أظهرت بيانات صادرة عن مكتب الإحصاء الأمريكي، اليوم الخميس، تراجع عدد الأجداد الذين يعيشون مع أحفادهم ويعتنون بهم، وانخفاض عدد الأطفال الصغار الذين يذهبون إلى الدور التعليمية ما قبل سن الالتحاق بالمدارس وزيادة عدد الأشخاص الذين ينتقلون من منازلهم في النصف الأول من عشرينيات القرن الحادي والعشرين، مقارنة بالجزء الأخير من العقد الأول من نفس القرن؛ مما يعكس بعض الآثار الناجمة عن جائحة فيروس كورونا كوفيد-19.
وتقارن أحدث بيانات صادرة عن المسح الأكثر شمولية لحياة الأمريكيين في السنوات من 2014 -2018 و2019 -2023، أي قبل جائحة كورونا وخلال انتشار الفيروس.
وتظهر بيانات مسح المجتمع الأمريكي، مدى التغيير الذي شهدته أساليب الحياة والعلاقات الأسرية؛ جراء الجائحة وغيرها من الوقائع مثل أزمة المواد الأفيونية.
ويغطي المسح الذي شمل 5. 3 مليون أسرة، أكثر من 40 موضوعا بما في ذلك النسب والخصوبة والحالة الاجتماعية والتنقلات وحالة المحاربين القدامى والإعاقة والسكن.
ومن المرجح أن يكون التراجع في عدد حالات اعتناء الأجداد بأحفادهم نتيجة للانخفاض في الوفيات المرتبطة بتعاطي الأفيون خلال الفترات الزمنية الأخيرة، حيث إن استهلاك المواد المخدرة هو السبب الرئيسي في أن يجد الأجداد أنفسهم يقومون بتربية أحفادهم.
كما أن انخفاض عدد النساء المسجونات من المرجح أن يكون لعب دورا، بحسب سوزان كيلي أستاذة التمريض الفخرية في جامعة ولاية جورجيا.
وأضافت كيليك، أنه من النادر للغاية أن يجد الأجداد أنفسهم في هذا الوضع لأسباب إيجابية. وعادة ما يكون وضعا مأساويا حدث في حياة الطفل البالغ سواء موت أو سجن أو مشاكل تتعلق بالصحة العقلية التي ترتبط بتعاطي المخدرات.. وكثيرا ما ينجح الأجداد في هذا الدور ولكن لايزال هناك أعباء اقتصادية واجتماعية وعاطفية تقع عليهم".
وقالت كيلي، إن قوة الاقتصاد في الفترات الأخيرة قد تكون سببا أيضا في أن عدد الأجداد الذين يعيشون مع أحفادهم قد تراجع من 2. 7 مليون إلى 8. 6 مليون حيث جعل هذا من غير المرجح أن يسعى الأطفال البالغين الذين لديهم أطفال للحصول على مساعدة في السكن من آبائهم.
وقال مكتب الإحصاء، إن التراجع في عدد الأطفال الصغار المسجلين في الدور التعليمية ما قبل سن الالتحاق بالمدارس ينبع من عدم استعداد لإرسالهم إلى المدارس وغلق الكثير من المدارس في ذروة الجائحة.
وأوضح المكتب، في تقرير منفصل: "تظهر تلك البيانات كيف أن جائحة كوفيد-19 كان لها أثر كبير على أنماط التعليم في سنوات الطفولة المبكرة.. وسوف تظهر الأبحاث المستقبلية إذا ما كان هذا هو بداية اتجاه طويل الأمد أو ما إذا كان الالتحاق سوف يعود إلى المستويات السابقة".
واستمر الأمريكيون في التقدم في العمر، حيث إن متوسط العمر ارتفع إلى 7. 38 من 9. 37، وارتفعت نسبة المواطنين الكبار في السن في البلاد إلى 8ر16 % من 2. 15 %.
وارتفعت نسبة الأسر التي لديها جهاز حاسب آلي إلى 95% من نحو 89%، مثلما هو الحال مع نسبة الأسر التي لديها اتصال عريض النطاق إلى 90 % تقريبا من 80%، والاتصال عريض النطاق هو طريقة سريعة للوصول إلى شبكة الإنترنت.
وعلاوة على ذلك، انتقل عدد قليل من الأشخاص وظل المزيد من الأشخاص في أماكنهم في أحدث فترة زمنية مقارنة بالفترة السابقة عليها، ويرجع ذلك في كثير من الحالات إلى ارتفاع أسعار المنازل ومحدودية المنازل المتاحة للشراء.
وارتفعت أسعار المنازل بواقع 7. 21% وانخفضت نسبة المنازل الشاغرة من 2. 12% إلى 4. 10.
وقفز متوسط قيمة المنازل من 249400 دولار إلى 303400 دولار على مستوى البلاد.