أبحاث جديدة: البراز علاج ثوري لسرطان الدم - بوابة الشروق
السبت 14 ديسمبر 2024 1:37 ص القاهرة

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

أبحاث جديدة: البراز علاج ثوري لسرطان الدم

أدهم السيد
نشر في: الجمعة 13 ديسمبر 2024 - 5:09 م | آخر تحديث: الجمعة 13 ديسمبر 2024 - 5:09 م

يُعتبر البراز من أكثر الأشياء إثارة للاشمئزاز، إلا أن ذلك لم يمنع فريقًا علميًا فرنسيًا من دراسة الفضلات البشرية والنجاح مبدئيًا في تحويلها إلى علاج طبي عبر كبسولات معالجة لإحدى المضاعفات المميتة لسرطان النخاع الخطير. ويواصل الفريق البحث عن المتبرعين المناسبين بالفضلات البشرية، حيث يتم شراء البراز منهم بآلاف اليوروهات.

وذكر موقع بلومبيرغ الألماني أن العلاج بالبراز له جذور عميقة في التاريخ رغم عدم شهرته في الأوساط الطبية. إذ كان الصينيون أول من استخدم البراز لعلاج تسمم الطعام في القرن الرابع، غير أن الفضلات البشرية ظلت مهمشة مع الثورة العلمية الحديثة في الطب، ليبقى استخدامها مجرد حل جانبي للتجربة عند بعض الأطباء بشكل سري.

ظهر استخدام الفضلات البشرية طبيًا في العصر الحديث عام 1959 على يد الطبيب الأمريكي بنيامين إيسمان، حين استخدم فضلات سيدة حامل لعلاج أربعة أشخاص مصابين بمرض هضمي مستعصي، وكانت النتيجة تعافيهم، لتصبح تلك واحدة من أولى التجارب العلاجية الناجحة لهذا الدواء العجيب.

ويعتمد العلاج بالبراز على الاستفادة من الجراثيم النافعة المنتشرة داخل جسم الإنسان، والتي تتركز في الأمعاء الدقيقة وتختلط بالبراز. وتبين أن هذه البكتيريا المفيدة لها تأثير متنوع على الجهاز الهضمي ومقاومة السرطان وحتى علاج الأمراض النفسية، وفقًا لما كشفته الدراسات المتتالية حول دور بكتيريا الجسم في الحالة الصحية.

النقلة النوعية لعلاج السرطان
كان العلاج بالبراز يعاني من مشكلة تتمثل في تنوع البكتيريا الموجودة فيه دون معرفة كافية لدى الأطباء عن تأثير كل نوع من البكتيريا وكيفية فصله واستخلاصه للاستفادة منه. لذلك، اقتصر الأطباء على استخدام الفضلات بشكل تجريبي.

حدث التغيير عندما سعت مالكة شركة أدوية تُدعى إيزابيل ديكورموكس إلى جمع فريق طبي لإجراء أول عملية استخلاص بكتيريا معالجة للسرطان من البراز. استعانت بكل من محمد مهدي، وإيرعا أفغارد، وجوال دوري كفريق لها في مهمة بدأت عام 2014.

أجرى الفريق اختبارات صارمة للمتبرعين للبحث عن عينة مناسبة تحتوي على بكتيريا لم تتأثر بالمضادات الحيوية المنتشرة بين الناس. وبعد بحث طويل، عثروا على ضالتهم لدى متبرع فرنسي حصل على 5000 يورو مقابل عينة برازه، لكنه تبرع بالمبلغ لاحقًا لدعم البحث العلمي.

يعمل مستخلص البكتيريا الذي فصله الفريق عن الفضلات البشرية على علاج مرض يصيب حديثي زراعة النخاع الشوكي من مصابي سرطان النخاع، وهو مرض مميت. وقام الفريق بإجراء تجربة على المستخلص لمعرفة فعاليته على 150 شخصًا مصابًا بالمرض.

لاحظ الفريق نجاح العقار الجديد بنسبة 30%، وهو ضعف النسبة التي توقعوها مسبقًا. إلى جانب علاج المرض المضاد لزراعة النخاع، بحث الفريق إمكانية استخدام المستخلص لعلاج الأعراض الجانبية المؤلمة للعلاج الكيميائي، والتي تشمل القيء والغثيان.

نجح الفريق في إنشاء مزرعة للبكتيريا المستخلصة من الفضلات، وتحويل ملعقة شاي من البكتيريا إلى 1057 جالونًا من الجراثيم النافعة.

ويختلف شكل الدواء عن المتوقع لمستخلص البراز، حيث يتم تغليف المستخلص بكبسولة بيضاء عديمة الرائحة. وتتكلف الكبسولة العلاجية الواحدة ما يفوق 100 ألف دولار، نظرًا للتكاليف العالية لإنتاج المستخلص والاحتفاظ به بعيدًا عن الأوكسجين، الذي يعد خطرًا على البكتيريا المفيدة المستخرجة من الفضلات البشرية.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك