قصور الثقافة تنظم مؤتمر ناصية العالم والأدب المقاوم ببورسعيد - بوابة الشروق
الإثنين 13 يناير 2025 12:17 ص القاهرة

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

قصور الثقافة تنظم مؤتمر ناصية العالم والأدب المقاوم ببورسعيد


نشر في: الأحد 12 يناير 2025 - 2:32 م | آخر تحديث: الأحد 12 يناير 2025 - 2:32 م

شهد قصر ثقافة بورسعيد، السبت، انطلاق فعاليات المؤتمر الأدبي لفرع ثقافة بورسعيد بعنوان "ناصية العالم والأدب المقاوم"، برعاية الدكتور أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة، واللواء محب حبشي، محافظ بورسعيد، ونظمته الهيئة العامة لقصور الثقافة، بإشراف الكاتب محمد ناصف، نائب رئيس الهيئة.

المؤتمر عقد برئاسة د. سامح درويش، وأمين عام المؤتمر الأديب السعيد صالح، وأمانة المؤتمر: أسامة كمال، صفاء الشرايدي، محمد خلف، السيد عبد الفتاح، وعزة إبراهيم.

بدأت الفعاليات بالسلام الوطني، وقدمه الإذاعي محمد سعد، وفي كلمته أوضح الأديب والروائي السعيد الصالح أمين عام المؤتمر، أن الفن بتعبيراته المختلفة كان أحد الأدوات التي قهر بها الإنسان عبر التاريخ سلطة الفناء وجبروت الزوال، فخلد أحداثا كبرى من تاريخ البشرية بالكتابة والنحت والرسم والموسيقى وغيرها من الفنون.
وأكد في حديثه أهمية الموسيقى كرافد من روافد الفن، وكيف قاومت الألغام والحناجر العدو، بداية من أغانى سيد درويش حتى السمسمية، موضحا أن قيمة الأدب تكمن في قدرته على نقل المشاعر الإنسانية الاستثنائية، وأن أدب المقاومة أوجده الأديب الفلسطيني غسان كنفاني، ويظهر كفاح الأدباء والشعراء ضد كل ما هو غاشم. يهدف أدب المقاومة إلى إعطاء الأمل وتحويل الفكر الانهزامي إلى فكر الانتصار لدى المتلقي.

وبدأ د. سامح درويش رئيس المؤتمر كلمته بالتحية للحضور الذين حرصوا على المشاركة في المؤتمر الذي يقام على أرض مدينة الاستثناء، كما سماها أديب بورسعيد الكبير "قاسم مسعد عليوة". فهي استثناء لكل شيء لما فيها من اجتماع العراقة والحداثة، التي بذل الشعب المصري من أجلها الدم مرتين، الأولى أثناء حفرها، والثانية في عام 1956. وأكد أن مصر بموقعها الجغرافي المتفرد هي ناصية العالم، وبورسعيد بموقعها الجغرافي هي ناصية مصر. وتساءل حول قضايا ثقافية وتراثية، أولها متحف بورسعيد القومي الذي تم هدمه، والشعب صاحب المتحف وصاحب التاريخ معزول عن الحقيقة. كما تطرق لما جرى للمتحف القومي، المبنى التاريخي لهيئة قناة السويس ببورسعيد، وهو المبنى الذي رفع الزعيم جمال عبد الناصر علم مصر عليه بعد جلاء المحتل البريطاني، ومنه افتتح الرئيس أنور السادات قناة السويس بعد انتصار أكتوبر، مؤكدا أن هذا المبنى ليس ملكا لأحد ولا لمؤسسة أو لهيئة، بل هو ملك للشعب.

وأوضح الشاعر د. مسعود شومان رئيس الإدارة المركزية للشئون الثقافية، خلال كلمته أن مصطلح المقاومة يطرح الكثير من الأسئلة أمام عدد من الإجابات الجاهزة، منها: هل المقاومة ما تزال قائمة في ظل صراع الهويات وتنميط الثقافة؟ مؤكدا على أهمية جمع التراث، وعمل دراسات بحثية للعمارة التقليدية في بورسعيد، والأطعمة وأدوات الصيد والآلات الموسيقية، ووضعه مشروعا قوميا يشارك فيه أدباء بورسعيد، مشيرا إلى أهمية تدريب مجموعة من الأدباء على الجامع الميداني.

وبحضور د. شعيب خلف مدير عام إقليم القناة وسيناء الثقافي، ووسام العزونى المشرف على إدارة فرع بور سعيد، والشاعر صابر عبيد رئيس نادي أدب النصر، والشاعر محمد فاروق رئيس نادي أدب بورفؤاد، والشاعر عادل الشربيني رئيس نادي أدب قصر ثقافة بورسعيد، أعضاء نادي الأدب المركزي، برفقة نخبة من أدباء وشعراء مصر وبورسعيد، كرم المؤتمر كوكبة من رموز الأدب بالمدينة الباسلة، منهم الراحلين الشاعر أحمد سليمان، الأديب عاطف عبد الرحمن، الأديب أحمد رشاد حسانين، الأديب زكريا رضوان، والمعاصرون الأديب رضا الوكيل، الأديب سيد زرد، والشاعر صابر عبيد.
أعقب التكريمات عرض فيلم تسجيلي عن المدينة الباسلة، تلاه عرض فيديو استعراضي تراثي بعنوان "الفرح الشعبي" لفرقة بورسعيد القومية للفنون الشعبية بقيادة الفنان محمد صالح.

