كتب- أحمد الشرقاوي
أعلن تنظيم "داعش" بسيناء، في إصداره المرئي الأخير "حماة الشريعة" أن عمر إبراهيم الديب كان عضواً بخلية إرهابية تابعة للتنظيم أرسلها إلى القاهرة بهدف تنفيذ عمليات عنف، وهي المرة الأولى التي يعترف فيها التنظيم بتبعية خلية إرهابية بالقاهرة له، من بعد الخلية المعروفة إعلاميا بـ"تفجيرات الكنائس" التي كان يقودها كل من عمرو سعد عباس، وعزت محمد حسن، الشهير بـ"عزت الأحمر"، والذي يعد خبير متفجرات التنظيم في الوقت الحالي.
وكانت وزارة الداخلية قد أعلنت مصرع "الديب" مع 9 آخرين في سبتمبر الماضي خلال مداهمتها وكراً لهم في منطقة أرض اللواء بالجيزة، وزعمت وقتها وسائل إعلام تابعة لجماعة الإخوان أن "الديب"، إخواني وليس داعشي، وأنه مختفيا قسريا قبل ذلك بعدة أشهر.
وتقول تحريات القضية 79 لسنة 2017 التي تم اتهام عمر الديب، فيها، إن التنظيم أعاد إحياء خليته المركزية بالقاهرة، بتشكيل مجموعة من الخلايا تعمل تحت قيادة عزت الأحمر، وتتخذ هذه الخلايا من أماكن داخل القاهرة مقارا لها ويتم استئجارها بهويات مزوؤة في الغالب وتتوافر فيها عدة مواصفات أهمها بعد عن أعين الأمن، واعتاد التنظيم اتخاذ مقرات شرق القاهرة ولكن بعد كشف أوكاره في تلك المنطقة بدأوا يلجأون إلى الجيزة.
وكان آخر شخص اتخذ مقرا مشابها لتخطيط عملياته هو عمرو سعد، الذي اتخذ مقرا في أوسيم كان يستضيف فيه أعضاء التنظيم قبل تسفيرهم إلى سيناء لتدريبهم في صحراء قريتي الزوارعة واللفيتات، وكان يتواصل مع أحمد حسن النشو، الشهير بـ"غندر المصري" مسؤول التجنيد في التنظيم قبل مقتله في شهر يوليو الماضي.
وأكملت التحريات أن عمر الديب، 23 سنة، كان حلقة وصل بين قيادات "داعش" في سيناء وعناصرهم في القاهرة وعهدت إليه قيادة التنظيم بضم عناصر تمهيدا للاستعانة بهم تتوافر فيهم عدة صفات أهمها ، الاقتناع بفكر التنظيم وتزكيتهم من قبل عناصر آخرين مقربين من عمر على يتم بعد ذلك ضمهم لمعسكرات التنظيم في سيناء.
الجدير بالذكر أن نيابة أمن الدولة تباشر تحقيقاتها حتى الآن مع 30 شخصا تابعين لـ"داعش"، متهمين في القضية، ويواجهون اتهامات الانضمام لجماعة أسست خلافا لأحكام القانون والدستور الغرض منها تعطيل مؤسسات الدولة ومنعها من ممارسة عملها، واعتناق أفكار تكفر الحاكم وتوجب محاربته، وتكدير الأمن والسلام الاجتماعي وحيازة متفجرات وأسلحة.
وذكرت التحريات أن التنظيم عقد أكثر من معسكر تدريبي في الصحراء الغربية وذلك بعد الضغط على عناصره في سيناء وصعوبة سفرهم وضمهم إليها خلال الفترة الماضية، وكانت مدة الدورات 20 يوما، منها 10 أيام للإعداد الديني حيث يتم تلقين المنضمين مبادئ التنظيم الفكرية والتي تقوم على تكفير الحاكم وتكفير العوام لرفضهم فكرة النفير ضد الطبقات الحاكمة التي تلجأ للقوانين الوضعية وتمنع تطبيق شرع الله على حد قولهم، و10 أيام للإعداد البدني والخططي.