فازت رواية "أوربيتال" للكاتبة البريطانية سامانثا هارفي بجائزة البوكر الأدبية المرموقة لعام 2024 وهي الكاتبة البريطانية الوحيدة التي تم ترشيحها هذا العام لأرفع جائزة أدبية في المملكة المتحدة، وقد تم الإعلان عن الفائزة في الثاني عشر من شهر نوفمبر الجاري.
ووقع اختيار لجنة التحكيم بالإجماع على رواية "هارفي" الفائزة التي تدور في إطار خيالي حول ستة رواد فضاء على محطة الفضاء الدولية بعد الإطلاع على القائمة المختصرة المكونة من ستة كتب، وفقًا لما ذكره رئيس لجنة التحكيم، الفنان والمؤلف إدموند دي وول، حيث قال: "قرارنا بالإجماع في اختيار رواية 'أوربيتال' يعكس جمال حبكتها ومضمونها"، وأضاف: "إنها تعكس التأثير الاستثنائي الذي تتمتع به هارفي على العالم الرائع والهش الذي نتشاركه جميعًا".
وبعد فوزها بالجائزة البالغ قدرها 50,000 جنيه إسترليني، قالت "هارفي" إنها تهدي الجائزة لأولئك الذين "يسعون لإصلاح الأرض وليس لخرابها، وأيضًا لجميع المؤيدين لحقوق وكرامة البشر ، والحياة الأخرى، ولكل الساعين والعاملين من أجل تحقيق السلام".
وقد نشرت الرواية للمرة الأولى في نوفمبر الماضي، وهي الآن متاحة في النسخة الورقية، وكانت الكتاب الأكثر مبيعًا في القائمة المختصرة في الفترة التي سبقت إعلان الفائز؛ حيث تم بيع 29,000 نسخة في المملكة المتحدة هذا العام، وتتبع الرواية يوميات رواد الفضاء الذين يعاصرون 16 شروقًا و16 غروبًا وذلك من خلال حبكة ملهمة عن طبيعة الحياة على الأرض، والسعي وراء الجمال، والطموح البشري.
وتُعد رواية "أوربيتال" - وعدد صفحاتها 136 - ثاني أقصر كتاب يفوز بجائزة البوكر المرموقة في تاريخها؛ حيث إنها أطول بأربع صفحات فقط من كتاب "أوفشور" للكاتبة البريطانية الراحلة ينيلوب فيتزجيرالد، التي فازت بالجائزة عام 1979 نقلًا عن صحيفة الجارديان البريطانية.
وقالت" هارفي" إنها كادت أن تتخلى عن كتابة "أوربيتال" لأنها كانت تقول لنفسها: "لماذا قد يريد أي شخص أن يسمع حكاية من امرأة جالسة على مكتبها في ويلتشير تكتب عن الفضاء، وتتصور كيف يكون شعور التواجد في الفضاء، في حين أن هناك من كانوا هناك فعلاً؟ ولوهلة شعرت أنها فقدت الثقة في قدرتها على كتابة هذا الكتاب، لكنها استطاعت في النهاية المضي قدمًا، وأضافت أن رائد الفضاء ، تيم بيك ، قد قرأ الكتاب وأعجبه للغاية، وقالت: "كان يريد أن يعرف من أين حصلت على معلوماتي".
وكانت "أوربيتال" مرشحة قوية للفوز جنبًا إلى جنب مع رواية "جيمس" للكاتب الأمريكي بيرسيفال إيفريت، وهي إعادة سرد تخيلية لرواية "مغامرات هاكلبيري فين" الشهيرة من منظور شخص يُدعى جيم، و كان هذا العام هو الأول في تاريخ الجائزة الممتد 55 عامًا الذي يتم فيه ترشيح خمس نساء، وقد أصبحت "هارفي" أول امرأة تفوز بالجائزة منذ خمس سنوات. وعندما سُئلت عن كيفية إنفاقها لمبلغ الجائزة، قالت إنها تحتاج إلى دراجة جديدة وترغب في زيارة اليابان.
وكانت "هارفي" قد تم ترشيحها سابقًا لجائزة البوكر في 2009 عن روايتها الأولى "البرية"، ولكنها تمكنت من اقتناص الجائزة هذا العام عن روايتها الخامسة "أوربيتال" ، وتضم قائمة أعمالها الأدبية الأخرى روايات على غرار: "كل شيء هو أغنية"، "عزيزي السارق"، و"الريح الغربية"، كما كتبت مذكرات عن الأرق بعنوان "القلق غير المحدد"، نُشرت عام 2020.
ومن بين الكُتّاب الذين تم ترشيحهم مع "هارفي" و"إيفريت"، كانت الروائية الأمريكية راشيل كوشنر عن رواية "بحيرة الخلق"، و الشاعرة الكندية آن مايكلز عن رواية "المحافظة"، والكاتبة الهولندية يائيل فان دير وودن عن "الحفظ"، والأسترالية شارلوت وود عن "التعبديات في ساحة الحجر".
وضمت لجنة التحكيم هذا العام إلى جانب "دي وول" الروائيتين سارة كولينز وييون لي، و مديرة صفحة الأدب في في جريدة الجارديان جوستين جوردان، والموسيقي نيتين ساويني. وقال "دي وول" : " كنا عازمين على العثور على كتاب يؤثر فينا بشكل جماعي هذا العام، ويمتلك من السعة والعمق ما يجعلنا نود مشاركته مع العالم أجمع".
وأشار إلى أن الرواية الفائزة تدور حول ستة رواد فضاء على محطة الفضاء الدولية حول الأرض وهم يراقبون تقلبات الطقس عبر هشاشة الحدود والمناطق الزمنية، وقال إن "هارفي" لجأت لاستعمال لغتها الشعرية المميزة والحادة في بعض المناطق؛ من أجل خلق عالم جديد مبتكر على الورق.
وتم اختيار الفائزة من بين 156 كتابًا نُشرت بين 1 أكتوبر 2023 و30 سبتمبر 2024، ولكي يكون الكتاب مؤهلًا، يجب أن يُكتب بدءًا باللغة الإنجليزية من قِبَل مؤلف من أي جنسية، وأن يُنشر في المملكة المتحدة أو أيرلندا، وقد كانت الكتب المؤهلة هي تلك التي كتبها كُتّاب من دول الكومنولث وأيرلندا وزيمبابوي فقط قبل عام 2014.
وفي العام الماضي، فاز الكاتب الأيرلندي ، بول لينش بالجائزة عن روايته الديستوبية "أغنية النبي"، ومن بين الفائزين في السنوات الأخيرة: شيهان كاروناتيلكا، دايمون جالجوت، ودوجلاس ستيوارت، وآخر مرة فازت فيها امرأة بالجائزة كانت في 2019، عندما تم إعلان فوز كلا من الكاتبة السمراء بيرناردين إيفاريستو والكاتبة الكندية مارجريت أتوود بالجائزة بشكل مشترك.