هديل غنيم تكتب لأطفال يعيشون فى عصر التكنولوجيا - بوابة الشروق
السبت 28 ديسمبر 2024 6:35 م القاهرة

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

هديل غنيم تكتب لأطفال يعيشون فى عصر التكنولوجيا

هديل غنيم
هديل غنيم
كتبت ــ دينا عزت:
نشر في: الجمعة 12 فبراير 2016 - 10:54 ص | آخر تحديث: الجمعة 12 فبراير 2016 - 10:54 ص

«سنة فى قنا».. التحليق بقصص الأطفال بعيدًا عن الأساطير
«توت يقول للحر موت».. هكذا تكتب هديل غنيم على لسان تيته رقية متحدثة لحفيدها الذى أرسله والده مع أخته ووالدته لكى يمضى عاما فى قنا يتعرف فيه على شكل الحياة فى ريف الصعيد المصرى

بمرور الوقت، ومن توت إلى «طوبة اللى تخللى الشابة كركوبة» تحولت زيارة الحفيد إلى رحلة تعرف ممتعة وليس مجرد رحلة تعلم دوّنها فى يومياته التى كتبتها هديل غنيم فى تجربة جادة للكتابة «الروائية» للأطفال.

«سنة فى قنا» ــ بحسب هديل غنيم ــ هو مسعى مقصود لخرق التقليدى والمألوف من حكايات الأطفال التى كانت لسنوات طويلة مجرد أساطير عن مثاليات ربما كانت متآلفة مع عالم مضى ولكنها أصبحت بصورة متزايدة غير مرتبطة بالواقع.

«أنا لا أرغب فى إنهاء حكايات أسطورية جميلة استمعنا لها جيلا وراء جيل مثل «سندريلا» و«الجمال النائم» وغيرها، ولكننا أصبحنا نعيش فى واقع يتجاوز مثاليات هذه الحكايات ويحتاج إلى أن نكملها فيما نقدمه للطفل بقصص فيها أشخاص يمثلونه وعوالم يعيشها أو يمكنه الذهاب لها والتعرف عليها».. بحسب ما تقول هديل غنيم التى احتفت مع معرض الكتاب هذا العام بطبعة جديدة من «سنة فى قنا»، الصادر قبل عامين عن دار البلسم المتخصصة فى كتب الأطفال.

فى «سنة فى قنا» تجاوزت هديل غنيم الإطار المحدود لمحاولاتها الأولى للحكى للأطفال سواء من خلال تقديم قصة حياة أحد المشاهير، كما فعلت فى كتباين صادرين عن دار الشروق عن حياة نجيب محفوظ وأحمد زويل، أو عن القصص ذات الكلمات المحدودة والرسومات الكبيرة مثل «الفطيرة الخطيرة» الصادر أيضا عن دار الشروق.

وتقول هديل غنيم: «أظن أننى كنت أسعى إلى أن أكتب لسن أكبر من السن التى كتبت لها من قبل وأن أتناول إطارا معرفيا يرتبط بالهوية المصرية البحتة، كما هى على سبيل المثال فى إحدى قرى قنا حيث الزراعة وحياة الريف التى تبدأ مع تباشير الفجر وتنتهى مبكرا مع قدوم الليل، وأيضا حيث القيم الأكثر تقليدية سواء الإيجابى منها مثل فى الاحترام والتعاطف الشديدين، أو السلبى مثل التمييز القائم على أساس الطبقة المجتمعية أو الحظوظ من المال والتعليم».

وقبل سنوات حصلت هديل غنيم على منحة من المجلس الثقافى البريطانى لدراسة ثقافية فسعت من خلالها أيضا لقراءة محاولات الاحتفاظ بالهوية من خلال التفاعل مع العولمة كبديل للصدام معها وانتقت فى هذا المسار تحديدا التصدى لما يمثله قراءة الطفل المصرى لمجلة ميكى المأخوذة بالأساس من عالم والت ديزنى.

وترى الدراسة التى عملت عليها هديل غنيم ترى أن مجلة ميكى بصورة ما أخضعت عالم والت ديزنى للسياق الثقافى المصرى، ليس فقط من خلال تعديل الأسماء ولكن أيضا من خلال ترجمة النصوص المرسومة فى صياغات متماهية مع الثقافة المصرية فى ذاتها.

وما تأسف له هديل غنيم أنه على الرغم من تنوع ما أصدرته دور النشر المعنية خلال السنوات العشر الأخيرة فإن العديد من الأطفال مازالوا محرومين من الاستفادة من هذه الإبداعات فى ظل غياب كبير للمكتبات العامة وتغييب متزايد مكتبات المدارس.

وفى جهدها القادم تفكر غنيم فى إعادة طرح بعض الكلاسيكيات التى كتبت عبر التاريخ للأطفال، وخاصة ما يتعلق بالموروث الثقافى العربى، من خلال صياغات أكثر عصرية، وأيضا من خلال قيم أكثر حداثة وتوافقا مع الواقع، فهى على سبيل المثال لم تعد ترى أى قيمة فيما يطرح لطفل اليوم عن القتل كصورة للشجاعة أو الحرق كعقاب لفعل الشر.

غنيم ــ بحسب ما تقول ــ تود أن تساعد الأطفال على اختيار قيمهم من خلال التعرف على ما هو متاح منها دون فرض للوصاية خصوصا أنها تعتقد أنه أصبح من الصعب السعى لفرض الوصاية على أطفال يعيشون عصر تكنولوجيا المعلومات.

وكما كان الحال مع المفكر الراحل عبدالوهاب المسيرى الذى كتب قصصا لأطفاله الذين كانوا معه فى أمريكا أثناء دراسته هناك حتى لا يقعوا فى فترة النشأة تحت سطوة والت ديزنى التى لم يكن يراها فقط أمريكية بإفراط ولكن ايضا استهلاكية بما لا يمكن أن يتماشى مع التجربة المصرية فى ستينيات القرن الماضى، فإن غنيم المعنية بتربية ابنتها فى الغرب، تسعى للتعرف على ما يمكن أن يواجه الأطفال من أصول عربية فى بلدانهم الثانية التى ينشأون فيها ويحتاجون دوما إلى الاندماج فيها.

وتقول إن هناك أفكارا يواجهها الطفل العربى فى المجتمع الأمريكى تتعلق بالأنماط الأخلاقية والمفاهيم الإيمانية حيث يتساءل الشباب عن فكرة«وجود الله» أو «العدالة الاجتماعية» وليس فقط عن ثنائية الخير المنتصر والشر المهزوم أبدا فى إبداعات العصور السابقة.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك