اقتحام الفنانين مجال تقديم البرامج التليفزيونية ليس بأمر جديد، فبين وقت وآخر تستقبل الشاشة الصغيرة فنانا شهيرا فى ثوب المذيع والقائمه طويلة، لكن قد تكون هذه هى السابقة الأولى التى يقدم فيها فنان مصرى برنامجا سياسيا يناقش الأحداث السياسية الجارية فى قناة إخبارية.. هذا ما حدث مع الفنان هشام سليم الذى تعاقد مع قناة «سكاى نيوز» لتقديم برنامج «حوار القاهرة» ليظهر على الشاشة كمذيع لأول مرة مساء السبت من كل أسبوع.
عن هذه التجربة يقول هشام سليم: أشعر برعب شديد وأنا أخوض هذه التجربة والتى تزامنت فى وقت الكلمة فيه أصبحت محسوبة على الجميع، وبسبب كلمة قد يتم وضعك فى قائمة ملونة سوداء أو بيضاء، وبسبب كلمة قد تقوم الدنيا ولا تقعد، وعليه فهى تجربة صعبة بكل المقاييس، ولكن لم أستطع رفضها خاصة أنه ليس لائقا أن أظل جالسا فى بيتى حتى آخر العمر بدون عمل..
• سألته.. لكن لماذا اخترت قناة أجنبية لتبدأ معها هذه التجربة؟
ــ تلقيت منذ فترة عرضا من قناة فضائية مصرية جديدة لتقديم أحد البرامج وتحدثنا لمدة شهر ثم اختفى المسئولون عن القناة، وبعدها ظهروا ليتحدثوا عن المقابل المادى بطريقة «تاخد كام»، وهو أمر أمقته ثم اختفوا مرة اخرى ظنا منهم اننى سأجرى وراءهم وهذا لن يحدث فأنا أجلس فى بيتى منذ فترة طويلة احتراما لنفسى ولتاريخى، ولم أستجب لمحاولات بعض المنتجين الذين يعرضون علىّ أعمالا عبارة عن حلقتين فى 3 ورقات ظنا منهم إننى سأوافق فورا بدلا من جلوسى فى بيتى، وهى طريقة منعدمة الاحترام والتقدير، وعليه تعاقدت مع سكاى نيوز لأننى وجدت الاحترام الذى لم أجده للأسف طوال العشر سنوات الأخيرة مع احترامى لكل الذين تعاونت معهم ولكن فى القناة الأجنبية لا يوجد لف أو دوران، ناس واضحة وصريحة ومحترفة وتقدر الناس واحتضنونى منذ اللحظة الأولى بينهم.
• كلامك فيه كثير من القسوة على المصريين؟
ــ هى قسوة علىّ أنا شخصيا ولكنى أعانى بشدة فشخص مثلى بدأ حياته مع عمالقة أمثال فاتن حمامة وحسين كمال ويوسف شاهين أفاجأ بمعاملة غريبة، وبناس أصبحت نجوما لمجرد أنهم حملوا مطواة ورقصوا بها ويتقاضون الملايين ومنتجين أصبحوا يتعاملون مع الناس على أنهم قطيع من الخرفان يسوقونهم تحت مسمى أن الجمهور عايز كده، وهى حجة البليد، والفن أصبح كوسة وعائلات تضم المنتجين والممثلين ومخرجين، وأصبح عندهم اكتفاء ذاتى يفعلون ما يشاءون وبعيدا عن الفن هل تعلمين أننى لا أستطيع دخول نادى الأهلى وأنا ابن صالح سليم لأن المسئولين لا يريدون منحى كارنيه عضوية، وعليه حينما أجد هذا الاحتواء من قناة أجنبية تعلم قيمة من تتعامل معه وتقف بجواره وتسانده وتقدره فليس بغريب أن أتحدث هكذا.
• هل ترى أن تقديمك لبرنامج سياسى على قناة إخبارية زاد من صعوبة التجربة؟
ــ لا أود تصنيفه برنامجا سياسيا بل هو توك شو يجمع بين كل المجالات السياسية والاجتماعية والاقتصادية، وأعتقد أن المسئولية واحدة فى كل البرامج سواء سياسية أو غيرها ولكن قد تكمن الصعوبة فى كون البرنامج يذاع أسبوعيا فى ظل اشتعال الأحداث كل يوم بسرعة البرق فنحن نستيقظ كل لحظة على حدث جديد، وسألت المسئولين بالقناة: كيف سنجارى هذه السرعة مع برنامج أسبوعى، وكيف سنتعامل مع أخبار أصبحت قديمة على الجمهور نوعا ما، لكن حينما جلست معهم شعرت أننى بين يدى ناس أمينة ومحترفة وتركت لهم نفسى مثلما أفعل مع المخرجين الذين أثق فيهم.
• كنت تنتقد أداء كثير من مقدمى البرامج.. فكيف ستتفادى هذا فى برنامجك؟
ــ لن أتجاوز مع ضيوفى كما يفعل البعض ولن أخدش مشاعر المشاهدين، ولن أكون زعيما سياسيا كما يحلو للبعض وأعتقد أن هذه هى المعادلة الطبيعية،فسوف أسعى جاهدا لتقديم نموذج لحوار راقٍ ومهذب وبناء، وسنعرض الرأى والرأى الآخر فى إطار تقديم ثقافة الاختلاف للجمهور وهو ما نفتقده حاليا.
• هل كانت لك أى شروط قبل التوقيع؟
ــ طلبت إجراء بروفات قبل الظهور على الشاشة خاصة أن البرنامج يذاع على الهواء مباشرة، وبالفعل قمنا بعمل هذه البروفات لمدة 4 أيام، واشترطت أيضا أن تكون مدة العقد 6 أشهر على أن نقوم بتقييم التجربة من جانب الطرفين وعما إذا كنت حققت نجاحا، وكسبت رضاء الإدارة والجمهور أم لا، وعما إذا كنت ارتحت نفسيا وأعتقد أننى إذا لم أشعر براحة فلن أنتظر الـ 6 أشهر حتى أعلن عن عدم ارتياحى إيمانا منى أن الحالة النفسية لى ستنعكس بالضرورة على أدائى.
• ألا ترى أنه من الغريب أن تطلب إجراء بروفات للوقوف أمام الكاميرا فى حين أنها جزء من حياتك؟
ــ هى جزء من حياتى كفنان أو ضيف أتحدث عن نفسى فى البرامج لكنها جديدة تماما علىّ كمذيع وعليه كان لابد من اجراء بروفات للتدريب على تقنية التعامل مع الكاميرات من هذا المنطلق، وكيف اذا ارتكبت خطأ كيف اتعامل معه؟
• هل تضمنت شروطك سقف الحرية المتاحة؟
ــ قلت لهم إنه ليس لدىّ أى خطوط حمراء وحريص أن أقدم للناس الحقائق رغم ايمانى أن السياسة لا يوجد بها أى حقائق ووجدت تجاوبا.