الجلسة البحثية الأولى - أدب المقاومة والشعر الجديد

تمحورت الجلسة الأولى للمؤتمر بعنوان "ما لم تقله البندقية - نظرات في الشعر العربي المقاوم"، للباحث أحمد الأقطش، وأدارها الشاعر محمد عبد الهادي، وتناولت عدة محاور بحثية عن الشعر العربي المقاوم، مستعرضا الجذور التاريخية لأدب المقاومة منذ الحروب الصليبية، مرورا بمناهضة الاستعمار الفرنسي للجزائر والشعر الوطني المصري، وتطرق لنكبة فلسطين والعدوان الثلاثي على بورسعيد، والأشعار المرتبطة بهذه الفترة. كما تحدث عن أدب المقاومة في فلسطين والشعر الجديد الذي كان يمثله محمود درويش وغيره من الشعراء الفلسطينيين، واختتم البحث بعرض النقد الذي وجهه أدونيس لهذا اللون من الأدب ومستقبل الشعر المقاوم.

وفي مداخلة للناقد الأديب رضا الوكيل، أكد أن دور المؤتمر الأدبي لليوم الواحد هو مناقشة سريعة لحالة الأدب في العام السابق، ثم رسم خطوط عريضة مقترحة للفعاليات الأدبية للعام التالي، مشيرا إلى أن مصر عامة وليست بورسعيد وحدها، تتعرض لهجمة شرسة تهدف لطمس الهوية الوطنية، وأن الأدباء يجب أن يعرضوا دورهم ضمن القوى الناعمة في التصدي لتلك المحاولات.

وأكد الناقد الأديب عبد الفتاح البيه، في مداخلته أن تكرارية عنوان أدب المقاومة يتماشى مع مبادرة بداية، ويهدف لبناء الشخصية المصرية.

الجلسة البحثية الثانية - مقاومة الموت بالفن

جاءت الجلسة الثانية بعنوان "المسرح البورسعيدي مقاوما - بعض محطات راهب المسرح أنموذجا"، وأدارها الشاعر السيد السمري. تناول خلالها الباحث د. أحمد يوسف عزت، أستاذ النقد والأدب العربي الحديث بكلية الآداب جامعة بورسعيد، عدة محاور عن المقاومة التي قدمها فن المسرح في بورسعيد، موضحا أن فن المسارح الجماهيرية واجهة أساسية من واجهات المقاومة. قدم أيضا نموذجا عن المخرج المسرحي عباس أحمد الذي أسهم في تاريخ المسرح في بورسعيد.

وفي مداخلة الفنان ماهر كمال، أكد أن المؤتمر نافس مؤتمرات الأقاليم، وأن بورسعيد دائما برجالها تقدم الجديد والمختلف.

الجلسة البحثية الثالثة - الفنون السردية وأنواع المقاومة

تناولت الجلسة الثالثة للمؤتمر "ملامح من سرد المقاومة في الرواية"، للباحث إبراهيم صالح، وأدارها الشاعر السيد منصور، حيث تناول مفهوم السرد والمقاومة، موضحاً أهمية السرد في تعبئة الوجدان العربي.

وفي مداخلة الأديب محمد خضير، أشار إلى مبدع السرد في بورسعيد وإقليم القناة وسيناء الثقافي، مستعرضاً الأعمال الأدبية التي تتماشى مع بناء المقاومة في بورسعيد وفي لبنان.

الأمسية الشعرية

اختتمت فعاليات المؤتمر بالأمسية الشعرية، التي أدارها الشاعر د. نزار البيومي، وشارك خلالها عدد من شعراء بورسعيد ومحافظات مصر، مع قصائد مميزة.

وفي الختام أوصى المؤتمر بعودة متحف بورسعيد القومي، معرفة مصير مبنى هيئة قناة السويس، ترميم فنار بورسعيد وتحويله إلى متحف خاص، التعاون مع السفارة الإيطالية لإعادة فتح البيت الثقافي الإيطالي، إقامة مهرجان بورسعيد السينمائي، رفض عودة تمثال ديليسيبس.

عقد المؤتمر بإشراف إقليم القناة وسيناء الثقافي، بالتعاون مع الإدارة المركزية للشئون الثقافية، ونفذ من خلال فرع ثقافة بورسعيد، والإدارة العامة للثقافة العامة، ونادي الأدب المركزي.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك