مع دخول العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا أسبوعها الثالث، أصبح الغاز الروسي حديث الساعة، في وقت تتخوف فيه الدول الأوروبية من اتخاذ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أي قرار يؤثر أو يمنع تصدير الغاز لأوروبا، كرد على التحالف الأوروبي الأمريكي ضد روسيا منذ بداية العملية العسكرية.
الدول الأوروبية تعتمد بشكل كبير على النفط والغاز الروسي، وعلى رأس المستوردين ألمانيا التي أعلنت إلغاء خط أنابيب الغاز الروسي "نورد ستريم 2"، وهو قرار قد يؤثر على المدى البعيد في البيئة الأوروبية، حيث كانت ألمانيا تخطط للاستغناء عن محطات نووية ليحل مكانها الغاز، وفقا لصحيفة "لا تريبين" الفرنسية.
ومؤخرا، قال نائب المستشار الألماني وزير الاقتصاد روبرت هابيك، إن المخاوف من انعدام أمن الطاقة أدّت إلى أن جهات أجنبية ومعنيين بالأمر محليا بدأت تعيد النظر في عملية التخلص التدريجي من مفاعلات الطاقة النووية، بحسب سكاي نيوز عربية.
فيما أوضح تقرير موقع "يورونيوز" أنه إذا قطع الاتحاد الأوروبي علاقاته مع روسيا وتم وقف استيراد الغاز فستضطر عدد من الحكومات الأوروبية لإعادة تنشيط محطات الفحم التي توقفت عن العمل.
"الشروق" تواصلت مع الدكتور عمرو الديب، أستاذ مساعد في معهد العلاقات الدولية والتاريخ العالمي، في جامعة لوباتشيفسكي بروسيا، ومدير مركز "خبراء رياليست"، للحديث عن بدائل الغاز الروسي لدول أوروبا، وكان لنا هذا الحديث.
* ما بدائل الغاز الروسي لدول أوروبا؟
بدائل الغاز الروسي لأوروبا محدودة جدا، لا توجد أي مصادر للغاز يمكن لأوروبا الاعتماد عليها غير روسيا، بالرغم من اعتمادهم على الغاز المسال الأمريكي والقطري بكميات صغيرة من حقول بحر قزوين وأذربيجان، لكنها كميات قليلة لا تمكن دول أوروبا من التخلي عن الغاز الروسي.
بدائل الغاز الروسي قليلة جدا، الغاز المسال الأمريكي والقطري، بالإضافة لخط أنابيب غاز يخرج من الجزائر وليبيا، لكنها تبقى خطوط صغيرة لا تكفي احتياجات القارة الأوروبية من الطاقة خلال فصل الشتاء.
* وفق تقرير لصحيفة "لا تريبين" الفرنسية، فإن الفحم ومحطات الطاقة النووية قد تكون بدائل لتوليد الطاقة لكن غير نظيفة.. هل يؤثر عدم استخدام أوروبا للفحم على رفع تكلفة الطاقة؟
مسألة الاعتماد على محطة الطاقة النووية واستخدام الفحم هي موجود بالفعل لكن لها آثار سلبية جدا على مسألة الاحتباس الحراري، وتغير المناخ، ولكن هذا لا يستطيع إبعاد أوروبا عن الاعتماد على الغاز الروسي، ونتحدث عن عامين قد تستغرقهما دول أوروبا كي تتخلص من الاعتماد على الغاز الروسي.
أيضا بالنظر إلى توليد الطاقة من المحطات التي تعمل بالفحم، سنجد أن دول أوروبا أصلا تستورد الفحم من روسيا وأوكرانيا، وكذلك في حال أرادت أوروبا توليد الطاقة من المحطات النووية النظيفة، فستحتاج لاستيراد اليورانيوم، الذي يأتي من كازاخستان في روسيا أيضا، وبالتالي سيكون الاعتماد الكامل في الحصول على الطاقة يقع على عاتق روسيا.
* ما الحالة التي قد تدفع روسيا لقطع الغاز عن أوروبا؟
أظن أن روسيا لن تقدم على خطوة قطع الغاز عن دول أوروبا، لأنه ليس في مصلحتها بسبب العقود الموقعة بين الجانبين لتصدير الغاز، وفي حال أرادت روسيا استخدام الغاز لعقاب أوروبا فسيكون ذلك عقابا للدولة الروسية أيضا والاقتصاد الروسي الذي يعاني من الحصار الاقتصادي والعقوبات المفروضة عليه.
* ماذا في حال قطعت روسيا الغاز عن دول أوروبا؟
ستكون كارثة لأن دول أوروبا تعتمد بشكل كبير على الغاز الروسي الذي يصل إليها عبر الأنابيب وبينها وبين روسيا اتفاقيات لتصدير الغاز، لاستخدام في التدفئة والصناعة أيضا، وبالتالي سيكون لقطع الغاز أثر كارثي على الصناعة بما يؤدي لرفع الأسعار في جميع دول الاتحاد الأوروبي.