في ختام جمعيتهم العامة الربيعية لهذا العام، أدان الأساقفة الكاثوليك الألمان تعامل الولايات المتحدة مع أوكرانيا ووصفوه بأنه "مشين".
واعتبر الأساقفة أن تصرفات إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب "غير مسؤولة على الإطلاق"، وفقًا لما صرح به جيورج بيتسينج، رئيس مؤتمر الأساقفة الألمان، خلال اجتماعهم في دير شتاينفيلد بالقرب من مدينة آخن غربي ألمانيا.
وقال بيتسينج: "محاولة التقارب مع (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين الآن، وممارسة الضغوط وصولًا إلى الإجراءات الابتزازية فيما يتعلق بإمدادات المواد الخام"، تعني في الأساس تسليم أوكرانيا إلى "المعتدي الروسي" بشكل شبه كامل، وأردف:" ولكي نكون واضحين بشأن ذلك، فهذا هذا أمر مشين."
وأضاف أن الأساقفة لا يتمنون شيئًا أكثر من تحقيق السلام، "لكن ليس بأي ثمن يُفرض على أوكرانيا." وأوضح: "إذا تمكن المعتدي من تحقيق أهدافه، حتى ولو جزئيًا، فلن يكون ذلك وضعًا مستدامًا للسلام، بل سيشكل تهديدًا لأوروبا بأكملها."
كما انتقد بيتسينج تقليص المساعدات الأمريكية للمناطق المتضررة من الأزمات، ووصف ذلك بأنه "نهج خاطئ تماما"، وقال إن الأساقفة يشعرون بقلق عميق إزاء تفكيك ترامب للنظام العالمي الليبرالي الذي بنته الولايات المتحدة بنفسها على مدى 80 عامًا، واستطرد محذرا:" هناك شيء ما ينهار".
وأشار إلى أن الأساقفة كانوا صرحوا قبل عام بأن العالم يعيش حالة من الفوضى، وقال: "يجب أن أقول بصراحة إنني لم أكن لأتخيل أبدًا أن مثل هذا الاضطراب الكبير والانهيار يمكن أن يحدث خلال عام واحد".
وكانت أوكرانيا أعطت مؤخرا موافقتها المبدئية على هدنة فرضتها الولايات المتحدة، وقوبل هذا التطور بارتياح دولي، خاصة بعد تدهور العلاقات بين أوكرانيا وحليفها الرئيسي إثر خلاف بين ترامب والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في البيت الأبيض. ومع ذلك، لم تبد روسيا موافقتها بعد على الهدنة.
وفي سياق آخر، تطرق بيتسينج أيضًا إلى التدخل المثير للجدل للأساقفة في حملة الانتخابات البرلمانية الألمانية. وكان ممثل مؤتمر الأساقفة في برلين، الكاهن كارل يوستن، أدان في وقت سابق التصويت المشترك لكتلة الاتحاد المسيحي مع حزب "البديل من أجل ألمانيا" ، كما وجه انتقادات للمطالب السياسية للاتحاد المسيحي فيما يخص الهجرة. وأثارت هذه التصريحات غضب ساسة في الاتحاد المسيحي.
وصرح بيتسينج بأن الموقف الفعلي الذي عبّر عنه يوستن كان متوافقًا تمامًا مع مواقف مؤتمر الأساقفة، لكنه أقر بأن الرسالة المرفقة لم تكن مثالية، قائلاً: "ما تم تلخيصه في البيان الرسمي هو موقف الكنيسة الكاثوليكية بشأن هذا الموضوع، ولا يوجد أي سبب للقلق بشأن ذلك."
في الوقت نفسه، قال بيتسينج:" من الواضح أيضًا أن الرسالة المرافقة كُتبت على عجل ولم تتم صياغتها بحساسية كافية. وقد تم الإقرار بذلك والتعبير عنه صراحةً، بل إن الكاهن يوستن نفسه أقرّ بهذا الأمر." واستطرد بيتسينج أن هذه المسألة قد أُغلقت بالنسبة للأساقفة، وأن هناك حوارًا قائمًا مع الاتحاد المسيحي.