من مهرجان ميدفيست.. كيف عالجت السينما مشاعر الملل ووجدت لها حلولا؟ - بوابة الشروق
الإثنين 25 نوفمبر 2024 11:29 ص القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

من مهرجان ميدفيست.. كيف عالجت السينما مشاعر الملل ووجدت لها حلولا؟

الشيماء أحمد فاروق
نشر في: الجمعة 13 سبتمبر 2024 - 2:00 م | آخر تحديث: الجمعة 13 سبتمبر 2024 - 2:00 م

أقيمت ضمن فعاليات مهرجان ميدفيست في دورته السادسة جلسة نقاشية بعنوان "برودكاست: البحث عن سيد مرزوق"، قدمها أحمد أبو الوفا، استشاري الصحة النفسية، حول موضوع الملل وكيف تم طرحه في السينما المصرية.

نشأت فكرة البودكاست بناءً على وجهة نظر أبو الوفا والدكتور طلال فيصل حول كون الفن يسبق العلم في تقديم قضية معينة، ثم يأتي العلم لوضع لها تعريفاً تعليمياً وأسلوباً منهجياً للفهم. على سبيل المثال، لا يمكن تشريح الاكتئاب وفهم تفاصيله كما حدث عندما كتب نجيب محفوظ رواية "الشحات" أو فلسفة الموت مثل فيلم "السقا مات".

وأوضح أبو الوفا: "نحن نحاول الإشارة إلى أن الفن وصف الموجود في العلم، وتحديداً الصحة النفسية، بطرق مختلفة، وأحياناً دون قصد. على سبيل المثال، شخصية سبعاوي طه في فيلم عائلة زيزي التي قدمها فؤاد المهندس، تعتبر من الناحية العلمية حالة توحد. نحن نركز على التحليل النفسي للشخصيات السينمائية التي قد لا يكون الكاتب قصد كتابتها بهذا الشكل".

أما عن اختيار فيلم "حرب الفراولة" كأول فيلم يناقش في بودكاست "البحث عن سيد مرزوق"، فهو من أبرز الأعمال السينمائية التي تناولت مشكلة شعور الشخص بالملل، والتي جسدها الفنان الراحل سامي العدل.

فيلم "حرب الفراولة" هو إنتاج عام 1994، تأليف وإخراج خيري بشارة، وقصة مدحت العدل، بطولة سامي العدل ويسرا ومحمود حميدة. تدور أحداثه حول شخص ثري، يجسد دوره سامي العدل، يشعر بالملل ويقرر البحث عن السعادة في رحلة يخوضها مع شخص مختلف عنه تماماً، وهو بائع الفاكهة المتجول، الذي يجسده محمود حميدة، ويكسر كثيراً من القواعد في سبيل الحصول على شعور السعادة.

أوضح أبو الوفا في البداية متحدثاً عن مفهوم الملل بشكل علمي، قائلاً: "الأشخاص يعتقدون أن الملل هو شعور عابر وليس مهماً، وسوف ننساه مع الوقت، ولكن في الحقيقة هو شعور يمر على كل البشر بلا استثناء، وغير عابر. ورغم ذلك، الأعمال الفنية التي طرحت فكرة الملل قليلة جداً، نتيجة لخطورة الموضوع على السينما، بسبب تناقض الأمرين: السينما فعل ممتع في أساسه، فكيف يعبر عن ملل؟ وممكن أن يتسبب الفيلم في مشاعر سلبية للمشاهدين."

وأضاف: "الفيلم عرض لنا موضوع الملل بدون اسم، بل وأطلق عليه رحلة بحث عن السعادة، والتي عبر عنها سامي العدل بالشخصية التي قدمها. وهنا يتدخل العلم ليضع وصفاً لحالة الشخصية، والتي يمكن وصفها بأنها تعاني من ما يسمى الملل الوجودي، أي فقدان الإنسان للمثيرات بداخله وفقدان الإحساس بالمعنى".

ووصف أبو الوفا الشعور بالملل بأنه مزعج للغاية، لكنه يمكن أن يكون له جانب إيجابي، مثل كونه دافعاً للإنسان نحو اتخاذ قرارات مصيرية أو حسم أمور معلقة، أو خوض تجربة جديدة.

ذكر أبو الوفا بعض الأفلام الأخرى التي تناولت نفس الموضوع ولكن بطرق مختلفة، مثل "البحر بيضحك ليه"، الذي كان البطل فيه، محمود عبد العزيز، يعاني من الملل الوظيفي، وفي النهاية قرر التحول للعمل في الشارع مع فرق الحواة المتجولين. وهناك فيلم "خرج ولم يعد"، حيث عانى البطل من الملل بسبب عدم تغير حياته وركودها، فقرر البقاء في القرية وإلغاء التفكير في الزمن. وهناك أيضاً فيلم "المنسي"، حيث عانى البطل من الملل الناتج عن خيبة الأمل.

لكن المفاجأة كما وصفها أبو الوفا، أن الملل في أغلب الأحيان هو شعور بديل لشعور آخر خفي. فعلى سبيل المثال، في فيلم "حرب الفراولة"، كان شعور الملل هو البديل للحزن، لأن الشخصية لم تتحمل فراق الابن الذي يمثل كافة المعاني له، وبموته فقد المعنى. وكذلك شعور الإحباط الجنسي في فيلم "الراعي والنساء" الذي تحول إلى ملل، وشعور الغضب في فيلم "المنسي"، وشعور اليأس في فيلم "خرج ولم يعد".

اختتمت الجلسة النقاشية بمجموعات من الأسئلة التفاعلية حول مواجهة هذا الشعور وكيفية استكشاف الشعور الحقيقي الكامن خلفه، وأسئلة أخرى عن العلاقات العاطفية والصداقة وفهم سياق الملل الذي قد يصيبها.

تستمر فعاليات مهرجان ميدفيست حتى الأحد 15 سبتمبر، ويضم 32 فيلماً، من بينها 17 فيلمًا داخل المسابقة الرسمية التي تنقسم إلى 3 جوائز: جائزة أحسن فيلم، وأحسن فيلم مصري، وجائزة الجمهور.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك