل استفادت منه إسرائيل، واستطاعت أن تجعل الرأي العام الغربي يتواءم مع سردياتها"، بحسب تعبيره.

واستكمل: "أما بالنسبة للغرب؛ فقد أضر بالحقوق الأساسية وقلب الحقائق إلى حد الاعتماد على الأسطورة والخرافة بالحديث عن إسرائيل وأحقيتهم في الأرض، والحديث عن السامية وجعلها بمثابة أمور غير مقبول المساس بها؛ فالتحيز سمة من سمات الصراع الحالي وسمة من سمات سيطرة الرأسمالية على كل شيء بما في ذلك الإعلام".

فيما اعتبر الإعلامي، سمير عمر، أن وجود تيار إعلامي صحفي مستقل أمر أشبه بالخيال العلمي؛ نظرًا لعدم وجود وسيلة إعلام بلا هدف، قائلًا: "يبقى ما يقوم به الصحفيون والإعلاميون من مقاومة لهذا الفرض للمسار الذي تفرضه المؤسسة الإعلامية، أو مالكيها أو الدولة".

وأضاف: "نحن نخوض معارك مع بعض القيود وكذلك نصارع بعض الزملاء الذين يسعون لتقديم كل فروض الولاء والطاعة لمالكي وسائل الإعلام"، بحسب وصفه.

وأشار إلى أن خلال تغطية الإعلام الحرب الروسية الأوكرانية؛ قرأت بعينه وسمعه بأذنه قدر الأكاذيب التي يروجها الإعلام الغربي؛ معتبرا أن الالتزام بالمعايير المهنية في التغطيات الإعلامية بمثابة معركة كبيرة يخوضها الصحفيون.

ولفت الإعلامي محمد صلاح الزهار، إلى أن الحرص على إظهار ونقل الظلم غير المدروس قلل أثر الصور والمشهد على الرأي العام خصوصا الغربي، فتكرار صور المآسي والقتل والدمار وغيرها فقد تأثيره بشكل كامل.

وبدوره أكد الصحفي محمد مصطفى أبو شامة أن الندوة لا تستهدف محاكمة الإعلام؛ نظرًا لإدراك قدر العوامل المتداخلة في العملية الإعلامية، معتبرًا أن الفيصل الحقيقي في صانع المحتوى الإعلامي وقدرته على الموازنة بين المهنية والموضوعية واعتبارات المؤسسة الإعلامية وسياساتها المختلفة.

وتابع: "نحن في ظل ظروف صعبة بين انحيازات المالك ومصالحه وبين المهنية والموضوعية، وهذا يعود للأذهان إلى مشهد الربيع العربي وتخبط وسائل الإعلام في تغطيتها، وهو بالضبط ما حصل مع سقوط نظام الأسد فوسائل الإعلام الدولية والعربية تواجه ارتباكًا بشأن تحديد وجهتها وبوصلتها من الأحداث".

واعتبر أن جزء كبير من فلسفة الندوة من إدراك أن المهنة في أزمة، لكن من أهدافها كذلك وضع المجتمع في الصورة ليدرك قدر الضغوطات والارتباكات التي تواجه صناع الإعلام تأثرًا بالارتباك السياسي في المنطقة.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك