في ذكرى رحيله.. هل حاول معمر القذافي اغتيال إحسان عبدالقدوس؟ - بوابة الشروق
الإثنين 13 يناير 2025 12:32 ص القاهرة

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

في ذكرى رحيله.. هل حاول معمر القذافي اغتيال إحسان عبدالقدوس؟

محمد حسين
نشر في: الأحد 12 يناير 2025 - 2:54 م | آخر تحديث: الأحد 12 يناير 2025 - 2:54 م

تحل ذكرى رحيل الكاتب إحسان عبدالقدوس، اليوم 12 يناير، فقد فارق الحياة قبل 35 عامًا في 1990 بعد أيام من احتفاله بعيد ميلاده الـ71.

ولد إحسان عبدالقدوس في يناير 1919، مستمدًا من جذوره العائلية روح الفن والثقافة، فوالدته، فاطمة اليوسف، كانت رائدة الصحافة ومؤسسة مجلة "روز اليوسف"، ووالده، محمد عبدالقدوس، عُرف بخفة ظله وتجسيده للشخصيات اللطيفة في سينما الخمسينات.

نشأ إحسان في بيئة مشبعة بالإبداع والفكر، حيث أثرت صالونات والدته الثقافية، التي حضرها منذ طفولته، في تشكيل وعيه الأدبي وإثراء خياله، ومكّنه ذلك من تولي رئاسة تحرير "روز اليوسف" وهو لم يتجاوز الـ26، أما حي العباسية، الذي ترعرع فيه، فقد كان بمثابة نافذة تطل على الحياة اليومية، زوده بتجارب ومشاهد حية استوحى منها شخصياته التي نبضت بالواقعية والصدق في أعماله الأدبية.

-بين السجن ومحاولات الاغتيال.. كيف كان قدر إحسان عبدالقدوس مع الزعماء والقادة؟

ويقول إبراهيم عبدالعزيز في كتابه: "إحسان عبدالقدوس.. سيرة أخرى": "يبدو كذلك أن قدر إحسان مع الملوك والرؤساء كان سيئًا دائمًا، سواء بالسجن أو محاولة الاغتيال، وآخر تلك المحاولات كانت من الرئيس الليبي الراحل معمر القذافي، الذي كان يحلم بأن يَرِثُ كرسي الزعامة من الرئيس جمال عبدالناصر، مهما كلفه ذلك من ثمن".


- عبدالناصر والقذافي.. صدق القضية وشهوة الزعامة الزائفة

ويتابع عبدالعزيز، "وقد تصدى إحسان عبدالقدوس الأحلام للقذافي وكشف عن أهدافه التآمرية ضد مصر، مُوضّحًا الفرق بين زعامة عبدالناصر وزعامة القذافي المزعومة فكتب في بابه الشهير (على مقهى في الشارع السياسي): "الفَرْقُ بينهما كبير.. جمال عبدالناصر كان يحارب في سبيل قضية وطنية، وكان يُردّد أنه يقبل التحالف مع الشيطان في سبيل هذه القضية، ولكن القذافي ليس لديه قضية وطنية تهدد استقلال أو سلامة بلده، فلماذا تحالف مع الشيطان؟ لأنه مُصاب بشهوة الزعامة، والزعامة عندما تصبح شهوة تصبح خطرًا على صاحبها وعلى من حوله كشهوة تعاطي المخدرات، إن مدمن المخدرات قد يسرق أو يقتل حتى يشبع إدمانه وكذلك مدمن الزعامة، وهو إدمان يَتَّسِعُ، إذا تعود على زعامة ليبيا أصبح في حاجة إلى زعامة مصر، وإذا أدمن زعامة مصر أصبح في حاجة إلى زعامة السودان و... و... إلى أن يروح ضحية إدمانه".

-الكتابة ليست جريمة

وجاء بين فصول الكتاب، وقبل أن يحاول القذافي اغتيال إحسان طلب من السادات معاقبته وكانت لا تزال علاقته به جيدة، ولكن السادات رفض، وقال إن الكتابة لیست جريمة، فمنع القذافي دخول كتب إحسان إلى ليبيا، ثم عاد القذافي يطلب من السادات محاكَمَةً إحسان فطلب منه السادات أن يحتكم إلى القضاء، الذي أنصف إحسان، بعد أن قدمه القذافي إلى النيابة مرتين، وفي كل مرة يُحفظ التحقيق، حتى يَئِسَ القذافي وأرسل من يغتال إحسان عبدالقدوس في القاهرة.

يحكي نجله الكاتب الصحفي محمد عبدالقدوس: "وفي يوم طرقت مباحث أمن الدولة باب بيتنا، كانت الساعة الخامسة مساء، وأبي نائما كان ينام بعد الظهر على الدوام، أيقظوه من عز النوم قالوا له: حياتك في خطر.. تم ضبط شخص في الإسكندرية كان مُكَلِّفًا باغتيالك من الزعيم إياه، ومن حسن حظك أنه ذهب إلى (بار) قبل تنفيذ مَهَمَّتَه، وشرب أكثر من اللازم، وأدارت الخمر رأسه، وقال وهو سكران: إحسان دا ولا حاجة.. بكرة تسمعوا نهايته على يدي".

- عاش في حماية الله

وكان تعليق إحسان عبدالقدوس على محاولة اغتياله من الزعيم أن كتب قائلا: "وكان من المفروض ككاتب سياسي - أن أسجل رأيي في هذه المحاولة، وربما انتظر البعض أن أُعْلِنَها حملة عنيفة انتقاما لما تعرضت له، ولكن المحاولة لا تثير الهجوم، ولكنها تثير الإشفاق على الإنسان الذي بلغ به إحساسه بضعفه وعجزه إلى حَدَّ محاولة قتل إنسان آخر، لا يملك شيئًا إلا قلما يُعَبِّرُ به عن رأيه".

وتابع، "أنا منذ ولدت وأنا أعيش مستسلما لقدري والقدر هو ما يقرره الله ولا أحد غير الله.. وكما صاح الرجل الليبي الذي كلف بمحاولة اغتيالي عندما ووجهت به أمام النيابة، صاح في وجهي أنت تعيش في حماية الله".



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك