نعيش خلال شهر رمضان المبارك نفحات إيمانية جليلة، وما أطيب أن نتحدث عن أنبياء الله تعالى، حيث تروي "الشروق" قصص الأنبياء في سلسلة تُنشر على مدار الشهر الكريم، كما وردت في كتاب يحمل نفس الاسم للإمام الحافظ ابن كثير.
الحلقة الحادية عشر..
• إرسال سيدنا إبراهيم لهداية قوم يعبدون الكواكب السبعة
هو إبراهيم بن تارخ بن ناحور بن ساروغ بن راغو بن فالغ بن عابر بن شالح بن أرفشخذ بن سام بن نوح عليه السلام، وقيل إن والدته اسمها "أميلة"، أو "بونا بنت كربتا بن كرثى".
وُلد سيدنا إبراهيم عليه السلام وكان عمر والده "تارخ" 75 عاما، وقيل إنه ولد بأرض بابل، وكان له شقيقان، "تاحور"، و"هاران" -والد سيدنا لوط عليه السلام- الذي توفي في حياة أبيه، وكان سيدنا إبراهيم عليه السلام هو الشقيق الأوسط بين أخوته.
تزوج سيدنا إبراهيم من السيدة "سارة" وكانت عاقرا لا تلد، وبعد فترة من الزمن قرر "تارخ" أن ينتقل هو وابنه إبراهيم وزوجته سارة وحفيده "لوط" إلى أرض الكنعانيين، وهي أرض بيت المقدس؛ ليعيشوا هناك.
كان بنو سيدنا إبراهيم يعبدون الكواكب السبعة، والذين عمروا مدينة دمشق كانوا على هذا الدين؛ لهذا كان على كل باب من أبواب دمشق السبعة القديمة هيكل لكوكب منها، يقيمون له عيدا ويقدمون له القرابين، وكان كل من على وجه الأرض وقتها يعبدون الأصنام والكواكب إلا سيدنا إبراهيم والسيدة سارة وسيدنا لوط، فقد نجاهم الله تعالى من الشرك به، عندما اختار أن يرسل سيدنا إبراهيم عليه السلام لكي يكون نبيا، وجعله يستعد لهذه المهمة الشاقة منذ صغره.
ذكر الله تعالى في كتابه العزيز محادثة سيدنا إبراهيم عليه السلام لوالده؛ لإقناعه بعدم الشرك بالله تعالى، وذلك كما ورد في قوله تعالى "وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ آزَرَ أَتَتَّخِذُ أَصْنَامًا آلِهَةً ۖ إِنِّي أَرَاكَ وَقَوْمَكَ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ"؛ مما يدل على أن اسم والد سيدنا إبراهيم هو "آزر"، وقال العلماء "ربما كان له اسمان، اسمه الحقيقي واسم اللقب، أو ربما تم تسميته باسم آخر وفقا لاسم الصنم الذي كان يعبده".
شرح سيدنا إبراهيم لوالده ولشعبه أنه لا ينبغي عبادة الكواكب، فضرب لهم مثالا بكوكب الزهرة المضيء الذي ذهب نوره بعد فترة من الوقت، ثم انتقل للأكثر نورا وهو القمر، فالأكثر نورا وهي الشمس، وقال لهم إن "نورها جميعها يذهب"، مما يدل على أنها مُسخّرة للعمل وفقا لوظيفة محددة لها من الخالق، وليست صالحة لأن يتم عبادتها، كما أوضح لهم أنه "بريء من عبادة الكواكب، ولن يشرك بالله تعالى الواحد الأحد".
تعرف على قصة نجاة سيدنا إبراهيم عليه السلام من النار التي أعدها له المشركون في حلقة الغد من سلسلة قصص الأنبياء..
اقرأ أيضا:
قصص الأنبياء (10).. قوم ثمود بين عقر ناقة النبي صالح وانتظار عذاب الله لمدة 3 أيام